إصابة وفد رجال دين دخل عرسال لوضع حدّ للمعارك

مجلس الأمن يدعم الجيش اللـبناني.. وفرنسا مستعدة لتسريع تسلــيحه

صورة

دان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة على الجيش اللبناني، في منطقة عرسال (شرق) الحدودية مع سورية، معرباً عن دعمه للجهود التي يبذلها الجيش اللبناني لمكافحة «الإرهاب». في وقت أبدت فيه فرنسا، أمس، استعدادها «لكي تلبي سريعاً احتياجات لبنان»، بعدما طالب قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، باريس بتسريع تسليم الأسلحة، التي من المقرر أن يحصل عليها الجيش بموجب هبة سعودية. في حين تعرض وفد من هيئة العلماء المسلمين دخل عرسال، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، لبحث التهدئة إلى إطلاق نار من جهة مجهولة، تسبب في إصابة أربعة بينهم رئيس الوفد.

ودان مجلس الأمن الهجمات التي تشنها «مجموعات متطرفة» على الجيش اللبناني، في منطقة عرسال الحدودية مع سورية.

وجدد، في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه الـ15، «دعمه الكامل للحكومة اللبنانية»، مطالباً مجلس النواب اللبناني «بالعمل على أن تجري الانتخابات الرئاسية من دون مزيد من التأخير».

ودعا أعضاء المجلس «كل الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، في مواجهة محاولات زعزعة استقرار» البلاد، مشددين على ضرورة أن يعمد جميع اللبنانيين إلى «احترام سياسة لبنان في النأي بالنفس» عن النزاع الدائر في سورية، و«الامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية».

ولبنان، المنقسم بشدة بين داعم للنظام السوري وداعم للمعارضة التي تقاتله، وجد نفسه وقد انتقل هذا النزاع إلى داخل حدوده، مع المعارك التي اندلعت السبت بين الجيش اللبناني ومسلحين جهاديين، سيطروا على بلدة عرسال في هجوم أسفر عن مقتل 16 جندياً لبنانياً.

في السياق، أبدت فرنسا استعدادها «لكي تلبي سريعاً احتياجات لبنان»، بعدما طالب قائد الجيش اللبناني باريس بتسريع تسليم الأسلحة، التي من المقرر أن يحصل عليها الجيش بموجب هبة سعودية.

وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية، فنسان فلورياني «نحن على اتصال وثيق مع شركائنا، من أجل تلبية احتياجات لبنان سريعاً». وأضاف أن «فرنسا ملتزمة بالكامل بدعم الجيش اللبناني».

وأكد، خلال مؤتمر صحافي إلكتروني، أن «فرنسا ملتزمة تماماً بدعم الجيش اللبناني، الذي هو ركيزة استقرار لبنان ووحدته».

وأوضح أن فرنسا كانت وراء مبادرة المجموعة الدولية لدعم لبنان «ويتعلق أحد شقوقها الثلاثة بتعزيز القدرات العسكرية للبنان».

وتأتي التصريحات الفرنسية، بعد النداء الذي وجهه، أمس، العماد جان قهوجي، وأكد فيه ضرورة تسريع تسليم الأسلحة، التي من المقرر أن يحصل عليها لبنان بموجب هبة سعودية، لأن الوضع بات «خطراً جداً».

وقال قهوجي، لـ«فرانس برس»، إن «هذه المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقدها الجيش، من هنا ضرورة الإسراع في تزويده بالمساعدات العسكرية اللازمة، عبر تثبيت لوائح الأسلحة المطلوبة ضمن الهبة السعودية عبر فرنسا ومؤتمر روما لدعم الجيش»، الذي عقد في يونيو الماضي، بمشاركة دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية.

ولم يقدم الجيش تفاصيل عن هذه الأسلحة، التي تأتي ضمن هبة قيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي، أعلنت السعودية في ديسمبر 2013 تخصيصها لشراء أسلحة من فرنسا لصالح الجيش اللبناني.

وأكد قهوجي أن «معركة جرود عرسال، التي يخوضها الجيش ليست إلا حلقة في أشكال مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة، أينما كان».

وأوضح أن «معركة الجيش ضد الإرهابيين والتكفيريين مستمرة»، مضيفاً أن «الجيش مصرٌّ على استعادة العسكريين المفقودين».

واستقدم الجيش، خلال اليومين الماضيين، تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، وأعلن أول من أمس إنجاز «تعزيز المواقع العسكرية الأمامية»، بعد معارك استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة.

وأشار مصور لـ«فرانس برس»، على مقربة من عرسال، إلى أن هدوءا يسيطر - منذ صباح أمس - وسط حركة شبه معدومة في المنطقة. ويأتي ذلك تزامنا مع وجود وفد من «هيئة العلماء المسلمين»، وهي تجمع لرجال دين سنة معظمهم من السلفيين، يحاول التوصل إلى اتفاق لوضع حد للمعارك التي أدت أيضا إلى مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل.

وتعرض وفد الهيئة، الذي دخل عرسال بعد منتصف الليلة قبل الماضية لإطلاق نار من جهة مجهولة، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، بحسب مصدر في مكتب الشيخ سالم الرافعي، أبرز أعضاء الهيئة ورئيس الوفد.

وقال المصدر إن سيارة على متنها الرافعي، وعضو الهيئة نبيل الحلبي، ومرافقون لهما «تقدمت إلى داخل عرسال، بعد عبورها آخر حاجز للجيش على أطراف البلدة»، إلا أنه «وبعد 10 دقائق، استهدف إطلاق نار السيارة، ما أدى إلى إصابة ركابها الأربعة». وبحسب المصدر، أصيب الرافعي في رجله، والحلبي في رأسه، وباستثناء مرافق الرافعي الذي أصيب بإصابة حرجة، كانت بقية الإصابات طفيفة. ونقل المصابون إلى مستوصف داخل عرسال للعلاج.

ويتحدر الرافعي والحلبي من طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، التي تشهد منذ الليلة قبل الماضية توترات في منطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية، ما أدى إلى مقتل فتاة وإصابة 11 شخصا، بينهم سبعة من الجنود.

وبدأ التوتر في المدينة إثر احتجاج قرابة 150 شخصاً على معارك عرسال، قرب مركز عسكري في باب التبانة. وفي وقت لاحق، ألقى مجهولون أربع قنابل قرب المركز، ورد عناصره بإطلاق النار، ما أدى لإصابة شخصين بجروح، بحسب مصدر أمني.

واستمر التوتر طوال الليل باشتباكات متقطعة بين الجيش ومسلحين. وصباحا، قتلت الفتاة (12 عاماً)، وأصيب شخصان جراء تبادل إطلاق النار، بحسب مصدر أمني.

وأتى الحادث بعد إطلاق مسلحين بالمنطقة نفسها في وقت مبكر صباح أمس، النار على حافلة تنقل عسكريين، ما أدى لإصابة سبعة منهم، بحسب الجيش.

تويتر