تركيا ترغب في سقوط عين العرب

في عام 1994، كنت أتجول حول منطقة «غراند بازار» في مدينة إسطنبول، عندما انفجرت قنبلة في الشارع المجاور. وفي البداية اعتقدت أن موقداً للطبخ انفجر، لكن اتضح لاحقاً أن شخصين قتلاً وجرح آخرون.

وفي العام الماضي، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، الموجود حالياً في السجن، إلى وقف إطلاق النار، وكان قد مضى على الصراع مع الحكومة نحو 30 عاماً، ونجم عنه مقتل نحو 42 ألف شخص، ومعظم القتلى كانوا من الأكراد المسلحين والمدنيين، إضافة إلى 6500 من أفراد قوى الأمن التركي.

وهذه خلفية ربما تفيد في فهم الموقف التركي المربك من الصراع في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث ترابط الدبابات التركية على مرمى البصر من المدينة المحاصرة، لتراقب القتال بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش».

وبالنسبة للمراقب الخارجي، فإنه من المقبول أن ترفض تركيا الوقوع في مستنقع المتطرفين، الذين يسيطرون على أماكن كبيرة في سورية، لكن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وتدعم السياسة الأميركية في سورية والعراق، وتملك ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي.

لكن الحكومة التركية لها تاريخ مرعب في انتهاك حقوق الإنسان، بما فيها انتهاك حقوق الأتراك الأكراد، على الرغم من أن عددهم نحو 14 مليون نسمة. وتحدثت منظمات حقوق الإنسان عن هذا الانتهاك التركي لحقوق الأكراد. ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «داعش» وحزب العمال الكردستاني «وجهان لعملة واحدة، وإنهما متساويان من حيث السوء». وخلال حصار كوباني دعا حزب العمال الأكراد إلى نجدة الأكراد السوريين، لكن الحكومة التركية منعت وصول أنصار الحزب إلى كوباني، الأمر الذي أدى إلى اندلاع تظاهرات منددة بموقف الحكومة من عدد من المدن التركية.

وتطالب تركيا بعدد من المطالب، من أجل تدخلها في كوباني، تتضمن فرض منطقة حظر جوي داخل الحدود السورية، وتقول إنها لا تستطيع القيام بحملة برية ضد «داعش» وحدها، ملقية باللوم على النظام السوري في حالة انعدام الاستقرار. لكن أحد أعظم مخاوف تركيا تتمثل في احتمال تشكل منطقة حكم ذاتي على حدودها مع سورية.

 

تويتر