الاستخبارات الأميركية تؤكد أن محاربة «داعش» ليست أولوية لتركيا

تحذير أممي من دخول أزمة اللاجئين السوريين «منعطفاً خطراً»

صورة

حذرت الأمم المتحدة، أول من أمس، من أن أزمة اللاجئين السوريين بلغت «منعطفاً خطراً»، مؤكدة أن هذه الأزمة «تتجاوز قدرات التعاطي الحالية»، مع وجود نحو مليوني سوري دون 18 عاماً «مهددين بأن يشكلوا جيلاً ضائعاً». في وقت أعلنت فيه الاستخبارات الأميركية أن محاربة تنظيم «داعش» ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سورية.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنتونيو غوتيريس، أمام مجلس الأمن الذي اجتمع في جلسة حول الوضع الإنساني في سورية، إن أزمة اللاجئين السوريين بلغت «منعطفاً خطراً».

وأوضح أنه بوجود 3.8 ملايين سوري لاجئ في دول الجوار السوري (خصوصاً في لبنان والأردن)، فإن هؤلاء باتوا يشكلون «أكبر عدد من اللاجئين تحت رعاية المفوضية العليا».

وأضاف أن هذه الأزمة «تتجاوز قدرات التعاطي الحالية»، وأن هناك نحو مليوني سوري دون 18 عاماً «مهددون بأن يشكلوا جيلاً ضائعاً».

وقال إنه «كلما ازداد اليأس، وتضاءل فضاء الحماية المتاح، نقترب أكثر من منعطف خطر».

ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان والأردن على تحمل تدفق اللاجئين السوريين، بمنحهما مساعدات حتى يتمكن البلدان من الاستثمار في خدمات الصحة والبنى التحتية العامة «التي تنهار تحت هذا الضغط الهائل».

واعتبر خصوصاً أنه أمر «عبثي» ألا يحصل لبنان على هبات البنك الدولي، لأنه يعتبر بلداً ذا دخل متوسط.

ووجه غوتيريس نداء للدول الأوروبية ودول الخليج «لمنح المزيد من الفرص» للسوريين للإقامة في دولهم، لتخفيف العبء عن دول الجوار، وردع الراغبين بالهجرة بحراً. وفي ظل هذه الظروف، أضاف المفوض أن اجتماع المانحين المقرر في الكويت «سيكون له دور مهم في استقرار الوضع في بلدان استقبال اللاجئين».

وتحتضن الكويت المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، في 31 مارس المقبل، والمخصص لجمع أموال للعمليات الإنسانية في سورية.

وكانت الكويت احتضنت المؤتمرين الأولين اللذين انبثقت عنهما وعود بقيمة أربعة مليارات دولار، أمنت الكويت وحدها 800 مليون منها.

واضطرت الوكالات الإنسانية التابعة للامم المتحدة لتقليص مساعدتها لملايين المدنيين، بسبب نقص المال.

وبحسب آخر أرقام للمفوضة العليا فإن أكثر من ثلاثة ملايين سوري فروا من الحرب المدمرة في بلادهم، وهو رقم يمكن أن يصل إلى 4.27 ملايين بحلول نهاية 2015.

من ناحية أخرى، أعلن رئيس الاستخبارات الأميركية، جيمس كلابر، أول من أمس، أن محاربة تنظيم «داعش» ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا.

وأكد، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أنه ليس متفائلاً بأن تركيا ستقوم بدور أكثر فاعلية في الحرب ضد التنظيم. وقال «أعتقد أن تركيا لديها أولويات أخرى ومصالح أخرى»، غير تكثيف المشاركة في الحرب على التنظيم المتطرف، مشيراً إلى أن الحكومة التركية قلقة أكثر، إزاء المعارضة الكردية والشؤون الاقتصادية.

وبحسب كلابر، فإن استطلاعات الرأي في تركيا تشير إلى أنه لا ينظر للتنظيم باعتباره «تهديداً رئيساً».

وأضاف أن «نتيجة كل ذلك هو (وجود) أجواء متساهلة، بسبب القوانين وإمكان السفر براً من تركيا إلى سورية». وأكد أن نحو 60% من المقاتلين الأجانب يصلون إلى سورية عبر تركيا.

وقال كلابر إن بعض الحكومات الأخرى ترددت في الانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم، لأن الولايات المتحدة لم تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مباشر، إلا أن «وحشية» مسلحي التنظيم، وعمليات قطع رؤوس الرهائن، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، كان لها «أثر في توحيد» الرأي العام في الشرق الأوسط ضد التنظيم. وقال «أعتقد أن هناك رغبة أكثر في التعاون» مع الولايات المتحدة ضد التنظيم، في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً لجهة تقاسم المعلومات.

وأقر كلابر بأن الولايات المتحدة تعاني «ثغرات» في المعلومات الاستخباراتية في سورية، إذ ليس لديها أي سفارة أو انتشار هناك.

وأضاف أن التنظيم يواجه صعوبات في الموصل، شمال العراق، من أجل تأمين الأموال للطاقة الكهربائية، وغيرها من الخدمات.

وقال «ليس لديهم ما يكفي من التمويل، لتأمين الخدمات البلدية اللازمة لإدارة مدينة، يقطنها مليون شخص».

وأكد أن «هناك مؤشرات إلى انقطاع التيار الكهربائي، ووجود نقص في المواد الغذائية».

وقال «هناك إشارات إلى أن التنظيم يلجأ إلى التجنيد الإلزامي، بعد تكبده خسائر جسيمة في المعارك، خصوصاً في مدينة عين العرب السورية (كوباني)، حيث قتل عدد كبير من المتطرفين في الغارات الجوية للتحالف». وأضاف أن «3000 مقاتل من (داعش) على الأقل» قتلوا بعين العرب.

تويتر