العاهل السعودي يرفض "بحدة" طلب روسيا للحوار حول سورية

العاهل السعودي - أ.ف.ب

رفض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم، "بحدة"، طلب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، التحاور بشأن سورية، آخذاً على موسكو استخدامها حق النقض لتعطيل قرار حول هذا البلد الغارق في العنف والمهدد بحرب أهلية.

وقال الملك عبد الله لميدفيديف، بلهجة لا تخلو من الحدة، "كان من الأولى من الأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي عربي، قبل استعمال روسيا حق النقض في مجلس الأمن، أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي"، في اشارة إلى اعتباره أن عرض الحوار خطوة متأخرة من جانب موسكو.

وأضافت الوكالة الرسمية أن الملك "أجاب" ميدفيديف، لدى استعراض أوضاع المنطقة و"خصوصاً سورية" أن "السعودية لا يمكن اطلاقاً أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية" في سورية حيث تقمع السلطات حركة احتجاجات بدأت قبل حوالى العام، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي فشل مجدداً مطلع الشهر الحالي، في اصدار قرار حول سورية بسبب فيتو روسي وصيني، فيما صوتت الدول الأخرى الـ 13 في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة في سورية.

وقد أعلن الكرملين في وقت سابق اليوم، أن مدفيديف والملك عبد الله "تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط في ضوء الأحداث الجارية في سورية".

وأضاف أن الرئيس الروسي والعاهل السعودي بحثا تنسيق الجهود على الصعيدين الثنائي والدولي من أجل ارساء الاستقرار في المنطقة.

يذكر أن الملك عبد الله كان أعلن في العاشر من فبراير الحالي، خلال لقائه الشخصيات المدعوة إلى مهرجان الجنادرية، أن الثقة في الأمم المتحدة "اهتزت" بعد استخدام روسيا والصين حق الفيتو.

وأضاف "نحن في أيام مخيفة، ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة باعتقادي بادرة غير محمودة أبداً، كنا نعتز بالأمم المتحدة، تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير... لكن ما حدث لا يبشر بخير، لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت".

وقد أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، في السابع من الشهر الحالي، أنها قررت الطلب من سفراء "النظام السوري" مغادرة أراضيها بشكل فوري، وسحب جميع سفرائها من دمشق منددة بـ "المجرزة الجماعية ضد الشعب الأعزل".

وجاءت خطوة الدول الخليجية، في خضم حملة نشطة هدفها ممارسة أقصى الضغوط الممكنة على سورية لكي تستجيب للمبادرة العربية التي فشل مجلس الأمن في اقرارها بسبب الفيتو الروسي والصيني.

وكان دبلوماسيون روس يعملون في المنطقة دعوا إلى حوار بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا بشأن الأحداث في سورية، في محاولة لتبرير استخدامهم لقرار النقض في مجلس الأمن الدولي.

وأعلنت موسكو، اليوم، دعمها طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر هدنة يومية لمدة ساعتين في سورية، لنقل المساعدة الانسانية إلى السكان.

وقال متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية "نحن قلقون جداً ازاء التقارير عن الوضع الانساني الصعب في سورية، نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر... من المفترض أن تستخدم هذه الهدنة لتقديم مساعدة انسانية للشعب".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهت، أمس، نداء عاجلاً إلى كل الأطراف من أجل "اعلان هدنة يومية لساعتين على الأقل" بهدف السماح بنقل سريع لمواد الاغاثة الانسانية.

ورغم ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن بلاده تعارض الاقتراح الفرنسي باقامة "ممرات انسانية" في سورية، معتبراً أن هذا لن يؤدي سوى إلى "تفاقم النزاع والذهاب إلى مواجهات عسكرية خطيرة".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اعتبر في 15 فبراير، أن الاقتراح الفرنسي باقامة ممرات انسانية في سورية، لا يمكن أن يعطي نتائج إلا إذا وافقت عليه كل الأطراف السورية.

وتنسب السلطات السورية، الاضطرابات التي تعيشها البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص منذ منتصف مارس، بحسب منظمة حقوقية، إلى "مجموعات ارهابية مسلحة"، تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج.

تويتر