42 قتيلاً بينهم 7 أطفال حصيلة قصف النظام على دوما

هدنة بين «داعش» ومقاتلين معارضين جنوب دمشق

صورة

توصل تنظيم «داعش» المتطرف ومقاتلون سوريون معارضون، أول من أمس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، واعتبار النظام «العدو الأساس»، في وقت ارتفعت حصيلة الغارات التي شنّها الطيران الحربي السوري، على مدينة دوما شمال شرق دمشق إلى 42 قتيلاً بينهم سبعة أطفال.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن «اتفاقاً تم في منطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق، بين تنظيم داعش ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في المنطقة»، وانه دخل حيز التنفيذ، اول من أمس.

ويشمل الاتفاق «وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين حتى إيجاد حل للأزمة الحاصلة، وعدم اعتداء أي طرف على الآخر أبداً»، واعتبار «العدو الأساس لكل الأطراف هو النظام النصيري الرافضي»، بحسب المرصد.

والاتفاق هو الأول من نوعه منذ توسيع التنظيم سيطرته على مناطق واسعة في شمال سورية وشرقها خلال الأشهر الماضية، علماً انه يخوض منذ يناير الماضي، معارك عنيفة ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة في مناطق واسعة من البلاد.

وتمكّن المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد خلال يوليو الماضي، من طرد عناصر التنظيم من بلدات في محيط العاصمة، وانتقل الجهاديون بعدها إلى أحياء في جنوب دمشق، لاسيما منها حي الحجر الأسود، حيث يحظون بوجود «قوي»، بحسب المرصد.

ومنذ انسحاب التنظيم دارت معارك متفرقة مع مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه، بحسب المرصد الذي أشار إلى ان الحي يتعرض في بعض الأحيان لقصف مدفعي متقطع من قوات النظام.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الاتفاق «هو الأول منذ بسط (داعش) سيطرته على مناطق واسعة في شمال سورية وشرقها» بدءاً من يونيو، مشيراً إلى أنه «غالباً ما كانت تحصل اتفاقات محدودة أو مصالحات لوقف اشتباكات في مناطق مختلفة، إلا انها المرة الأولى التي يحصل فيها اتفاق يحتفظ خلاله الطرفان بوجوده وسلاحه».

ويشمل الاتفاق «التزام عناصر الطرفين في المنطقة التي يقف عليها، وتحديد الدخول والخروج»، وعدم اعتقال اي شخص «إلا بعد الرجوع إلى قيادته او الهيئة الشرعية المعترف بها».

كما يتضمن الاتفاق «رد جميع المظالم والحقوق للناس عسكريين ومدنيين»، و«عدم تكفير الناس مدنيين كانوا أم عسكريين».

وتخوض تشكيلات من المعارضة المسلحة معارك ضد التنظيم الذي يتهمه المعارضون بتطبيقه المتشدد للشريعة الإسلامية، وإقدامه على قتل وخطف معارضيه.

ويسيطر التنظيم بشكل كامل على محافظة الرقة (شمال)، وأغلبية محافظة دير الزور (شرق)، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة وقوات النظام. كما يسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

من ناحية أخرى، قال المرصد، أمس في بيان، إن 42 شخصاً هم سبعة أطفال وسيدتان و25 رجلاً، وثماني جثث مجهولة الهوية، «تمكن المرصد من توثيق استشهادهم»، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية غارات عدة استهدفت مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، أول من أمس. وكان المرصد افاد في حصيلة غير نهائية، مساء أول من أمس، بسقوط 17 قتيلاً على الأقل بينهم اربعة أطفال، في القصف على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وأوضح عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، أن مقاتلين معارضين هم من بين القتلى، من دون تحديد عددهم.

وأشار إلى أن الغارات التي بلغ عددها ست، أدت إلى إصابة «عدد كبير» من الأشخاص بجروح بعضها بالغ.

وبثّ ناشطون معارضون أشرطة مصوّرة على موقع «يوتيوب»، قالوا إنها لآثار القصف الجوي على المدينة الواقعة على مسافة 15 كلم شمال شرق دمشق.

واعتبر المرصد «المجتمع الدولي شريكاً أساسياً للنظام السوري في هذه المجازر، التي ترتكب بدم بارد بحق أبناء الشعب السوري، لأن هذا المجتمع لم يعمل بشكل جدي لوقف القتل المستمر في سورية».

 

 

تويتر