الجيش الأميركي يحقق في مــزاعم بمقتل مدنيين بغارات على العراق وسورية

مقتل 55 عنصراً من «داعش» في معارك جنوب تكريت

صورة

قتل 55 عنصراً من «داعش» من ضمنهم المسؤول المالي للتنظيم في معارك وقعت قرب قضاء الدجيل جنوب مدينة تكريت، فيما أقر الجيش الأميركي للمرة الأولى بأن الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية قد تكون أسفرت عن ضحايا مدنيين، مؤكداً أنه يحقق بجدية في مزاعم «ذات صدقية» بمقتل مدنيين.

وقال مسؤولون عسكريون لـ«فرانس برس»، إن القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) التي تشرف على حملة الضربات الجوية للتحالف بدأت تحقق في 18 حالة قد تكون أدت إلى سقوط قتلى مدنيين في العراق وسورية. ولاتزال خمسة من هذه التحقيقات مستمرة، في حين تم وقف الـ13 الاخرى لعدم كفاية المعلومات ولانعدام القدرة على التحقق من الوقائع.

ويتعلق أحد هذه التحقيقات بضربة شنت في 26 ديسمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، أول من أمس، للصحافيين، إن هذه التحقيقات تجريها القيادة الأميركية الوسطى، مؤكداً أن «سنتكوم تحقق في شأن مزاعم عدة عن (سقوط) ضحايا مدنيين تعتبر أنها ذات صدقية».

وقبل ذلك، لم يعترف الجيش الأميركي أبداً بإجراء تحقيقات مماثلة، مكتفياً بالقول انه تعذر تأكيد سقوط أي ضحية مدني.

وأضاف كيربي أن خطر إصابة السكان المدنيين «هو أمر نتعامل معه دائماً بجدية، ونحرص بشكل كبير على التخفيف من الخطر على المدنيين في كل عملية ننفذها، مهما كان موقع» هذه العملية.

وتشير تصريحات كيربي إلى تحول في موقف وزارة الدفاع الأميركية التي أصرت على مدى اشهر على عدم تأكيد أي حالات سقوط مدنيين في الغارات الجوية.

لكن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان سبق ان أشارت إلى ان عشرات المدنيين قتلوا في الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وفي نهاية أكتوبر، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، بأن الضربات الجوية لقوات التحالف أسفرت عن مقتل 32 مدنياً بينهم ستة أطفال وخمس نساء منذ 23 سبتمبر 2014.

وأشار أيضاً إلى مقتل 467 مقاتلاً من تنظيم «داعش».

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، رافضاً الكشف عن اسمه «من غير الوارد ألا يسقط ضحايا مدنيون في هذه المرحلة من الحملة الجوية».

وأضاف أن الجيش الاميركي ليس موجوداً على الارض في سورية، ولديه وجود محدود جداً في العراق، «وتالياً من الصعب البت بشكل نهائي في عدد المدنيين الذين قد يكونون سقطوا في حملة الضربات الجوية حتى الآن».

من جهته، أكد المتحدث باسم القيادة الوسطى الميجور كورتيس كيلوغ، أن المعلومات عن احتمال سقوط قتلى مدنيين أتت من مختلف المصادر بينها مراجعات خاصة قام بها الجيش وتقارير داخلية ووزارة الخارجية وإحصاءات وسائل اعلام ومنظمات غير حكومية.

وقال إن «المصدر يعد موثوقاً به بشكل عام إذا قدم معلومات يمكن التحقق منها، مثل بيانات أو صور أو وثائق يمكن أن تساعدنا على تحديد ما إذا كان هناك اساس لتلك المعلومات».

وأضاف في بيان ان التحقيقين الرسميين الجاريين حالياً «هما النتيجة المباشرة لمراجعة داخلية خاصة بنا، وليسا نتيجة معلومات صادرة من خارج وزارة الدفاع».

وأوضح ان التحقيقات يمكن ان تشمل «أخطاء تقنية أو ميكانيكية أو بشرية قد تكون حصلت خلال الضربات».

وقال «الجو الميداني العام في العراق وسورية يجعل من التحقيق في هذه المزاعم أمراً صعباً جداً، ووسائل التحقيق التقليدية مثل اجراء مقابلات مع شهود وتفقد الموقع لا يمكن القيام بها تقنياً».

وحتى منتصف ديسمبر الماضي، شن التحالف اكثر من 1300 غارة جوية على تنظيم «داعش» غالبيتها بواسطة طائرات أميركية.

وبدأت هذه الضربات في الثامن من أغسطس في العراق ثم شملت سورية في 23 سبتمبر.

من ناحية أخرى، أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين، أمس، بأن نحو 55 عنصراً من تنظيم «داعش» من ضمنهم المسؤول المالي للتنظيم، قتلوا في معارك وقعت قرب قضاء الدجيل جنوب مدينة تكريت، مؤكداً في الوقت ذاته استيلاء الأجهزة الأمنية العراقية على عدد كبير من العجلات والأسلحة التابعة للمسلحين.

وقال المصدر لوكالة «باسنيوز» الكردية للأنباء، إن معارك شرسة وقعت بين القوات الأمنية وعناصر التنظيم في منطقة الكسارات التابعة لقضاء الدجيل جنوب مدينة تكريت، لافتاً إلى أن مسلحي التنظيم تكبدوا خسائر بشرية جسيمة أجبرتهم على الانسحاب من تلك المنطقة.

وأضاف أن قوات أمنية من الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي بإسناد مباشر وتغطية جوية تمكنت من قتل نحو 55 عنصراً من التنظيم، بينهم قيادي بارز في التنظيم يدعى أبوالمغيرة الحلبي، يقال إنه المسؤول المالي لـ«داعش».

وأوضح أن أسلحة ومعدات وعجلات تعود للمسلحين استولت عليها الأجهزة الأمنية العراقية.

إلى ذلك، قال مسؤول قاطع كركوك الجنوبي في قوات البشمركة الكردية اللواء وستا رسول، إن سلاح المدفعية الثقيلة في قوات البشمركة قصف بشدة مواقع لـ«داعش» وأوقع العشرات بين قتيل وجريح في مناطق متفرقة جنوب مدينة كركوك (250 كم شمال بغداد). وأوضح ان القصف بالمدفعية الثقيلة والهاونات استهدف مناطق بشير والشمسية وقرى تابعة لقضاء داقوق وقرية مريم بيك في ناحية الرشاد جنوب كركوك.

تويتر