المعرض استقبل 70 ألف طلب خلال يومين

«الخبرة» و«آيلتس» يبددان أحلام حديثي التخرج في «توظيف 2018»

المعرض شهد إقبالاً ملحوظاً من المواطنات على مهن صعبة. تصوير: إريك أرازاس

أفاد مواطنون مشاركون في معرض «توظيف أبوظبي 2018» من حديثي التخرج بأن جهات عمل مشاركة في المعرض، لاسيما التابعة للقطاع الخاص، وضعت شروط توظيف تشمل سنوات الخبرة، والحصول على اختبار إجادة اللغة الإنجليزية (آيلتس) مرتفع، مؤكدين أن هذه الشروط بددت أحلامهم وطموحاتهم للحصول على فرص عمل من خلال المعرض.

حوافز قطاع السياحة تجذب اهتمام مواطنين ومواطنات حديثي التخرج.


55 ألف وظيفة في السياحة والفنادق

شهدت منطقة الندوات في معرض التوظيف ندوة حول التطور المهني في قطاع الضيافة، قدمتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، عرضت خلالها الفرص أمام المواطنين في هذا القطاع الذي يشهد تطوراً ملحوظاً في الإمارة، خلال السنوات الماضية.

وقالت مديرة قسم سياسة تطوير السياحة في الدائرة، فاطمة الملحي، إن هناك أهمية لقطاع السياحة في إمارة أبوظبي، في ظل التنوع الاقتصادي، ودخول القطاع الخاص في العديد من المجالات، وأصبح قطاع السياحة والفنادق من القطاعات الواعدة، متوقعة أن يخلق وظائف تصل إلى 55 ألف وظيفة بحلول 2021 في مختلف المجالات.

6000

مواطن ومواطنة زاروا المعرض في يومه الثاني.


إقبال المواطنين على الوظائف المهنية أكثر من مثيلاتها الإدارية. 

وبلغ متوسط الطلبات التي قدمها مواطنون للشركات المشاركة في المعرض، الذي يختتم فعالياته اليوم، نحو 70 ألف طلب توظيف، خلال اليومين الماضيين.

وشهد المعرض إقبالاً ملحوظاً من المواطنات على المهن الصعبة، فيما أكد مسؤولو أجنحة حكومية وخاصة إقبال المواطنين على الوظائف المهنية أكثر من مثيلاتها الإدارية، بعكس المتوقع.

وتفصيلاً، شهدت فعاليات اليوم الثاني لمعرض «توظيف أبوظبي 2018»، أمس، مشاركة واسعة من الشباب المواطنين، لاسيما الفتيات اللائي حرصن على التوافد إلى المنصات التوظيفية الـ100 التي يتضمنها المعرض، خلال الفترة النسائية المخصصة لهن من العاشرة صباحاً إلى الثانية من بعد الظهر، فيما وصل عدد زوار المعرض خلال اليوم الثاني إلى نحو 6000 زائر من المواطنين، ليرتفع عدد زوار المعرض خلال اليومين الماضيين نحو 13 ألف زائر.

وأفاد منظمون بأن عدد طلبات التوظيف الإلكترونية بلغ 23 ألفاً و481 طلباً إلكترونياً، في حين بلغ متوسط الطلبات التي قدمها مواطنون للشركات، وفقاً لممثلي منصات توظيفية، 2000 طلب لكل منصة، ليصل عدد الطلبات المقدمة للمؤسسات والجهات المشاركة في المعرض خلال اليومين الماضيين إلى نحو 70 ألف طلب توظيف.

وتركز معظم جولات المواطنات الباحثات عن فرص توظيفية على المنصات التي توفر وظائف في تخصصات صعبة وشاقة، بدعوى أنه لا فرق بين رجل وامرأة في العمل، إذ أقبلن بكثافة على منصات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي تحتاج إلى وظائف فنية وإدارية في محطة براكة النووية، وهيئة موانئ أبوظبي، التي تتيح فرص عمل في مهن الشحن والتفريغ، بجانب منصتي «صناعات» و«مبادلة» اللتين أتاحتا فرصاً وظيفية في مجالات إدارية وفنية.

وخلال جولاتهم بين منصات المعرض، وصف عدد كبير من شباب المواطنين حديثي التخرج شروط التوظيف التي يضعها معظم شركات القطاع الخاص بـ«الشروط الصعبة»، لاسيما شرط سنوات الخبرة، والحصول على اختبار إجادة اللغة الإنجليزية (آيلتس) مرتفع، مؤكدين أن معظم هذه الشروط تعني تضاؤل فرصهم في الحصول على الوظائف المأمولة.

واقترح الشباب أن تُجري الشركات مسحاً لخريجي الجامعات، قبل وضعها شروط التوظيف، حتى تكون منطقية، وتتوافق مع إمكانات حديثي التخرج، مطالبين بضرورة مراجعة شروط التوظيف من قبل الجهات المختصة بالعمل والتوطين في الدولة، لاسيما أن معظمها لا يناسب كثيراً من الباحثين عن وظائف.

ورأى الشاب المواطن، أحمد سعيد الحمادي، أن مثل هذه الشروط يفقد معظم شركات القطاع الخاص عنصر الواجب الوطني، الذي يحتم عليها إتاحة الفرص الملائمة أمام الكفاءات الوطنية، مقترحاً وضع آلية لمتابعة مشاركة المؤسسات والشركات في معارض التوظيف، لضمان جدية المشاركة وتوظيفها للمواطنين حديثي التخرج.

وأفاد الشاب محمد البريكي بأنه توجه إلى منصة إحدى الجهات للسؤال عن الوظائف المتاحة، وحاول تسليم السيرة الذاتية الخاصة به، لكنه فوجئ بمندوبة الجهة تسأله عن عدد سنوات الخبرة، فأخبرها بأنه حديث التخرج، فسألته عما إذا كان يحمل شهادة اجتياز اللغة الإنجليزية (آيلتس)، فأجابها بالنفي، وأخبرها بأنه اجتاز اختبار «سيبا» الخاص بالتأهيل لدخول الجامعة، فسألته عما إذا كان مستعداً للعمل في مواقع العمل بالصحراء، وأكد لها أنه ليست لديه مشكلة في ذلك.

وتابع: «بعد كل تلك الأسئلة والشروط التعجيزية، لم تستلم السيرة الذاتية، وقالت: من الأفضل ملء الاستمارة إلكترونياً، فشعرت بأن السبب في ذلك عدم امتلاكي شهادتي الخبرة والـ(آيلتس)»، متسائلاً «إذا كانت الشركات تضع تلك الشروط في الخريجين الجدد، فكيف يمكننا الحصول على خبرة؟».

وانتقد المواطن أسامة الكعبي شروط عدد من المنصات التابعة للقطاع الخاص، قائلاً: «الشروط التي تطلبها الشركات إذا توافرت في أي شخص يستطيع الحصول على وظيفة في أي مكان، دون اللجوء إلى معرض التوظيف».

فيما ذكرت المواطنة، أماني الزعابي، أنها تخرجت منذ ثلاث سنوات، ولم تحصل على عمل حتى الآن، بسبب شروط التوظيف، بدءاً من الحصول على معدل (6) في اختبار «آيلتس»، وضرورة وجود خبرة سابقة، وتطابق المؤهل مع الوظيفة، مطالبة بإتاحة برامج تدريبية من الشركات لتخطي شرط الخبرة، وتطابق التخصص مع الوظيفة، كنوع من التعاطي المرن لخلق وظائف للمواطنين.

وهو ما أيّدته لبنى الهاجري، قائلة إن الشروط التي تضعها الشركات الخاصة للالتحاق بوظائف لديها لا تتوافر في معظم الخريجين، مطالبة بإعادة النظر في هذه الشروط، خصوصاً شرط سنوات الخبرة، لاسيما أن كثيراً من المتقدمين للوظائف حديثو التخرج، وليست لديهم خبرات في أي مجال سوى التخصص التعليمي والتدريب الذي حصلوا عليه أثناء دراساتهم الجامعية.

في المقابل، أكد مسؤولو منصات حكومية وخاصة مشاركة في المعرض أن إقبال المواطنين على الوظائف المهنية كان أكثر من الوظائف الإدارية، على عكس المتوقع، مؤكدين أن معظم السير الذاتية التي استلموها كانت تعبر عن رغبتهم في العمل بمجالات مختلفة، خصوصاً المجالات العملية.

وقال مدير التوظيف بحديقة الحيوان في العين، جمعة الكعبي: «فوجئنا بعدد كبير من الطلبات المقدمة من مواطنات في مختلف الوظائف المهنية المتوافرة، على عكس الفكرة السائدة، وهي البحث عن وظائف إدارية مريحة».

وأضاف: «أعتقد أن فكر المواطنين والمواطنات تغير بشكل كبير، فأصبحت الوظائف المهنية تلقى إقبالاً ورواجاً كبيرين، نتيجة ارتفاع نسبة التعليم، وتوجهات الدولة نحو دعم التعليم المهني والوظائف المرتبطة به».

وهو ما أكدته مديرة قسم تطوير السياحة في دائرة الثقافة والسياحة، فاطمة الملحي، موضحة أنها تلقت عدداً من الأسئلة حول القطاع والحوافز المتوافرة للعمل به من العديد من المواطنات، إضافة إلى الحضور اللافت للندوة التوظيفية التي نظمتها الدائرة في المعرض، ما يؤكد اهتمام المواطنات والمواطنين بالعمل في القطاع.

وشهد جناح دائرة التعليم والمعرفة، خلال اليومين الأول والثاني من المعرض، إقبالاً كثيفاً من المواطنين، خصوصاً من قبل المواطنات الباحثات عن عمل في القطاع التعليمي بالإمارة، حيث قام مندوبو الدائرة في المنصة بتنظيم مقابلات توظيفية لعدد منهم فور تقدمهم بطلباتهم إلكترونياً.

وأكدت مدير إدارة الموارد البشرية في الدائرة، سارة المهيري، أن العمل في الدائرة يحقق عدداً من المزايا للمواطنين، أهمها التطور الوظيفي السريع، والتدريب على رأس العمل، بجانب إتاحة فرص التفاعل مع ثقافات وبيئات مختلفة.

تكافؤ الفرص التوظيفية

عبّر عدد من الشباب الذين زاروا المعرض، أمس، عن استيائهم من تخصيص فترة طويلة للإناث، مؤكدين أن هذا الإجراء ينقص من تكافؤ الفرص التوظيفية، إذ يتيح حيزاً زمنياً أكبر للإناث على حساب الذكور.

وقال ناصر البلوشي وأحمد الكتبي وياسر الزعابي إن المعرض يعتبر فرصة طيبة للبحث عن وظيفة مناسبة، وتخصيص فترات للنساء يستهلك الوقت دون أي فائدة تعود عليهم.

فيما أكدت مواطنات أنهن يشعرن بالراحة أكثر بتخصيص أوقات لهن، خصوصاً أن بعض الأسر تتحسس من الوجود في أماكن مختلطة، مؤكدات أن ذلك أتاح لهن الفرصة بشكل أكبر للتعرف إلى الوظائف الشاغرة.

شرطة أبوظبي تجذب المواطنات

أكد مدير قطاع الموارد البشرية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، العميد عبيد بالحبالة الكتبي، حرص القيادة العامة للشرطة على استقطاب الكفاءات المواطنة للعمل من مختلف التخصصات، تجسيداً لاستراتيجيتها في الاستخدام الأمثل للموارد البشرية.

وأشار إلى وجود تركيز على تمكين العنصر النسائي في العمل الشرطي، وتحفيزه على الإبداع والإسهام في تقديم الخدمات الشرطية، والاهتمام بتمكين أصحاب الهمم، والعمل على زيادة عدد العاملين من هذه الفئة في شرطة أبوظبي، لافتاً إلى توافر مجموعة من الامتيازات التدريبية والتعليمية لفئة المسعفين من الكوادر الوطنية.

تويتر