من المجالس

عادل محمد الراشد

في تسعينات القرن الماضي جاءت سيدة أميركية إلى المركز الإسلامي في واشنطن وطلبت مقابلة مدير المركز آنذاك الدكتور عبدالله خوجة. وبعد إلقاء تحية سريعة من السيدة التي بدا عليها التوتر، حسب رواية الدكتور خوجة، قدمت إليه نسخة من إنجيل وعرضت عليه اعتناق المسيحية.

ابتسم الدكتور خوجة في وجه الداعية الكنسية ودعاها للدخول إلى مكتبة المركز للاستماع بشكل هادئ إلى دعوتها. وبعد أن قبلت السيدة الدعوة بادلها الرجل بقبوله طلبها لقراءة الإنجيل إذا قبلت هي تسلّم نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم، فيقرأ كل منهما كتاب الآخر ليكون اللقاء المقبل بعد شهر لمواصلة الحوار.

بعد أسبوع واحد اتصلت المرأة بالدكتور خوجة على غير موعد، طالبة منه إلغاء الاتفاق «لأن كتابك صار يشوش علىّ ديني». فرفض مدير المركز الإسلامي الطلب، مؤكداً أنه يواصل قراءة كتابها بجدية وإخلاص، ولأن العهد، عندنا نحن المسلمين، كان مسؤولاً. فلم تجد «المبشرة» مناصاً من الالتزام بالاتفاق، ولكن دون الالتزام بمدة الشهر. فلم يمض الأسبوع الثاني حتى جاءت السيدة إلى المركز، طالبة من الدكتور خوجة ارشادها إلى الدخول في الإسلام، بعد أن تحوّل التشويش إلى حقائق لا تقبل التزييف.

ولم تنته القصة عند اعتناق هذه الناشطة الأميركية الإسلام فقط، بل تحولت الى داعية مسلمة تقف عند باب الكنيسة، التي كانت تنتمي لها لتدعو مرتاديها إلى اكتشاف الحقيقة.

أسرد هذه القصة التي سمعتها من الدكتور عبدالله خوجة خلال زيارة إلى المركز في منتصف التسعينات، وذلك بعد أن قرأت اعترافات القس الأميركي تيري جونز بأنه دعا إلى حرق نسخ من القرآن الكريم، على الرغم من أنه لم يقرأه ولا يعرف ما فيه. فذلك كان أسلوب النبوة الذي حوّل عتاة الكفر وقادة الكراهية إلى مهتدين ودعاة مهديين. فمن يساعد القس المسكين على قراءة القرآن ومعرفة ما فيه؟

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر