القبة البرلمانية

الحياة البرلمانية في الإمارات

تعد المؤسسة التشريعية للاتحاد، المتمثلة في المجلس الوطني الاتحادي، تجسيداً واقعياً لرؤية مؤسسي الدولة، ورغبتهم في تلمس احتياجات المواطن عن قرب، والإحساس بمتطلباته.

إن نهج بناء المجلس الوطني الاتحادي قد اكتسب أهميته من قناعة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، بأهمية مشاركة المواطن في صنع القرار، وتعزيز مبدأ الشورى في بناء الوطن.

ومنذ فبراير 1972 والمجلس الوطني يمارس صلاحياته الدستورية وفق الرؤية الحكيمة للقيادة من خلال أدواته الدستورية في التشريع والرقابة، معبراً عن إرادة شعب الاتحاد، وناقلاً رؤيتهم في إطار عمل تكاملي وموحد مع الحكومة، مشكلين تجربة ديمقراطية فريدة في التكامل والانسجام لرسم مصلحة الوطن والمواطن من خلال لوحة وطنية متكاملة، دون البحث عن التفرد بالثناء، وإنما إيماناً بما يمليه الواجب الوطني تجاه شعب الاتحاد، لأن الهدف هو الوطن والمواطن.

مرت التجربة البرلمانية بمراحل متعددة، عكست التنمية المتصاعدة في أركان الدولة كافة، وتميزت بالديمقراطية المباشرة، والثقة المتبادلة، واحترام الآراء بين القيادة وشعب الاتحاد. وقد عبرت القيادة عن ذلك بتعزيز دعامات البيت من خلال مشاركة أبناء الوطن المباشرة في صناعة القرار عبر السلطات الدستورية للاتحاد، وكان ذلك بآلية متضمنة في إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2005، عن برنامج تمكين المجلس الوطني الاتحادي ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية، ويتمتع بقدر أكبر من القدرة والفاعلية في إثراء قضايا الوطن، ومعالجة هموم المواطنين، ما يرسخ قيم المشاركة الفاعلة في نهج الشورى.

لقد كان ذلك دافعاً كبيراً للمواطنين للمشاركة بتحمل المسؤولية، والمساهمة الفاعلة في اتخاذ القرار، كما رسخ الإعلان السامي المبادئ الأساسية للدولة في منح المرأة حقوقاً أكبر من خلال حق المشاركة في المؤسسة الدستورية، حتى باتت المرأة في يومنا هذا قائدة في إدارة العمل التشريعي، بما تتمتع به من حضور مميز وفاعل في إدارة ملفات الوطن والمواطنين، وتعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية، والحضور الدولي غير المسبوق في العديد من المنظمات الإقليمية والقارية والدولية. وتوهج عطاؤها في كل حضور لها لما تتمتع به من قدرات وعزيمة وإرادة اكتسبتها من رؤية الدولة للمرأة منذ فجر الاتحاد.

إننا اليوم في المجلس الوطني الاتحادي نعمل في توظيف الأدوات الدستورية لمساندة التطور المتميز، والمبتكر، الذي تسابق به المؤسسة التنفيذية للاتحاد المستقبل، بقيادة لا تعرف المستحيل، ذات نظرة ثاقبة، تخطت حدود الزمان والمكان، وفكر عجزت الكلمات عن وصفه، تجلت في قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبمشورة أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات الكرام، الذين يسعون للارتقاء بقطاعات الدولة كافة لتحقيق السعادة والأمان للمواطن.

وتعمل المؤسسة التشريعية والتنفيذية معاً ضمن سياسة واضحة مبنية على الثقة وتبادل الآراء وتكامل الأدوار، لنقل صوت شعب الاتحاد تحقيقاً للغاية من وجود المجلس الوطني الاتحادي.

عضو المجلس الوطني الاتحادي

تويتر