الأمم المتحدة تؤكد صعوبة الوصول إلى 765 ألف طفل سوري لتلقيحهم ضد شلل الأطفال

«الائتلاف» يُقيل رئيس الحكـومـــة المؤقتة.. ومعارك عنيفة شرق دمشق

صورة

أقال الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة، المقرب من قطر. وفي وقت أكدت فيه الأمم المتحدة صعوبة الوصول إلى 765 ألف طفل سوري، من أجل تلقيحهم ضد شلل الأطفال، من بين 5.6 ملايين طفل سوري، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية «منقذة للحياة»، دارت اشتباكات في شرق دمشق هي «الأعنف منذ أشهر»، بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة.

وقال عضو الائتلاف وعضو الأمانة العامة لـ«إعلان دمشق»، سمير نشار، لـ«فرانس برس»، إن الهيئة العامة للائتلاف أقالت، في تصويت فجر أمس، رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة.

وبحسب نشار، صوت 66 عضواً من الهيئة العامة لإقالة طعمة من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أشهر، مقابل 35 صوتاً مؤيداً لبقائه.

وشارك 104 أعضاء من الهيئة في عملية التصويت التي أجريت في ختام اجتماع عقدته الهيئة العامة يومي الأحد والاثنين في إسطنبول.

وأوضح نشار أن إقالة طعمة ذات دوافع «سياسية وأخرى تتعلق بالأداء».

وأشار إلى أن الأسباب السياسية تتعلق «بهيمنة جماعة الإخوان المسلمين (المدعومة من قطر) على الحكومة، ولذلك قامت قطاعات واسعة من الهيئة العامة ضد طعمة، خصوصاً بعدما أوحت السعودية للسيد أحمد الجربا (الرئيس السابق للائتلاف) بفك التحالف مع الإخوان».

وتولى الجربا، المقرب من السعودية، رئاسة الائتلاف لولايتين تمتد كل منهما ستة أشهر. وفي التاسع من يوليو انتخب هادي البحرة، المقرب من السعودية والجربا، رئيساً للائتلاف، ما أتاح للجربا الاحتفاظ بنفوذه.

وأكد نشار أنه «على صعيد أداء (الوزراء في الحكومة) تبين أنه كان سيئاً جداً، وكان طعمة يحاول استرضاء المكونات والقوى السياسية بعمليات توظيف»، مشيراً إلى أنها شملت «توظيف ما بين 10 و15 شخصاً كمستشارين، أغلبهم عبارة عن جوائز ترضية».

وأوضح أن من بين الخلافات بين طعمة ورئاسة الائتلاف، كانت إقدام طعمة، في 27 يونيو الماضي، على إقالة هيئة أركان الجيش السوري الحر، وهو قرار نقضته بعد ساعات الهيئة السياسية للائتلاف، قائلة إنه لا يدخل ضمن صلاحيات الحكومة المؤقتة.

ومن المقرر أن تنتخب الهيئة العامة للائتلاف خلال اجتماعها المقبل، بعد شهر، رئيساً جديداً للحكومة، بحسب نشار.

وواجهت المعارضة خلال الأشهر الماضية محدودية الدعم الغربي، لاسيما بالسلاح النوعي، في مقابل دعم غير محدود لنظام الرئيس، بشار الأسد، من حلفائه روسيا وإيران و«حزب الله» اللبناني، وتنامي نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي بات يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق، ويخوض منذ مطلع العام معارك مع مقاتلي المعارضة.

من ناحية أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، في تقرير، أن 5.6 ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية «منقذة للحياة»، يعيش 765 ألفا منهم دون سن الخامسة داخل البلاد، في مناطق يصعب الوصول إليها، ويحتاجون إلى لقاح ضد شلل الأطفال.

وقال التقرير إن «النزاع والقيود يجعلان من توصيل المساعدات الإنسانية، بما فيها اللقاحات، بشكل منتظم أمراً في غاية الصعوبة».

وصدر التقرير بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من أكبر حملة تلقيح ضد شلل الأطفال نظمت في تاريخ الشرق الأوسط. وشملت 37 جولة تلقيح أكثر من 25 مليون طفل دون سن الخامسة في سبع دول في المنطقة.

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن اشتباكات عنيفة اندلعت عند مدخل حي جوبر، بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على أغلبية الحي، والقوات النظامية الموجودة على أطرافه.

وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن الاشتباكات «هي الأعنف منذ أشهر»، وأن الطيران الحربي شن «أكثر من تسع غارات».

وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على دمشق، من مواقع لمقاتلي المعارضة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، بحسب المرصد.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إن «إرهابيين» أطلقوا 11 قذيفة على حي الزبلطاني (وسط)، ما أسفر عن إصابة 18 شخصا.

ويعد حي جوبر ذا موقع استراتيجي، إذ يصل بين معاقل المعارضة شرق العاصمة، وساحة العباسيين، إحدى أبرز ساحات دمشق ومدخلها الشرقي.

وارتفعت حدة المعارك في الأيام الماضية، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على حاجز مهم للقوات النظامية على الطريق المؤدي إلى العباسيين، وهو ما دفع القوات النظامية إلى شن هجوم مضاد، واستقدام تعزيزات.

وفي محيط دمشق، شن الطيران غارات على عربين (شمال شرق)، وحمورية (شرق)، ما أدى إلى مقتل رجل وطفلة، بحسب المرصد. كما قتل شخصان في سقوط قذائف هاون على جرمانا (جنوب غرب).

إلى ذلك، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة وعناصر «داعش»، على أطراف بلدة جسرين في الغوطة الشرقية.

كما قتل سبعة أشخاص، بينهم ستة من عائلة واحدة تضم ثلاثة أطفال، في قصف للطيران المروحي على مناطق بمدينة جاسم في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد. وفي بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي، أمس، تشديد عقوباته على النظام السوري، من خلال إضافة أسماء ثلاثة أفراد وتسعة كيانات إلى قائمته السوداء، وبذلك يرتفع عدد الأفراد السوريين الذين يفرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات إلى 192، والكيانات إلى 62.

تويتر