س . ج عن الزواج

■■ تقول قارئة: أنا زوجة وأمّ لطفل يبلغ من العمر عامين، ومشكلتي مع زوجي أنه متغير المزاج بشكل كبير، ودائم الحلف (القسم) بالطلاق على أي شيء، ما يشعرني بالقلق وعدم الاستقرار، وأصبحت نفسيتي مضطربة، فماذا أفعل لتغيير هذه العادة الذميمة في زوجي؟

■ تجيب المستشارة الأسرية، عائشة الحويدي، بأن الطيش والاستهتار بالحياة الزوجية وقيمتها الدينية والاجتماعية، يدفعان بعض الأزواج إلى الحلف بالطلاق واعتباره نوعاً من القسم أو وسيلة لإثبات الرجولة، غير مدركين أن الزوج الدائم القسم بيمين الطلاق لا يدرك معنى الحياة الزوجية وقدسيتها، وأن رابط الزواج من أعظم الروابط التي يجب أن يكون لها احترامها وتقديرها ولا تتخذ للتلاعب.

والتهديد بالطلاق إذا خرج عن سياقه الطبيعي وعما شرعه الله، يدخل في باب التعنيف الذي يعطل الحياة، واستخدامه في غير محله يجرح كرامة الإنسان التي كفلها الله لبني آدم، كما أنه يتنافى مع طبيعة الحياة الزوجية التي أساسها المودة والرحمة، ويؤدي إلى كسر في نفس الزوجة، وترويعها من فقدان الأمان في حياتها الزوجية، وهذا من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى فتور العلاقة الزوجية.

يجب على الأزواج، الذين يستخفون بقيمة الحياة الزوجية ويعتبرون تهديد زوجاتهم بالطلاق نوعاً من الرجولة، أن يعلموا أن اللغو بيمين الطلاق لا يؤثر فقط في الزوجة وعلاقتها الزوجية بزوجها وشعورها معه بالأمان والاستقرار، لكنه يؤثر أيضاً في الأبناء، ويجعلهم يشعرون بتفكك الأسرة وأنهم معرضون للضياع في أي وقت.

التنشئة الاجتماعية للشخص لها دور كبير في تكرار استخدام يمين الطلاق في غير موضعه، فقد ينشأ الطفل على سماع هذه الكلمة من الأهل أو من قريب له، فترسخ في ذهنه، ويصبح معتاداً عليها، كما أن الأصدقاء لهم دور في ذلك، والمجتمع لا يقبل بهذا النوع من الحلف لأن هذه الكلمة تؤثر سلباً في العلاقة الزوجية بين الأزواج وفي الأبناء، وتعرقل بناء أسرة متماسكة ومترابطة.

المستشارة الأسرية

تويتر