اشتباه في مشاركة فرنسي وبريطاني بعملية ذبح الرهائن

الغرب يصمّم على مــواجـهة «داعش» بعد إعدام كاسـينغ

صورة

أكدت الدول الغربية، أمس، تصميمها على التصدي لتنظيم «داعش» المتطرف، بعد المشاهد المروّعة للإعدامات التي نفذها التنظيم بحق عامل إغاثة أميركي وجنود سوريين، وبينما أعلنت باريس الاشتباه في مشاركة فرنسي في تنفيذ الإعدامات، قال بريطاني إن ابنه، وهو في الـ20، ربما من منفذي الإعدامات.

وعقب، بث تنظيم «داعش» شريط فيديو تضمن قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسينغ، رداً على إرسال جنود أميركيين إلى العراق، ومشاهد مروعة لذبح جنود سوريين، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، مقتل الرهينة الأميركي، المواطن الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم رأسه في سورية منذ أغسطس. وقال في بيان «نرفع صلواتنا ونقدم تعازينا لوالدي وأسرة عبدالرحمن كاسينغ المعروف أيضاً باسم بيتر»، مضيفاً «أنها فعلة شر مطلق نفذتها مجموعة إرهابية يعتبرها العالم، وهو محق، لاإنسانية».

من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، أمس، في بيان، إن «الإعدام الوحشي لبيتر كاسينغ العامل في المجال الإنساني، ولجنود سوريين، دليل جديد على ان التنظيم ماضٍ في برنامج الرعب».

وأضافت أن «كل مرتكبي انتهاكات لحقوق الإنسان سيحاسبون، ولن يوفر الاتحاد الأوروبي اي جهود لتحقيق هذه الهدف»، مشددة على ان الاتحاد الأوروبي ملتزم «بشكل تام بمكافحة التهديد الذي يشكله (داعش)، وغيره من المنظمات الإرهابية في سورية والعراق، بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين».

وتأتي هذه الإعدامات التي عرضها «الدولة الإسلامية» في فيلم دعائي طويل من 15 دقيقة، بمثابة دليل جديد على وحشية هذا التنظيم الذي لا يتردد في اعتماد أسوأ أساليب القتل، وفي سبي النساء، وإصدار احكام بالإعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سورية والعراق.

وظهر في شريط الفيديو الموقع من «مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي»، التي تتولى نشر اخبار التنظيمات الجهادية على الانترنت، رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء، يشير إلى رأس رجل ملقى عند قدميه، ويقول باللغة الإنجليزية «هذا هو بيتر ادوارد كاسينغ المواطن الأميركي».

وكاسينغ (36 عاماً) جندي أميركي سابق قاتل في العراق، لكنه ترك الجيش وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي.

وأعرب ذوو الرهينة الأميركية اد وبولا كاسينغ في تغريدة على «تويتر» عن «حزنهما الشديد لمقتل ابنهما، بسبب حبه للشعب السوري، ورغبته في تخفيف آلامه».

وعمل كاسينغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هرباً من اعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سورية. ويقول اصدقاؤه انه اعتنق الإسلام، واتخذ لنفسه اسم عبدالرحمن، وخطف في أكتوبر 2013، بينما كان في مهمة لنقل مساعدات إنسانية إلى سورية.

وظهر كاسينغ في شريط فيديو تم بثه في الثالث من أكتوبر إلى جانب عامل الإغاثة البريطاني آلان هينينغ، بينما كان عنصر في تنظيم «داعش» يذبح هينينغ. ثم قام العنصر بتقديم كاسينغ على انه الضحية التالية، اذا لم يوقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضرباته الجوية.

كما تضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعية بأيدي عناصر من التنظيم، استهدفت 18 شخصاً قدموا على انهم جنود سوريون، من دون ان يحدد تاريخ ومكان ذبحهم.

ويبدو في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يقومون بذبح رجال ارتدوا زياً موحداً كحلي اللون، جاثين أرضاً وموثقي الأيدي، قدموا على انهم «ضباط وطيارو النظام النصيري».

ويظهر الشريط مشاهد مروعة لعملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء.

بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم من دون تغطية وجوههم وأمام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل منها رأس مقطوع.

في هذا السياق، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، أن هناك «احتمالاً كبيراً بأن احد الرعايا الفرنسيين شارك بشكل مباشر» في قطع رؤوس جنود سوريين.

وقال كازنوف مستنداً إلى تحليل للفيديو، «يمكن ان يكون المعني هو مكسيم هوشار المولود في 1992»، في شمال غرب فرنسا، والذي «توجه إلى سورية في أغسطس 2013 بعد إقامة في موريتانيا في 2012».

وأضاف «لقد قامت أجهزة الاستخبارات بتحليل التسجيل ويبدو ان هناك احتمالاً كبيراً بأن مواطناً فرنسياً شارك مباشرة في ارتكاب هذه الجرائم المشينة».

ودعا الوزير الفرنسيين «خصوصاً الأصغر سنّاً، الذين تستهدفهم خصوصاً الدعاية الإرهابية إلى التيقظ لواقع (داعش) والجماعات المرتبطة به التي تقتل الناس».

وقال كازنوف «لابد ان نرى دعاة الحقد بما هم عليه: مجرمون يقيمون نظاماً وحشياً».

وأعلن مصدر قريب من الاستخبارات ان «التحقيق جار» للتأكد ما اذا كان فرنسياً ثانياً من بين منفذي الإعدام. وفي لندن، قال بريطاني لصحيفة «ديلي ميل»، ان ابنه وهو في الـ20 من العمر «ربما كان» بين الذين ظهروا في تسجيل لعملية إعدام كاسينغ.

وأضاف الرجل ويدعى أحمد مثنى (57 عاماً)، «لست متأكداً لكنه يشبه ابني»، في إشارة إلى احد المسلحين الذي ظهر مكشوف الوجه في التسجيل.

والأمر ربما يتعلق بناصر مثنى طالب الطب (20 عاماً) من كارديف (بريطانيا). ونشرت الصحيفة صوراً اخذتها من التسجيل يظهر فيها وجه الشاب الذي تعرف إليه أحمد مثنى.

وقال مثنى «من المؤكد انه يخاف عقاب الله، لأنه أقدم على القتل». ولدى سؤال الصحيفة له عما اذا كان مستعداً لمسامحة ابنه، اجاب بالنفي، وأضاف «إما انه مجنون، أو هناك امر غير مفهوم».

وأفاد تشارلي وينتر الخبير في مركز كويليام للأبحاث للصحيفة ان الشاب الظاهر في التسجيل «يشبه ناصر مثنى».

وكان شقيقه الأصغر أصيل (17 عاماً)، انضم إلى ناصر في سورية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وأعلن اصيل في مقابلة مباشرة مع الإذاعة البريطانية «أنا مستعد للموت»، معرباً عن عدم اكتراثه لرأي الناس به في بلده.

تويتر