كل يوم

لا حياة دون استقرار سياسي

سامي الريامي

إننا في الإمارات لا نقدس رئيسنا ولا حكامنا، ولم نصنع لهم تماثيل في كل ميدان وشارع، كما تفعل شعوب كثيرة، لكن قلوبنا كشعب تهفو إليهم دائماً، ويكنّ لهم الصغير قبل الكبير كل حب واحترام وتقدير، ذلك الحب الفطري الحقيقي غير المصطنع.

نؤمن بأنهم بشر، وهم معرضون، مثل غيرهم، للوقوع في الأخطاء، لكننا متأكدون تماماً أنهم يبذلون كل جهد من أجل راحة ورفاهية هذا الشعب، لا يحتاجون إلى أدلة على ذلك، ولا يحتاجون إلى شهادة، فالعمل والإنتاج والإبداع ظاهرة واضحة وضوح الشمس لا يستطيع كائن من كان أن يخفيها. لن ندعي الكمال، ولن ندعي أننا أفضل دول العالم في نظام الحكم والإدارة، لكن الحقيقة أننا فعلاً من أفضل دول العالم، في مجالات التنمية بأنواعها، وفي الاهتمام بالعنصر البشري، وفي الرفاهية والسعادة، وفي الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولولا نظام الحكم والإدارة لما وصلنا أبداً إلى هذه المستويات العالية من التطور والرخاء.

رئيسنا وحكامنا وشيوخنا جزء لا يتجزأ من المجتمع، فهم ليسوا بمعزل عن الناس، وهم ليسوا في بروج عاجية، ولا يفصلهم عن بقية أفراد المجتمع، ما يفصل الرؤساء عن شعوبهم في بقية دول العالم، ولدنا على احترامهم وحبهم وتقديرهم، فهم يستحقون ذلك، لهم معزّة في قلب كل مواطن، فلولاهم ولولا آباؤهم المؤسسون، لما كانت الدولة، ولما كان الاتحاد، ولما كانت الإمارات التي تسابق الزمن حالياً في تخطي دول عريقة في التطور والرقي والحضارة. الاستقرار السياسي هو أساس الرخاء الاقتصادي، وهو أساس التنمية، وهو مثبت الأمن والأمان اللذين يعتبران أهم مقومات الحياة، ومن دون هذا الاستقرار، لا يمكن أن تكون هناك دولة مدنية، ولا حقوق، ولا مستقبل، ولا حياة هانئة، ومن يعتقد غير ذلك فعليه أن يجوب العالم، شرقه وغربه، ليرى الأمثلة والنماذج التي تثبت ضياع الإنسان وحقوقه جراء فقدان الأمن والأمان والاستقرار السياسي. بالتأكيد من حق الشعب أن يحصل على حقوقه المدنية والحضارية، وأن يكون له صوت، وأن تكون له مكتسبات مادية ومعنوية، وحريات مختلفة، لكن هل هناك كثير من هذه الأشياء تنقصنا كمواطنين إماراتيين؟

لن نبالغ أيضاً، وبكثير من المنطق والواقعية، فهناك نواقص لم ينكرها أحد، والحكومة تبذل جهوداً مضاعفة لسدّ هذه النواقص، لكنها ليست غافلة عن مطالب الشعب واحتياجاته، ولا يكاد يمر يوم من دون إنجاز، أو من دون قوانين وقرارات وأوامر جديدة تصب في مصلحة المواطنين، معنى ذلك أننا لسنا جامدين ومقيدين بقوانين قديمة بالية لا يمكن تعديلها، فكل شيء قابل للتعديل والتطوير، وهذا الأمر يجعلنا نطمئن تماماً إلى أن كل احتياجات الحياة الكريمة لمواطني الإمارات آتية في وقتها، فرئيس الدولة ورئيس الحكومة لم يبخلا على مواطنيهما بأي شيء يجعل حياتهم وحياة أبنائهم أكثر سعادة. الأمور لا تؤخذ بالتقليد الأعمى، ولا بطرق غير مألوفة على المجتمع، فالمجتمع أول من سيلفظها، ولا داعي أن يلبس البعض ثوب الوصاية على المجتمع، فيطالب باسمه، ويبالغ باسمه، والإصلاح لا يعني الاستقواء والاستعلاء على الدولة وأهلها بمنظمات تحمل أفكاراً وآراء معلبة دون أن يعرفوا شيئاً عن الدولة وتركيبتها وأهلها وناسها!

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر