المرشد الأسري

-- تقول أم لطفلين إن مشكلتي مع زوجي بدأت بعد مرور سنة من زواجنا، فقد منعني من زيارة أهلي، وأنا صابرة لا أعصي له أمراً، فكيف أستطيع أن أصل أرحامي؟

- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن صلة الأرحام عبادة عظيمة، وخُلق كريم، وخصلة من خصال العظماء، وأنا لا أرى أنه منعكِ من صلة أرحامك، وإنما منعك من زيارتهم، وما كان المنع إلا من أجل مصلحة حياتكما الزوجية، فغالباً ما تحدث خلافات زوجية بسبب أخذ الزوجة من آرائهم العاطفية الخاطئة، التي قد تسبب الخصام والنزاع بين الزوجين أو بسبب تدخل الأهل في الحياة الزوجية، فقد تذكر الزوجة بعض سلبيات الزوج عند أهلها ما يترك في نفوسهم الضغينة والحقد والكراهية أو العكس، فتسوء المعاملة بين الزوج وأهل الزوجة، وهنا تظهر أطراف خارجية تتدخل في خصوصيات حياتهما.

وطاعة الزوج في مثل هذه الحالة مقدمة وواجبة من أجل مصلحة الأسرة، وبصبرك عليه وطاعتك له ستبلغين منالك، كما أنصح الزوج بعدم المنع كلياً عن زيارة الأهل، فلا يدخل الجَنة قاطع الرحم.

والزوجة الحكيمة تستطيع أن تصل أرحامها وإن كانت زيارتهم غير ممكنة، أو بعيدة عنهم، فأولى هذه الوسائل صلتهم داخلياً، ونقصد بها الصلة القلبية بالحب والوفاء، والاشتياق لرؤيتهم والأنس بالقرب إليهم.

وصلة النفس بالتجاوز عن أخطائهم، والصبر على أذيتهم، والتغافل عن زلاتهم، ونسيان معايبهم، وقبول أعذارهم. أفضل من الصلة الظاهرية الخاوية من الصدق والحب والاحترام.

الوسيلة الثانية الصلة القريبة البعيدة، وذلك عن طريق الوسائل الاجتماعية، سواء بالمخاطبة الصوتية أو المرئية أو المكتوبة، فيشعر أهلكِ كأنكِ معهم قريبة إليهم، تزيلين عنهم وحشة الغربة أو تخففين عنهم ألم الفراق والوحدة، فكم من زوجة تجهل أهمية الصلة فلم تتواصل هاتفياً بأبيها أو أمّها سنة كاملة وربما أكثر من هذه المدة.

الوسيلة الثالثة الصلة من بُعد، بذكر محاسنهم، والثناء عليهم، والدعاء لهم، والتحدث عن إنجازاتهم، وشكر جميل أفعالهم، فقد تكون الزوجة قريبة منهم جسدياً، ولكنها سيئة اللسان لأهلها أو لأهل زوجها، فما فائدة القرب إذا كان له أثر سلبي يؤدي إلى نتائج سلبية، فالقرب له بالغ الأثر إذا كان سبباً في إدخال الفرحة والأنس في حياة الزوجة والأهل.

الوسيلة الرابعة الصلة التفقدية، بمعرفة أحوالهم الصحية، وقراءة ظروفهم المالية أو الاجتماعية أو النفسية، فإن كان أحد منهم مريضاً تفقدته بالسؤال، وإن كان محتاجاً سعت لخدمته مالياً أو معنوياً أو عاطفياً، وإن كان مديوناً جاهدت من أجل قضاء دَيْنه.

المستشار الأسري