مزاح.. ورماح

«على هالخشم!»

أحمد حسن الزعبي

هذه الأيام، يعتبر أنف الدوقة «كيت ميدلتون» زوجة الأمير تشارلز هو الأكثر طلباً من قبل الراغبين في إجراء عمليات التجميل لمنطقة الأنف وما حولها، سواء في المملكة المتحدة أو في عدد من دول العالم.. إذ أصبح «خشم كيت» المطلوب رقم واحد بين الصبايا والسيدات، فالكل يرغب في القص واللصق والتصغير والحف والسمكرة، إلى أن تصبح أنوفهن متشابهة، مثل أنوف الأرانب دقيقة مرقوقة وتدعو إلى الاختناق.

الحمد لله أولاً أنه لم يجعلني «دوق»، ولا حتى «قليل دوق» حتى لا يقلدني شباب وصبايا العالم، وثانياً الحمد لله الذي وهبني «خشماً» «حقوق طبعه محفوظة»، لا يمكن تقليده أو تزويره أو عمل «دوبلكيت» له تحت أي ظرف كان، ولا في أكثر الدول المشهورة بتقليد الصناعة، حتى الصين والهند وتايوان.. ليس لأنني أملك «خشماً» مميزّاً، لكن لأن أي مجنون يفكر في أن يجري عملية تجميل مشابهة لأنفي فإنه بحاجة إلى طرح عطاء رسمي لشركة مقاولات مصنفة درجة أولى، وليس إلى عيادة تجميل، كما أن من يرغب في تقليد «خشمي» هو حتماً بحاجة إلى توسيع وتجريف وفتح ممرات آمنة في الوجه، لا إلى التصغير. طبعاً، لم أكن أعرف أنني أملك أنفاً هائلاً، حسب المعايير العالمية الجديدة، إلا بعد أن انخرطت، أخيراً، في مجتمع كل أنوفهم نحيلة وناعمة ومرقوقة؛ عندها تذكّرت معاناتي مع رأس السلوم الذي ينتهي منذ أول نصف ساعة، بينما كان يفاجأ محمد المحلاوي (عامل الشيشة) باحتراقه بهذه السرعة، مؤكداً لي أن «رأس السلوم» يكفي المدخن العادي ساعتين على الأقل.. والآن فقط عرفت أنّي أحمل راجمة صواريخ في منتصف وجهي، مقارنة بأنف «كيت» وكل «الكيتات» الجديدات.

باختصار.. ووفق المعايير العالمية الجديدة لجمال الأنوف، أستطيع أن أتباهى بأني أملك «أكزوزت تويوتا كريسيدا»، وليس «خشماً».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر