المستشار الأسري

■■ تقول قارئة:

اكتشفتُ أن زوجي يشاهد أفلاماً مخلة عن طريق الهاتف، ماذا أفعل حتى يكفّ عن هذا الفعل؟

■ مشاهدة هذه النوعية من الأفلام خصلة سيئة، وعادة مذمومة، وفعل محرم، وخيانة زوجية من قبل الزوج أو الزوجة. وهذا الفعل السيئ من قبل الزوج له ثلاث حالات، الأولى: حالة طارئة، كأن يمر عليه مشهد عابر فيتحكم فيه الشيطان، والنفس الأمّارة بالسوء، وقد يتوقف بعد المشاهدة. لكن هناك من تستهويه المشاهدة فينتقل من مشهد إلى آخر من أجل شهوة عابرة. وفي الأغلب، فإن من مرّ بهذه الحالة يحقر نفسه ويلومها، ويندم ويقلع ويتوب عن هذا الفعل المحرم.

إذا كانت هذه هي حال الزوج، فالأفضل عدم مواجهته، والتزام الهدوء والصمت والحكمة، والستر أمر محمود.

ولكن إذا استمر الزوج في مشاهدة هذه الأفلام، فقد ينتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة مؤقتة قد تستمر شهراً، أو ستة أشهر، أو سنة، كأن سحابة سوداء حجبت عنه وعيه وعقله وإحساسه، فلم يعد يدرك أن ما يقوم به خطيئة ومعصية. هو يشعر بأن الاختبار صعب، والفتنة شديدة. وإذا لم يكفّ.. فقد تتحول هذه الحالة المؤقتة إلى عادة مستحكمة، يصعب تركها، إلا بالندم الحسي، والإرادة الذاتية، والوازع الإيماني الداخلي.

والزوجة العاقلة هي التي تولّد في نفس زوجها هذه الدوافع الحميدة، وإلا انتقل إلى الحالة الثالثة، أي استحكام العادة، وهذه أخطر المراحل، إذ يستسلم فيها الزوج لرغبته كلياً، ولا يعود ينام إلا بعد مشاهدة هذه الأفلام.

ننصح الزوجة بصدق الدعاء له بالصلاح والإنابة والتوبة.

وقد تكون المواجهة نافعة في حالة واحدة، إذا كانت شخصية الزوجة قادرة على المواجهة والمكاشفة، وتعلم أن الزوج بشخصيته سيرتدع عن هذا الفعل ويتركه.

كما أن استعانتها بمستشار أسري هي خطوة ناجحة وصائبة.

وقد تكون النصيحة المباشرة - أو غير المباشرة - باللين أو الشدة، مؤثرة ونافعة.

كما ننصح الزوجة بعدم أخذ هاتف الزوج، والبحث عن محتواه، فهو من التجسس المحرم، لأن هناك أموراً خاصة قد لا يرغب اطلاع الزوجة عليها، قد تكون أموراً عائلية أو مهنية أو مالية، أو غيرها.

هذا سلوك مرفوض، وله نتائج سلبية مؤذية لها وللزوج.

وغالباً ما تسوء العلاقات الزوجية لهذا السبب، فإن لم يشاهد بالهاتف خوفاً من الزوجة فقد يشاهد بطرق أخرى ملتوية.

المستشار الأسري

تويتر