المعارضة ترحب بالموقف الفرنسي «النموذجي»

«الائتلاف»: خطة دي ميستـــورا مرفوضة.. وأي حــل يمــر «حتمـاً» برحيـل الأسد

دي ميستورا خلال زيارته إلى دير إبراهيم الخليل في جرمانا جنوب شرق دمشق أمس. أ.ف.ب

رفضت القوى العسكرية والسياسية المعارضة في محافظة حلب، أمس، خطة الموفد الدولي إلى سورية المتعلقة بتجميد القتال في مدينة حلب، معتبرة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، فيما رحب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، أمس، بموقف باريس «النموذجي» حول سورية، وأكد مجدداً أن أي حل للنزاع يمر «حتماً» برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال بيان صادر عن «هيئة قوى الثورة في حلب» التي تضم ممثلين عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن المجموعات المقاتلة والقوى السياسية المعارضة في محافظة حلب «نعلن رفض اللقاء مع السيد ستفان دي ميستورا إلا على ارضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم».

وتألفت «هيئة قوى الثورة في حلب» أول من أمس، خلال اجتماع ضم ممثلين عن الائتلاف والحكومة السورية الموقتة والمجموعات المقاتلة والقوى السياسية والميدانية في حلب وعقد في مدينة كيليس التركية الحدودية. وكلف المجتمعون لجنة من سبعة اعضاء بـ «التواصل مع فريق المبعوث الأممي» حول المبادرة المتعلقة بحلب.

وجاء في البيان الصادر بعد انتهاء اجتماع الهيئة «ترى قوى الثورة في حلب ان أفكار السيد ستفان دي ميستورا لا ترقى إلى مستوى المبادرة التي يمكن ان تمثل حلاً للمعاناة الانسانية لشعبنا من جراء استخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة المحرمة دولياً».

كما رأت الهيئة أن أفكار دي ميستورا وتصريحاته «تنسف المقررات الدولية السابقة التي تم الاتفاق عليها، والتي تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة ورحيل نظام الأسد».

وتابع البيان ان «سورية وشعبها كافة واحد لا يتجزأ، ودماء اخوتنا في درعا والغوطة وحمص وبقية سورية لا تقل شأنا عن دمائنا في حلب».

وتحاصر القوات النظامية الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث يتحصن مقاتلو المعارضة. وتعاني المنطقة قصفاً يومياً ونقصاً فادحاً في الأدوية والمواد الغذائية. كذلك يعاني حي الوعر في مدينة حمص الحصار.

من جانبه، كتب خوجة في رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الخارجية لوران فابيوس، أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يرحب بحرارة بالموقف الحازم الذي عبرت عنه فرنسا تجاه قضية الشعب السوري وتطلعه إلى دولة مدنية ديمقراطية».

وبعد ان أشار إلى ان هذا التطلع يحتم رحيل نظام بشار الأسد، قال ان «موقف فرنسا كان نموذجياً على الدوام وبلدكم وقف باستمرار إلى جانب الشعب السوري في وجه اي محاولة لإعادة تأهيل النظام القائم في دمشق تحت ذرائع واهية».

وقد أثارت زيارة اربعة برلمانيين فرنسيين إلى سورية الأسبوع الماضي واجتماعهم مع الرئيس بشار الأسد الذي تصفه باريس «بالجزار»، الجدل وأعادت اطلاق النقاش المتنامي في اوروبا حول فرصة معاودة الاتصال بنظام دمشق.

وكتب خوجة ان «أولئك الذين يطالبون اليوم بالتعاون مع النظام السوري لمحاربة الإرهاب، لن يتوصلوا سوى إلى تشديد هذه الظاهرة»، منتقداً بشدة «محاولات بعض الأوساط، في فرنسا وفي اوروبا، لتشويه حقيقة الوضع في سورية والشرق الأوسط».

وعلى هامش اجتماع ممثلي مدينة حلب من سياسيين وعسكريين وقوى ثورية في مدينة كيليس التركية، قال خوجة أول من أمس، إنه أبلغ دي ميستورا في لقائه الأخير مع رئاسة وأعضاء الائتلاف أن تجميد القتال يجب أن يشمل مناطق أخرى، بالإضافة إلى حلب كغوطة دمشق مثلاً التي تعاني الحصار منذ أكثر من سنتين، بالإضافة إلى القصف الذي لم يتوقف حتى أثناء وجود دي ميستورا في دمشق.

كما أكد خوجة أن مبادرة المبعوث الأممي وخطة تجميد القتال في حلب تختلف عن مطالب الائتلاف في توفير منطقة آمنة لحماية المدنيين في شمال سورية. وأشار إلى أن النظام سيسقط في اختبار تجميد القتال كما سقط في الاختبارات السابقة، ولا سيما في الهدنات التي عقدها مع الثوار بدمشق وحمص.

وفي وقت سابق وصل دي ميستورا إلى دير ابراهيم الخليل في جرمانا جنوب شرق دمشق، أمس، بشكل مفاجئ بعد دقائق على انتهاء قداس اقامه الآشوريون في المنطقة خصص للصلاة من أجل الآشوريين الـ 220 الذين خطفهم تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة هذا الأسبوع.

وتبادل دي ميستورا الحديث مع الكاهن توما كاكا في باحة الكنيسة وأعرب له «عن تعاطفه مع قضية الآشوريين المخطوفين»، بحسب ما أفاد عضو في وفد المبعوث الدولي رفض الكشف عن اسمه. ثم دخل الكنيسة حيث وقف امام المذبح لمدة خمس دقائق، وغادر المكان مع مرافقيه في سيارتين تابعتين للأمم المتحدة.

ويعود دير ابراهيم الخليل إلى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، لكن يستخدمه الآشوريون الذين يسكنون في المنطقة وبينهم اعداد كبيرة من الذين نزحوا من العراق، في احتفالاتهم.

وغادر الموفد الدولي دمشق التي كان زارها في سعي لإعطاء دفع لمبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب الشمالية.

واجتمع أول من أمس، مع وزير الخارجية وليد المعلم في لقاء تم خلاله «الاتفاق على ارسال بعثة من مكتبه في دمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع»، بحسب ما افادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقال المرصد الآشوري في بيان أمس، إن «الأهالي أبلغوا المرصد بالإفراج عن عشرات المختطفين بعضهم من قرية تل كوران وبأن ستة أشخاص من قرية تل شاميرام ممن كان قد انقطع الاتصال بهم وصلوا إلى بلدة تل تمر 40 كيلومتراً عن الحسكة». وأضاف المرصد، وفقاً لتأكيدات الأهالي، أن آخرين «في طريقهم إلى مدينتي الحسكة والقامشلي».

تويتر