ملح وسكر

يوسف الأحمد

افتتاحية مميزة لـ«خليجي ‬21» في المنامة، اتسمت بالبساطة والوضوح دون تكلف ومبالغة، مثل ما جرت العادة في افتتاح البطولات الماضية، إذ عبرت الفكرة عن مضمون الدورة والهدف منها، ووصلت إلى ذهن المتلقي بطريقة سلسة، تحدثت فيها عن روح الوحدة الخليجية، بعد أن غردت بلحنها تلك الأصوات العذبة، التي أطربت مسامع الحضور والمتابعين خلف الشاشات.

البحرين كانت المهد لهذه البطولة، ولها الفضل عليها، وها هي قد عادت إليها للمرة الرابعة بعد أكثر من ‬40 عاماً على انطلاقتها، إلا أنها لاتزال في حالة خصام معها، إذ لم تتمكن من رفع كأسها رغم الود والحب اللذين يربطانهما، لكنها أضحت متعشمة وآملة في هذه النسخة.

الحمد لله على البدايات، فكم أسعدنا ظهور الأبيض وفوزه بمستهل مشواره الخليجي، إذ أحسن الظن ولم يخيب ما راهن عليه الجميع قبل الانطلاقة، حينما أكدوا أن منتخبنا لديه من الإمكانات والقدرات ما يؤهله لاجتياز منافسيه وتخطيهم بثقة واقتدار، والتي بُنيت على شواهد ومعطيات سابقة قدمتها هذه المجموعة في مناسبات مختلفة.

نعم الفوز على الشقيق القطري لم يأتِ بسهولة أو من فراغ، فهناك عمل وجهد ظهرا بكل وضوح داخل الملعب، كان أساسهما الانسجام وتوافق الفكر بين المدرب ولاعبيه، كما أن حالة المنتخب القطري وسوء خط دفاعه أسهما في النتيجة وسقوطه بثلاثة أهداف، فتحت نيران الغضب على جهازه الفني ولاعبيه بعد أن صبت الجماهير ووسائل الإعلام جام سخطهم على العنابي وأفراده، لذلك يجب ألا ينسينا الفوز بعض الهفوات والأخطاء التي وقعنا بها، خصوصاً عندما يتحول الضغط بكثافة على ملعبنا، فهو أمر يجب التحوط له والتحذر من عواقبه في اللقاءين المقبلين، كون الظروف ستكون مغايرة هنا، بسبب أننا صرنا للمنافسين كتابا مفتوحا، من السهل قراءته، لذا هم سيعملون على تعطيل أهم مفاتيح اللعب عند مهدي علي، ثم ضرب أسلحته التي يعتمد عليها، و هو ما لا نتمناه كي لا تتوقف المسيرة التي بدأناها، التي يبدو أنها ستكون ناجحة في هذه المرة بإذن الله!

دائماً ما نحذر من المبالغة وتضخيم الأمور كونهما سلاحاً فتاكاً قد يقضي على أصحابه، فبعد نهاية لقائنا مع قطر شاهدنا واستمعنا بعض الآراء والتصريحات التي غردت خارج سرب المنطق والعقلانية، الذي كان يفترض أن تتعاطى به مع نتيجة المباراة دون زيادة وتهور، صحيح أن الإطراء والإشادة مطلوبان في هذا المقام، لكن بعقل وتوازن دون إفراط، من أجل ألا يتأثر لاعبونا وتتحول الضغوط عليهم، خصوصاً أنهم سيواجهون صعوبات وعقبات في لقاءاتهم المقبلة، لذا نقول «بالراحة على اللاعبين وأجلوا معلقات الإطراء حتى نهاية المشوار، عندها سيكون لكل حادث حديث»!

twitter: @yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر