تنظمها «اجتماعية الشارقة» سنوياً

رحلات لإسعاد المسنّين في مدن تاريخية حول العالم

المبادرة استقطبت العشرات من المسنين. أرشيفية

30 مسنّاً تختارهم دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة سنوياً، ليزوروا عدداً من المعالم والمدن التاريخية والحضارية، وذلك ضمن برنامج سياحي متكامل، يهدف إلى إسعاد هذه الفئة، واطلاعها على مختلف الثقافات في العالم.

20 % من سكان العالم مسنّون

أكد مدير إدارة الاتصال الحكومي في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أحمد الميل، أن «الخبراء العالميين يتوقعون زيادة أعداد كبار السنّ مستقبلاً، لأن قلة فرص حدوث المرض تقلل من حدوث الوفيات، وتالياً زيادة أعداد المسنين على مستوى العالم»، موضحاً أن «دراسات الخبراء تؤكد أنه في عام 2000 كان يوجد 600 مليون شخص من الذين تبدأ أعمارهم من 60 عاماً فأكثر، بينما بحلول عام 2030 سيكون هناك مليار و400 مليون شخص من الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، يشكلون ما يزيد على 20% من سكان العالم».

ووفقاً للدائرة، فإن الاهتمام بكبار السنّ لا يقتصر على توفير متطلباتهم الأساسية، كالخدمات الصحية والإيواء والمتابعة الطبية والإرشادية فقط، بل يشمل أيضاً الخدمات الترويحية الترفيهية المختلفة، لذا وفرت لهم وسائل مختلفة لتحقيق هذا الهدف من أهمها رحلات سفر سياحية للدول الأخرى كل عام.

المبادرة التي تعكس صورة نموذجية للدولة، حققت صدى واسعاً تمثل في استقطابها العشرات من المسنّين، سواء التابعون للرعاية المنزلية أو المقيمون في دار رعاية المسنّين التابعة للدائرة، الذين يقبلون كل عام على تسجيل أسمائهم للسفر والاستجمام، لاسيما أن بعضهم لم يسافر خارج الدولة طوال حياته التي تعدت الستة عقود من الزمن.

مدير إدارة الاتصال الحكومي في الدائرة، أحمد الميل، أوضح أن الدائرة تهدف من خلال خدماتها المقدمة لكبار السنّ إلى توفير الحياة الكريمة لهم، وتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والفسيولوجية والأمنية والصحية، ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وبدأت الدائرة في تنظيم هذه الرحلات منذ ست سنوات، إذ تفتح المجال أمام المسنّين كل عام لتسجيل أسمائهم، ثم تختار من بينهم من 25 إلى 30 مسنّاً، ممن لم تسبق لهم المشاركة في مثل هذه الرحلات، ونظراً للإقبال الكبير على هذه الرحلات، فإن الدائرة تتجه إلى زيادة هذا العدد مستقبلاً، حسب الميل، الذي أشار إلى أن الدائرة تختار عدداً كافياً من المختصين ليرافقوا كبار السنّ أثناء هذه الرحلات، مثل المشرفين الذين يعينونهم على تلبية جميع احتياجاتهم، وطاقم تمريضي يقدم خدمات صحية للمسنّين، المتمثلة في مواعيد تناول أدويتهم، علاوة على تقديم الخدمات الصحية الأولية، كالفحوص الروتينية والدورية، التي تشمل فحص العلامات الحيوية، من نبض وحرارة ومعدل التنفس، وضغط الدم، ومعدل السكري في الدم، كما أن بعض المسنّين يتنقلون بوساطة الكراسي المتحركة، وهؤلاء تخصص لكل واحد منهم مرافق لمساعدته على التنقل في الأماكن المختلفة أثناء الرحلة التي تستغرق أسبوعاً.

الهدف من هذه الرحلات، والكلام مازال على لسان الميل، هو إسعاد فئة كبار السنّ، والإسهام في دمجهم بالمجتمع، فضلاً عن إكسابهم ثقافات أخرى توسع مداركهم الفكرية، وتزيد من حصيلتهم المعرفية.

ويضع المختصون بالدائرة برنامجاً سياحياً مدروساً، يتضمن زيارة عدد من المعالم والمدن التاريخية والحضارية في الدول التي يسافرون إليها، فضلاً عن زيارة الحدائق والمتنزهات، وارتياد الأسواق الشعبية والحديثة.

وتقدم الدائرة للمسنّين عدداً من البرامج التثقيفية والتأهيلية والترفيهية، من خلال «أندية الأصالة»، بهدف العمل على تحسين نوعية حياتهم، وتوفير بيئة تواصلية اجتماعية نهارية، كما تقدم هذه الأندية مجموعة من الخدمات الطبية والتمريضية والعلاج الطبيعي لكبار السنّ، يمارسون من خلالها الأنشطة المختلفة، ويتبادلون متعة الالتقاء بالأصدقاء، والاستفادة من البرامج والورش الثقافية والدينية والترفيهية، بعيداً عن العزلة التي يواجهونها في المنازل.

وحسب الميل، فإن الدائرة تجري أيضاً، وفق مجموعة من البرامج والمبادرات الخدمية، بحثاً ودراسة حول كل حالة على حدة، بحيث تتابع صحياً ونفسياً واجتماعياً، ومن ثم العمل على دعمهم معنوياً واجتماعياً وترفيهياً، من خلال برامج تعتني بتطوير الصحة النفسية للمسنّ، وتلبي العديد من احتياجاته الإنسانية.


سلامة الكتبي

salkitbi@emaratalyoum.com

تويتر