رأي الشباب

«عام الخير»

ميثاء شعيب - مؤسسة دبي للمرأة

قدم صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في إعلانه عام 2017 عاماً للخير، فرصة للشباب لبدء التركيز على خدمة الوطن، من خلال ترسيخ مفهوم التطوّع والمسؤولية الاجتماعية، وعلى الشباب اقتناص الفرصة وزرع الخير في كل بقاع الدولة، خصوصاً أننا شعب لا يؤمن بالتحديات، مهما كان نوعها.

وفي البداية سأحاول الإجابة عن سؤال: «ما هي أهم التحديات التي تواجه الشباب الإماراتي في (عام الخير)؟»، وسأسهب في الحديث عن المتطلبات الأساسية من الشباب.

الخير في عقول الأغلبية يقتصر على إعطاء التبرعات للمحتاجين عادة، سواء المالية أو العينية، لجهة أو لأشخاص معينين، والذي أعتبره شخصياً عاملاً مهماً في تنمية الشعوب المحتاجة، لكن في وجود شعار الخير يجب أن يتسع النطاق ليشمل إدخال الطاقة البدنية والعقلية الشبابية في وضع طرق أخرى، نستطيع أن نظهر فيها الخير، لتتكامل الجهود بين الشعب والحكومة والقيادة.

ونحن كشباب نتحلى بطاقة هائلة، يجب علينا أن نعمل ونستخدم هذه الطاقات وتسخيرها للإسهام في إنجاح تنفيذ المبادرات ضمن المحاور التي تم إطلاقها، إذ إننا نحن أهم جزء في محور التنمية بالدولة، وعلى أكتافنا تقوم الأمم، إذ قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «أكبر إنجاز على الإطلاق يتمثل في صناعة الإنسان.. فالإنسان هو القادر على كل شيء».

وفي الجانب العملي، وكشابة إماراتية تطمح إلى تعزيز الثقافة التطوّعية لخدمة الوطن، وذلك من خلال تغيير طريقة التفكير السائدة مع الموظفين في مجال العمل، والتي بدأت تطبيقها بتوجيه فريق عملي للانخراط في الأعمال التطوّعية خارج بيئة الوظيفة التقليدية، هذه المبادرات الصغيرة تشمل المواطنين والمقيمين، وتعزّز ارتباطهم بالمجتمع وبالجانب الإنساني فيه، وتقوي عندهم المسؤولية الاجتماعية والحسّ بأهمية تنمية ثقافة العطاء لديهم.

وبتخصيص جزء من التقييم السنوي للأعمال الخيرية والتطوّعية، بنسبة بسيطة تسهم بالتأكيد في رفع مستوى الوعي لديهم لتصبح أسلوب حياة، وإن كان التحدي هنا هو الحفاظ على هذه الروح دوماً على مدار السنة، والتذكير بأهمية استدامة هذا النوع من المبادرات، سواءً داخل الدولة أو خارجها.

أما على النطاق الشخصي، فتكمن مسؤوليتنا في تخصيص وقت مع العائلة، خصوصاً كبار السن والأطفال، ومشاركتهم اللحظات المهمة في حياتهم، وأن يحسوا بأن الشباب لم ينسوا كبار السن، ممن لديهم خبرات كافية لتعليم جيل كامل، والأطفال الذين لابد أن يجدوا القدوة المثلى في الشاب، والمشاركة في الأعمال البسيطة مع إحدى المؤسسات التطوّعية الموثوقة، لتعزيز روح العطاء والعمل بها من حين لآخر.

بوجود هذا الحماس الوطني الآن، الجميع يبادر ويضع الأسس لتعزيز ثقافة الخير، ويكمن التحدي في الحفاظ ومواصلة هذه المبادرة والحفاظ على روح الخير بين شرائح المجتمع، وسينظر المجتمع إلى المستقبل بروح إنسانية رائعة، تستطيع أن تبني وتتعلم منها الشعوب الأخرى، خصوصاً أن الدولة أصبحت حاضنة للابتكارات، وموجهة للمبادرات الخلاقة، التي تعنى بخير الشعوب، بمختلف خلفياتهم.

تويتر