«التحكم الموحد» يتوقع المشكلات المرورية ويحلها بسيناريوهات معدة مسبقاً

رصد حركة التنقل في دبي عبر 55 مليون معلومة يومياً

البستكي يشرح وظائف أقسام «التحكم الموحد». تصوير: أحمد عرديتي

قال مدير إدارة استراتيجية وحوكمة التقنيات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، عبدالله البستكي، إن مركز التحكم الموحد لأنظمة النقل والمواصلات في دبي، بإمكانه استقبال 55 مليون معلومة مدعمة بشروحات بيانية يومياً، تغطي حركة النقل بكل وسائل المواصلات التي تسير على شوارع الإمارة، ما يتيح لأصحاب القرار التعامل بشكل ممنهج وسريع ومباشر ولحظي مع أي أزمة ناتجة عن أي حالة طارئة أو ازدحام مروري نتيجة أي سبب، كما يمكن الهيئة من إعداد وإدارة السيناريوهات المختلفة، بالتعاون مع الجهات المعنية، لضمان تنقل سهل وآمن خلال الأحداث الكبرى والفعاليات العالمية، مثل إكسبو 2020، متوقعاً أن يصل عدد رحلات الأفراد في جميع وسائل التنقل، بما فيها المركبات الخاصة والدراجات الهوائية، إلى 3.5 مليارات رحلة سنوياً بحلول عام 2020.

غرفة «الكهف»

تظهر غرفة «الكهف» التحسينات الممكنة في إدارة الفعاليات والحوادث، لأنها تمثل بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد لإظهار التحسينات من خلال عرض البيانات المسجلة لحركة المرور لوسائل النقل المختلفة، ليتم إعادة عرض البيانات أثناء الحدث أو وقت وقوع الحادث، على سبيل المثال، ما يتيح التدخل بالإجراء الصحيح والمناسب، مثل غلق الطرق، أو توفير وسائل نقل إضافية في موقع معين، وما يلزم من إجراءات.

أحدث التقنيات

يتميز مركز التحكم الموحد بتوظيف أحدث التقنيات لمواجهة تحديات النقل المستقبلية، مثل استخدام البيانات الضخمة، ونظام المحاكاة، والتنبؤ بحركة النقل والحشود، وتقنية الذكاء الاصطناعي، وخاصية التعلم الذاتي لبناء قدرات للتعامل مع وسائل النقل المستقبلية والاستعداد للمستقبل من الآن.

ويحتوي المركز على قاعات مصممة للعمل مراكز تحكم بديلة للمراكز التشغيلية المختلفة عند الحاجة، مثل مركز التحكم بتشغيل الترام على سبيل المثال.

احتياجات مستقبلية

تبلغ مساحة غرفة التحكم الرئيسة في المركز 430 متراً مربعاً، وتتسع 18 شخصاً، فيما تبلغ مساحة الشاشة الرئيسة المخصصة لعرض البيانات الحية لأنظمة التنقل وحالة الطرق 52.7 متراً مربعاً، ويشتمل المركز على مساحات مكتبية لكل مؤسسات الهيئة المعنية، مثل مؤسسات المرور والطرق، والمواصلات العامة، والقطارات، مع مراكز تحكم العمليات البديلة مع مساحات للشركاء الاستراتيجيين، إضافة إلى توفير مساحات للاحتياجات المستقبلية.


 

3.5

مليارات عدد رحلات الأفراد بوسائل التنقل سنوياً بحلول 2020

كلام البستكي جاء خلال جولة نظمتها الهيئة، أمس، للصحافيين داخل المركز الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول من أمس، ليكون أحد أهم مراكز التخطيط والرقابة على حركة التنقل وأنظمة المواصلات في العالم، ويمثل مختبراً متقدماً للتحقيق في حوادث المواصلات وحل مشكلات الازدحام، نظراً لمطابقته أهم المعايير والشروط العالمية المطبقة في هذا النوع من المراكز، واستغرق إنشاؤه نحو ثلاث سنوات، بكلفة 335 مليون درهم.

وقال البستكي لـ«الإمارات اليوم» إن المركز يتميز عن نظرائه بأنه يربط بين أنظمة المواصلات بكل أنواعها البرية والبحرية والجوية، ويصلها بشكل مباشر بنظام التحكم المروري، مضيفاً أن من أهم ما يميز المركز أنه يمثل بأقسامه المختلفة نظاماً مركزياً متطوراً لتحليل البيانات بشكل آني ولحظي، للتعامل مع أحوال الطرق آنياً ومستقبلياً عبر التخطيط لسيناريوهات محتملة، عبر تمثيلها بشكل حي باستخدام التقنيات الافتراضية التي تتيح تصميم وضع تخيلي والتعامل معه، فإذا حدث لاحقاً بشكل حقيقي، تكون خطة الحل ونوع الأدوات المستخدمة لتنفيذها جاهزة، ما يضمن حل أية مشكلة في أسرع وقت.

ويضم المركز وحدة التحكم المركزية المتكاملة للنقل، التي تراقب وسائل النقل المتعددة، والتنسيق بينها لتحسين طرق الاستجابة في الحالات الطارئة، وضمان جودة الأداء العام، وقسماً لتخطيط وإدارة الفعاليات والأحداث ودعمها وتنظيمها.

ويعتبر مركز حماية أمن البيانات من أهم الأقسام، ويعمل على حماية الأنظمة التقنية التشغيلية من التهديدات ومخاطر أمن تقنية المعلومات، لتوفير التحذيرات واتخاذ إجراءات في حالة حدوث خروق أمنية إلكترونية.

ويضم المركز قاعتين، فضية وذهبية، حيث توفر الفضية تسهيلات عبر شاشات تعرض بيانات مفتوحة ومحدثة لـ15 من كبار المديرين، وتوفر الغرفة الذهبية التسهيلات نفسها لـ15 من قادة الهيئة، ما يمكنهم من اتخاذ القرارات الملائمة، للتغلب على الأزمات واسعة النطاق أو الكوارث والأحداث الكبيرة.

 

تويتر