مقتل 30 مسلحاً موالياً للنظام بهجوم لـ «داعش» على حقل «شاعر» النفطي في حمص

مقاتلون من «الجيش الحر» يدخلون عين العرب لمساندة الأكراد

صورة

دخل مقاتلون من الجيش السوري الحر المعارض للنظام فجر أمس، إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية من تركيا لمساندة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في مواجهة تنظيم «داعش»، الذي يحاول منذ ستة أسابيع الاستيلاء على المدينة. في حين قتل 30 مسلحاً موالياً للنظام السوري في هجوم شنه التنظيم على حقل «شاعر» للغاز والنفط في حمص، حيث قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له في هجوم مماثل في يوليو الماضي.

وقال مسؤول تركي محلي في منطقة تركية حدودية، طالباً عدم كشف هويته، إن نحو 150 مقاتلاً من الجيش السوري الحر عبروا الحدود إلى مركز مرشد بينار الحدودي.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن نحو 50 مقاتلاً من فصائل سورية مقاتلة دخلوا إلى مدينة عين العرب مع أسلحتهم، قادمين من الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية.

بدوره، أكد المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي ابرز الأحزاب الكردية السورية نواف خليل، لـ «فرانس برس»، أن «مقاتلين مسلحين من الجيش الحر دخلوا مدينة كوباني عبر الحدود التركية»، مشيراً إلى ان دخولهم «تم بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب التي تتولى حماية الإدارة الذاتية الكردية». وأوضح أن «وحدات حماية الشعب» هي التي تملك القرار في الشؤون العسكرية على الأرض. وتواجه «وحدات حماية الشعب» منذ 16 سبتمبر الماضي هجوماً لتنظيم «داعش» على عين العرب، في معارك ضارية خسرت خلالها أراضي كثيرة في محيط المدينة وداخلها، لكن المدينة لم تسقط بعد.

وحصلت «وحدات حماية الشعب» على اسلحة اخيراً مصدرها كردستان العراق انزلتها طائرات عسكرية أميركية فوق المدينة. كما لعبت الغارات التي تنفذها طائرات تابعة للائتلاف الدولي بقيادة اميركية على مواقع وتجمعات «داعش» دوراً بارزاً في اعاقة هجوم التنظيم المتطرف.

ورفض خليل اعطاء تفاصيل عن الأسلحة وعدد مقاتلي الجيش الحر الذين دخلوا كوباني، الا ان ناشطاً كردياً داخل المدينة رفض الكشف عن اسمه، اكد بدوره ان عددهم نحو 50، وأنهم مزودون بأسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة.

وأوضحت وكالة انباء «فرات» الموالية للأكراد، ان مقاتلي الجيش الحر عبروا الحدود في ثماني آليات.

ولايزال المقاتلون الأكراد ينتظرون انضمام مقاتلين عراقيين اكراد من «البشمركة» اليهم في عين العرب. وانطلق هؤلاء من كردستان العراق أول من امس، بعد أن حصلوا على موافقة السلطات التركية على العبور إلى عين العرب.

وأوضح المسؤول المحلي التركي، ان كتيبة أولى من البشمركة اصبحت موجودة أمس، في مكان سري في مدينة سورج في جنوب تركيا بالقرب من الحدود.

وكان مراسل لوكالة فرانس برس، ذكر ان كتيبة من البشمركة مزودة بأسلحة ثقيلة عبرت من العراق إلى تركيا صباح أمس، من مركز الخابور الحدودي. وأشار إلى انهم لقوا استقبالاً حاراً من الأكراد الأتراك الذين رفعوا الأعلام الكردية.

وأوضح المسؤول التركي أن الكتيبة الأولى التي وصلت جواً «تنتظر الكتيبة التي ستصل براً وستعبران الحدود معاً نظراً للوضع القائم».

إلى ذلك، قال المرصد إن المعارك مستمرة منذ الليلة قبل الماضية في وسط عين العرب، لاسيما قرب ساحة الحرية القريبة من المركز الثقافي الذي يسيطر عليه التنظيم منذ 13 اكتوبر. كما تدور معارك في جنوب المدينة.

وفي شمال المدينة، نفذت طائرات التحالف الدولي غارات على مواقع للتنظيم استهدفت تجمعاً له في سوق الهال.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن 30 شخصاً على الأقل من حراس حقل «شاعر» للغاز والنفط في محافظة حمص والمسلحين الموالين للنظام قتلوا في هجوم لـ«داعش» على الحقل أول من أمس. وأضاف أن هناك قتلى في صفوف التنظيم « لكن من الصعب تحديد عددهم».

وذكر عبدالرحمن ان الهجوم بدا صباح أول من أمس، واستمر إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية، قبل ان تتوقف الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لبعض الوقت، لتستعيد وتيرتها صباح أمس، في موازاة قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات.

وتمكن التنظيم خلال الهجوم من السيطرة على اجزاء من هذا الحقل، بحسب مدير المرصد.

من جهتها، أكدت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات تقدم التنظيم، مشيرة إلى وقوع «معارك عنيفة بين قوات للجيش ومجموعات ارهابية مسلحة»، وإلى «تمكن المجموعات الإرهابية من السيطرة» على بئرين وتلة في المنطقة.

كما أدت الاشتباكات بحسب الصحيفة إلى «مقتل وإصابة اعداد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم المجهزة برشاشات ثقيلة واستشهاد وإصابة عدد من عناصر الجيش».

ونقلت «الوطن» عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش المدعومة بقوات الدفاع الشعبية تواصل العمل على استعادة السيطرة بشكل كامل على تلك المناطق و«دحر الإرهابيين منها وتأمين المنطقة كما كانت في السابق». وفي يوليو، قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل، عندما شن التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور هجوماً على حقل شاعر، حيث جرى ذبح بعض هؤلاء والتنكيل بجثثهم. وتمكن التنظيم من السيطرة على حقل «شاعر» لأسبوع، قبل أان يستعيد النظام السيطرة عليه.

 

تويتر