يواجه صعوبات في الحصول على عمل.. ويدعو إلى توظيف «المتعافين»

متعافٍ من المخدرات: الإدمان أهدر شبابي وعذبني 20 عاماً

قال متعافٍ من الإدمان «إن تجربته مع تعاطي المخدرات حوّلت سنين شبابه إلى ظلام وسواد، ودمّرت كل معنى ولذة يمكن أن يشعر بهما الإنسان، بعد أن طحنته وجرفته إلى عذاب نفسي وجسدي لأكثر من 20 عاماً»، مشيراً إلى أنه «دخل دوامة الإدمان نتيجة لحظة ضعف رضخ فيها إلى إغواء رفيق سوء قاده إلى المخدر، في وقت كان يعاني شتى أنواع الضغوط الحياتية».

وأكّد أن «الأسرة لها الدور الرئيس في حماية الأبناء من الانزلاق في طريق المخدرات، وهي خط الدفاع الأول»، لافتاً إلى أنه «الآن يتحصن بحب أسرته وأبنائه من مخاطر الانتكاس، ويتمنى أن يجد عملاً يؤمّن لهم حياة كريمة».

والتقت «الإمارات اليوم» الرجل الخمسيني، الذي طلب عدم تصويره، في مركز «عونك» للتأهيل، التابع لهيئة تنمية المجتمع في دبي، الذي تأسس عام 2013، بهدف رعاية المتعافين من الإدمان في بيئة علاجية داعمة لهم، وتمنع انتكاستهم قدر الإمكان.

(حمد) سُجن مرتين بسبب المخدرات، ومضى على إقلاعه عن التعاطي ما يقارب ثلاث سنوات ، إلا أنه يجد طريق التعافي مليئاً بالصعوبات التي لا يمكن أن يدركها إلا من جرّب قسوة التجربة.

وذكر أن «الإدمان يخلّف أمراضاً جسدية ونفسية تلازم الشخص حتى بعد سنوات من التعافي، في وقت يصعب أيضاً اكتساب ثقة الآخرين مجدداً، وتصديقهم أنه ابتعد عن المخدرات، بمن فيهم الوالدان وأقرب الناس»، مشيراً إلى أن «المتعافي يجد صعوبة في تأمين متطلبات المعيشة وإعالة الأسرة، في ظل استحالة الحصول على عمل لكبر السن، خصوصاً أنه شخص لديه سوابق».

وتمنى (حمد) أن يحرص المسؤولون على وضع خطط لدعم المتعافين من الإدمان وتوفير وظيفة للمتعافي، لأن العمل عنصر أساسي في دعمه مالياً ونفسياً، خصوصاً أنه لا يسمح بوجود أي فراغ وقتي قد تتسلل منه الأفكار السلبية التي تسلم الإنسان للحظات الضعف والوقوع في الخطأ، مؤكداً أن «مرارة التجربة جعلته خبيراً في التعامل مع نفسه وحمايتها، إذ يشغل نفسه بالاهتمام بزوجته وأولاده ومتابعة شؤونهم، وزيارة والدته، والاعتناء بحديقته الصغيرة».

ولفت إلى أنه «يتواصل بشكل مستمر مع مجموعات الدعم المعنوي في مركز (عونك) للتأهيل، الذي يصفه ببيته الثاني، لشعوره فيه بالراحة والاطمئنان».

وحول الأسباب التي دفعته لتعاطي المخدرات، قال: «إنه كان يعاني عدم استقرار في حياته الزوجية، ومشكلات مالية سبّبت له ضغوطاً نفسية حادة»، مشدّداً على أنه «لا يوجد أي سبب يبرّر تدمير الإنسان لصحته وحياته».

ويعاني (حمد) مشكلة مالية شديدة تقيد حركته، إذ ينفق على زوجته وثلاثة أطفال من راتب يتقاضاه من وزارة تنمية المجتمع، إلا أنه يتمنى أن يجد عملاً، إذ لا يكفي راتب الإعانة طلبات الأسرة.

تويتر