روسيا تعتبر أي هجوم من دون موافقة مجلس الأمن «عملاً عدائياً»

سورية تحذّر من التدخل الأجنبي.. وألمانيا ترفض المشاركة عسكرياً

صورة

اعتبرت الخارجية السورية، أمس، أن أي عمل عسكري أميركي على الأرض السورية من دون موافقتها «اعتداء»، وفي وقت أعلنت ألمانيا أنها لن تشارك في ضربات عسكرية في سورية، وجهت روسيا انتقادات حادة للغارات الجوية التي قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن بلاده تعتزم شنها على أهداف في سورية، وقالت إن أي هجوم أميركي من دون موافقة مجلس الأمن سيكون «عملاً عدائياً»، وقتل 11 مدنياً في قصف للطيران الحربي السوري على مدينة الباب في ريف محافظة حلب.

وتفصيلاً، قالت الخارجية السورية في بيان نشرته وسائل اعلام محلية تابعة للحكومة إن «أي عمل عسكري أميركي على الأرض السورية من دون موافقة دمشق هو بمثابة اعتداء»، ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس أوباما أن بلاده ستضرب تنظيم «داعش» أينما وجد عناصره، وستقود تحالفاً موسعاً لا هوادة فيه للقضاء عليه.

وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر «أي عمل كان من أي نوع كان دون موافقة سورية هو اعتداء على سورية». وأضاف «لابد من التعاون مع سورية ولابد من التنسيق مع سورية ولابد من موافقة سورية على أي عمل عسكري ضد سورية».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في برلين، أن لندن لن تشارك في ضربات جوية في سورية، مذكراً بمعارضة التدخل العسكري في سورية في تصويت أجراه البرلمان البريطاني العام الماضي، فيما أعلن المتحدث بأسم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس أن الاخير «لا يستبعد شيئا» بشأن الضربات العسكرية ضد التنظيم

بينما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في مؤتمر صحافي مع هاموند إن بلاده لم يطلب منها المشاركة في ضربات جوية ولن تشارك.

ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشفيتس، قوله أمس، في موسكو إن شن هذه الغارات من دون الحصول على تفويض من مجلس الأمن سيكون «عملاً عدائياً». كما أكد المتحدث ضرورة الحصول على موافقة القيادة السورية أيضاً قبل شن هذه الغارات وقال «لقد أوضح الرئيس الأميركي إمكانية توجيه ضربات لمواقع تابعة لميليشيات تنظيم داعش في سورية، إن الإقدام على مثل هذه الخطوة من دون الحصول على موافقة مجلس الأمن سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات».

وشدد الموفد الدولي الجديد إلى سورية ستافان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق اثر لقائه الرئيس بشار الأسد أمس، على ضرورة مواجهة «المجموعات الارهابية»، على ان يترافق ذلك مع حلول سياسية «جامعة» للأزمة السورية.

وقال دي ميستورا «يجب مواجهة المجموعات الإرهابية وهذا واضح، والمجتمع الدولي يقترب اكثر فأكثر من التحرك في هذا المجال». وأضاف «لا يوجد تعارض، بل ثمة تكامل في محاربة الإرهاب من خلال اجراءات امنية، وايضاً من خلال مسار سياسي متسارع وفعال وجامع، يسهم في عزل الإرهابيين عن بقية الشعب».

وأشار إلى انه يجب «مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي خاص بهم» للأزمة المستمرة منذ اكثر من ثلاثة اعوام، مضيفاً ان «المبادئ التوجيهية والنتائج التي توصل اليها سلفاي المرموقان (كوفي انان والأخضر الإبراهيمي) لن تتم اضاعتها، لكن علينا ايضاً في هذا الوقت ان نأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة والتطورات».

واعتبر أن من هذه التطورات «تصاعد اخطار التنظيمات الإرهابية التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 2170» الصادر بالإجماع منتصف أغسطس، الذي يستهدف المقاتلين المتطرفين في سورية والعراق، لا سيما «داعش» و«جبهة النصرة».

وقال «ثمة اولوية مهمة حددها القرار 2170، والخبر الجيد هو ان الجميع بات يشعر بالحاجة إلى وجود مبادرة معينة في ما يتعلق بالإرهاب الذي اصبح تهديداً للجميع في المنطقة وما بعدها»، مشيراً إلى أن «الخطر الإرهابي اصبح هماً عالمياً يتشارك فيه الجميع».

الا أنه اعتبر ان «محاربة الإرهاب» تتطلب كذلك «تسريع المسار السياسي الذي سيقود إلى وضع امني مختلف ووضع افضل للعائلات في سورية». وأضاف «هذا ايضاً اولوية بالنسبة الينا. الأمران يسيران بالتوازي».

وأكد ان «الأمم المتحدة ستتعامل بجدية اكبر مع أولوية محاولة خفض مستوى العنف وإعادة نوع من الحياة الطبيعية للسوريين» الذين يعانون نزاعاً دامياً ادى إلى مقتل اكثر من 190 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ميدانياً، قال المرصد إن الطيران الحربي شن أمس، ست غارات «على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش شمال شرق مدينة حلب»، مشيراً إلى ان احداها «استهدفت منطقة بالقرب من سوق شعبية تشهد تجمعاً للمواطنين، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 11 مواطناً وسقوط أكثر من 17 جريحاً بينهم أطفال ومواطنات».

وأوضح المرصد ان التنظيم الذي يسيطر على الباب منذ مطلع عام 2014 «بدأ منذ أيام بإخلاء عدد من مقاره في المدينة» بعد تصاعد الحديث عن غارات اميركية محتملة على مواقعه في سورية. وقال ان عدداً من قياديي التنظيم «تعهدوا لسكان المدينة بإخلاء جميع المقار المتبقية، لتجنيب المدنيين القصف الجوي الذي تتعرض له المدينة، أو قد تتعرض له من التحالف الدولي بقيادة أميركا».

تويتر