المعلم يتمسك بالتنسيق حيال أي ضربة عسكرية في بلاده.. ولافروف يريدها أن تكون وفقاً للقانون الدولي

دمشق مستعدة للتعاون مع واشنطن ضدّ الإرهاب

صورة

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، استعداد بلاده للتعاون مع أي جهة دولية، بما فيها واشنطن، من أجل مكافحة الإرهاب، مؤكداً في الوقت نفسه، أن أي ضربة عسكرية في بلاده، لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية. في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ضرورة التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في العراق وسورية، «وفقاً للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول المعنية».

وقال المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، أمس، «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، من أجل مكافحة الإرهاب». وعما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال «أهلاً وسهلاً بالجميع».

وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي، أو من خلال تعاون ثنائي، لكن يجب ان نلمس جدية بهذا التعاون وليس ازدواجية في المعايير».

وأشار إلى أن هذا الموقف «سيكون محور تحرك الدبلوماسية السورية في المرحلة المقبلة».

وكشف المعلم أنه تباحث هاتفياً في وقت سابق، أمس، مع وزير الخارجية الروسي في هذا الموضوع، وأن النقاش تناول «أهمية تحرك روسيا على الساحتين الإقليمية والدولية، من أجل تنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب»، متحدثاً عن «تطابق كامل في الموقفين الروسي والسوري».

وحول ضربات جوية محتملة فوق الأراضي السورية قد يقوم بها الأميركيون، قال المعلم «إننا جاهزون للتنسيق والتعاون، لأننا نحن ابناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو عدم جدواها، لذلك من يريد العدوان على سورية لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغباً في مكافحة الإرهاب، وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان».

وعما اذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أميركية تقوم بقصف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في البلاد، قال المعلم «لدينا اجهزة دفاع جوي، اذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة، نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان».

وأضاف «نحن نرحب بأي جهد ضد (جبهة النصرة وداعش)، ولكن السؤال هل الغارات الجوية وحدها ستقضي على تنظيمي النصرة وداعش في سورية، أنا لا أعتقد ذلك».

ونفى المعلم وجود اي تنسيق مع الأميركيين حتى الساعة في مسألة استهداف التنظيمات المتطرفة.

وحول اجتماع جدة الوزاري الخماسي، الذي عقد أول من أمس، وتناول الوضع السوري وتنامي التطرف في المنطقة، قال وزير الخارجية السوري، «إذا كان الهدف من هذا الاجتماع إيجاد حل سياسي للأزمة السورية فالحل السياسي للأزمة لا يكون إلا من خلال الحوار بين السوريين وبقيادة سورية وعلى الأرض السورية».

وأضاف «أما إذا كان الهدف المساعدة في مكافحة الإرهاب، فأنا اقول للمجتمعين فليبدأوا بأنفسهم أولاً: وقف التبرعات والتمويل والتحويلات إلى التنظيمات الإرهابية وضبط الحدود وتبادل المعلومات معنا، ووقف التحريض الفكري والعقائدي الذي يصدرونه إلينا وتتبناه هذه التنظيمات، هكذا نكافح الإرهاب». إلى ذلك، رحب المعلم بالقرار 2170 الصادر في 16 أغسطس عن مجلس الأمن الدولي، الذي دعا كل الدول إلى اتخاذ إجراءات «لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين اجانب» إلى سورية والعراق، وإلى تجنب كل تعامل مالي مع تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية».

وقال المعلم «نرحب بهذا القرار، وان كان متأخراً، ونلتزم به، ونرحب بكل الدول الملتزمة به». إلا أنه أشار إلى انه لم يلمس جدية بعد من الدول الغربية على صعيد تنفيذه.

ورفض المعلم «تصنيف الإرهابيين بين معتدل وغير معتدل»، وقال «هذا أمر مضحك، بالنسبة إلينا، كل من يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو إرهابي، كل من يقتل مواطناً بريئاً أو جندياً سورياً هو إرهابي».

على صعيد آخر، أكد المعلم ان الحكومة السورية ستتعاون مع الحكومة العراقية الجديدة، معرباً عن امله في ان تتشكل سريعاً. وقال «التعاون بيننا وبين العراق شئنا أم أبينا، ليست سياسة ننتهجها، نحن نحارب عدواً مشتركاً، ونحن في الخندق نفسه، اذاً التنسيق والتعاون مطلوبان وضروريان بين الحكومتين لمصلحة شعبينا». وفي موسكو، أكد لافروف ضرورة التصدي لتنظيم «داعش» في العراق وسورية والدول الأخرى، بموافقة حكومات الدول المعنية.

وقال إنه «عندما نكافح الإرهاب يجب أن نفعل هذا وفقاً للقانون الدولي واحترام سيادة الدول المعنية».

وأضاف أن «ثمة معلومات مفادها أن الطائرات الأميركية تقصف مواقع (داعش) في العراق بموافقة الحكومة العراقية، ونأمل أن يكون الأمر هكذا». وحول إعلان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية مارتن ديمبسي، أنه يجب مكافحة التنظيم في سورية أيضاً، وليس فقط في العراق، قال الوزير الروسي «إننا نؤيد هذا من حيث المبدأ»، ولكن «يجب أن تتم مكافحة (داعش) في أراضي سورية والدول الأخرى بالتعاون مع الحكومات».

تويتر