إدخال دفعة أولى من مساعدات الأمم المتحدة إلى حي الوعر المحاصر في حمص

أوباما يرى أن إزاحة الأســـد ضرورية لهزيمة «داعش»

صورة

طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من مستشاريه إجراء مراجعة لسياسة إدارته بشأن سورية، بعد أن توصل إلى أنه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بمتشددي تنظيم «داعش» من دون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد. في حين دخلت مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ ستة أشهر إلى حي الوعر المحاصر من القوات النظامية والخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص وسط سورية.

وذكرت شبكة تلفزيون «سي إن إن»، أول من أمس، أن أوباما طلب من فريقه للأمن القومي مراجعة لسياسة إدارته بشأن سورية بعد أن توصل إلى أنه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بمتشددي تنظيم «داعش» من دون إزاحة الأسد.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين بارزين، قولهم إن فريق أوباما للأمن القومي عقد أربعة اجتماعات على مدى الأسبوع الماضي لتقييم كيف يمكن لاستراتيجية الادارة ان تكون منسجمة مع حملتها ضد تنظيم «داعش»، الذي استولى على اجزاء واسعة في سورية والعراق.

ونسبت إلى مسؤول بارز قوله «الرئيس طلب منا أن ندرس مجدداً كيف يمكن تحقيق هذا الانسجام، مشكلة سورية المستمرة منذ وقت طويل يفاقهما الآن حقيقة انه لكي ننزل هزيمة حقيقية بتنظيم داعش، فإننا نحتاج ليس فقط الى هزيمته في العراق، بل أيضاً هزيمته في سورية». وأبلغ مسؤول بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض «رويترز»، أن «الاستراتيجية في ما يتعلق بسورية لم تتغير». وقال المسؤول ان فريق اوباما للأمن القومي «يجتمع بشكل متكرر لتقرير أفضل السبل لتنفيذ الاستراتيجية التي حددها هو (أوباما) للتصدي لتنظيم داعش، من خلال بضع وسائل ضغط عسكرية وغير عسكرية».

وأضاف أنه «في حين يبقى التركيز المباشر على طرد التنظيم من العراق، فإننا وشركاءنا في الائتلاف سنواصل ضربه في سورية لحرمانه ملاذاً آمناً وتعطيل قدراته الهجومية»، وحول قول أوباما إن الأسد فقد شرعيته، قال المسؤول إنه «إلى جانب جهودنا لعزل ومعاقبة نظام الأسد، فإننا نعمل مع حلفائنا لتعزيز المعارضة المعتدلة».

من ناحية أخرى، دخلت مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ ستة اشهر إلى حي الوعر المحاصر من القوات النظامية في مدينة حمص.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، أمس، «إن 30 شاحنة من المساعدات دخلت الثلاثاء والأربعاء إلى حي الوعر للمرة الأولى منذ ستة أشهر». من جهته، أوضح ناشط يقدم نفسه باسم عبدالله الحمصي موجود في حي الوعر لـ «فرانس برس» عبر الانترنت، ان المساعدات تضمنت «20 ألف سلة غذائية ومواد تنظيف وشوادر وبطانيات».

وأكد ناشط آخر يقدم نفسه باسم محمد الحمصي، في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب»، ان المساعدات تتضمن أيضاً «أدوات مدرسية وهدايا من الأمم المتحدة».

وبث «مركز حمص الإعلامي» التابع للمعارضة الشريط الذي تضمن صوراً ليلية لقافلة المساعدات التي دخلت أول من أمس، وبدت على الشاحنات والسيارات شعارات الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وأشار محمد الحمصي إلى دخول قافلة أولى الثلاثاء، وإلى استقبال الأهالي المساعدات بفرح.

وتمكنت القوات النظامية السورية في مايو من السيطرة على احياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، بعد حصار شديد فرضته عليها لمدة سنتين تقريباً وتسبب بوفاة العشرات جوعاً، وحملات قصف متتالية دمرتها. ولم يبق إلا حي الوعر الواقع على احد اطراف المدينة بين ايدي المقاتلين، ولجأ إليه عشرات آلاف الأشخاص من مناطق اخرى في المدينة هرباً من اعمال العنف أو من قوات النظام.

ويقيم حالياً في الوعر نحو 150 الف شخص، وهو يتعرض باستمرار لقصف من القوات النظامية، ويطالب سكانه بفتح «الطرق التجارية اليه» وبدخول مستمر للمساعدات. وفشلت محاولات عدة لإرساء هدنة في الحي.

وتسيطر القوات النظامية على مجمل محافظة حمص، باستثناء بعض معاقل المعارضة المسلحة المحاصرة كلها، وبينها إلى جانب الوعر مدن تلبيسة والرستن والحولة (شمال حمص). ورداً على سؤال عن دخول المساعدات، قال محافظ حمص طلال البرازي لـ«فرانس برس»، إن «ادخال المساعدات إلى حي الوعر يندرج ضمن البرنامج الإغاثي، الذي تقوم به الدولة وتقوم بتنفيذه شهرياً»، مشيراً إلى أن إدخال تسع ناقلات إلى تلبيسة والرستن والحولة قبل اسبوعين محملة بالمواد الغذائية.

تويتر