«البيشمركة» تسيطر على إحدى قرى كركوك.. وديمبسي يزور بغداد

القوات العراقية تفك حصــار «داعش» لمصفاة بيجي

صورة

تمكنت القوات العراقية، أمس، من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم «داعش» منذ أشهر على مصفاة بيجي النفطية الأكبر في البلاد، فيما أعلنت قائممقامية قضاء الدبس بمحافظة كركوك، أن قوات البيشمركة سيطرت على قرية بالقضاء بعد قتلها 35 مسلحاً من تنظيم «داعش»، في يوم يزور رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الاميركي مارتن ديمبسي بغداد لبحث «المرحلة المقبلة» من الحملة ضد التنظيم.

وتفصيلاً، يأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، في واحد من أبرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة تنظيم «داعش» على مناطق واسعة في البلاد في يونيو.

وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، إن «القوات العراقية وصلت إلى إحدى بوابات المصفاة»، وذلك غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) القريبة منها.

وأكد ثلاثة ضباط في الجيش والشرطة فك الحصار عن المصفاة التي كانت تنتج في السابق 300 ألف برميل من النفط يومياً، وتوفر نحو 50% من الحاجة الاستهلاكية للعراق. وبدأت القوات العراقية مدعومة بعناصر مجموعات مسلحة موالية لها، هجوماً لاستعادة بيجي في 17 اكتوبر، وتمكنت من دخول المدينة نهاية الشهر نفسه، قبل ان تواصل التقدم تدريجياً، في مقابل اعتماد الجهاديين على التفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة. واعتبر ضابط برتبة عقيد في قوات التدخل السريع التابعة للشرطة، أن فك الحصار عن المصفاة يحمل أهمية «استراتيجية وعسكرية».

وتعد بيجي (200 كلم شمال بغداد) ذات أهمية استراتيجية لقربها من المصفاة، ووقوعها على الطريق إلى الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف. كما يمكن لاستعادة المدينة أن تتيح للقوات العراقية عزل مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي يسيطر عليها التنظيم.

ويأتي هذا التقدم للقوات العراقية مدعومة بعناصر من «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر، ليضاف إلى سلسلة اختراقات ميدانية حققتها في الفترة الماضية. وتمكنت هذه القوات ومجموعات مسلحة موالية لها من استعادة السيطرة خلال هذا الاسبوع على سد العظيم في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، ومنطقة جرف الصخر (جنوب غرب) الشهر الماضي.

في السياق نفسه، قال قائممقام قضاء الدبس عبدالله الصالحي في تصريحات لموقع «السومرية نيوز»، إن «قوة تابعة للبيشمركة نفذت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، عملية أمنية في قرية خرابة روت التابعة لقضاء الدبس (45 كلم شمال غرب كركوك)، أسفرت عن مقتل 35 عنصرا من تنظيم داعش والسيطرة على القرية والمناطق المحيطة بها». وأضاف الصالحي، أن «العملية أسفرت أيضاً عن استيلاء البيشمركة على أعتدة الإرهابيين».

يذكر أن محافظة كركوك، (250 كلم شمال بغداد)، تعد من المناطق المتنازع عليها، وتشهد أعمال عنف شبه مستمرة، تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين على حد سواء في عموم المحافظة، وتخضع حالياً لسيطرة قوات الشرطة العراقية والبيشمركة الكردية عقب التطورات الأخيرة في الموصل وصلاح الدين، باستثناء قضاء الحويجة الذي يشهد وجوداً مكثفاً لعناصر تنظيم «داعش»، بحسب المصادر الأمنية.

ومازال التنظيم يسيطر على مناطق واسعة، وتحدى دول التحالف بأن الغارات لن توقف «زحفه»، وأنها ستضطر «للنزول إلى الأرض» لقتاله.

جاء ذلك في تسجيل صوتي منسوب إلى زعيمه أبوبكر البغدادي بث الخميس الماضي، وذلك بعد أيام من غموض حول مصير «الخليفة» البغدادي، إثر إعلان الجيش الأميركي أن التحالف استهدف تجمعاً لقادة في التنظيم شمال العراق، من دون أن يتمكن من التأكد مما إذا كان البغدادي من ضمنهم.

وفي حين أكدت واشنطن مراراً عدم نيتها إرسال قوات برية قتالية إلى العراق، فإنها تعتزم مضاعفة عدد جنودها في هذا البلد.

وأجاز الرئيس باراك أوباما في السابع من نوفمبر إرسال حتى 1500 جندي إضافي، سينضمون إلى 1400 جندي موجودين في بغداد وأربيل. ومن المقرر ان يقوم الجنود الإضافيون بتدريب القوات العراقية والكردية، في معسكراتٍ شمال العراق وغربه وجنوبه. واعتبر أوباما الخطوة مؤشراً إلى «مرحلة جديدة» في الحملة ضد التنظيم.

وفي هذا الاطار، وصل رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي إلى العراق أمس.

وقال مساعد المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد التنظيم بريت ماكغورك، إن ديمبسي «وصل إلى العراق للبحث مع المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين في المرحلة المقبلة لحملة القضاء على داعش»، بحسب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وقال المتحدث باسم ديمبسي الكولونيل اد توماس، إن ديمبسي وصل «لزيارة القوات الأميركية، القادة العسكريين والقادة العراقيين». وأوضح أن «الهدف الرئيس لزيارته هو الاطلاع عن قرب على الوضع في العراق، والاستماع إلى ملخصات والحصول على فهم أفضل حول تقدم الحملة».

وتأتي زيارة ديمبسي في أعقاب عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذا الأسبوع 36 من قيادات الجيش بهدف «مكافحة الفساد»، في خطوة لاقت ترحيب واشنطن.

وأكد وزير الدفاع الاميركي تشاك هايغل، الخميس الماضي، أن الحملة الجوية «ستتسارع بالوتيرة والكثافة بالتزامن مع تعزيز القوات العراقية تدريجياً».

تويتر