الأم وابنتها كرّستا جهودهما في مساعـــــدة الآخرين

منـــى وحنــان تنشران الإيجابية في المجتمع بـ «هارت ماسترز»

صورة

حب التغيير والعطاء والإيجابية، دفع منى كاظم، وابنتها حنان السماك، إلى إنشاء مؤسسة للاستشارات والتدريب تحت مسمى «هارت ماسترز» لتجمع المبادرات التي عملتا عليها طوال السنوات الماضية، وتوجهتا إلى نشر كتب ومقالات في حب التغيير والإيجابية، ومساعدة القرّاء على تطوير أنفسهم وفكرهم.

وروت كاظم قصة إنشاء مؤسسة «هارت ماسترز» للاستشارات والتدريب لـ«الإمارات اليوم» قائلة: «إنهم كعائلة يحبون أن ينخرطوا في أكثر من تخصص، ولديهم حب في تنمية مهارات الآخرين، ونشر نصائح تفيد المجتمع، ما دفعهم إلى التفكير في تقديم محاضرات وورش عمل تفيد المجتمع»، وتابعت: «وجدت بعد استقالتي من العمل قبل ثماني سنوات، أنني أستطيع عمل أمور إيجابية تفيد المجتمع».

وأوضحت أنها «استقالت للتفرغ لرعاية أسرتها»، مضيفة: «في ذلك الوقت كنت مديرة الأداء الحكومي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وأسست نظام إدارة الأداء الحكومي، وعمدت على تطبيقه ومتابعته، وتطويره، خصوصاً أنه كان النظام الأول في العالم، وتم تأسيسه بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو إنجاز كبير في حياتي».

اختزال الخبرات

أفادت الشريك المؤسس لـ«هارت ماسترز»، حنان السماك، بأنها واجهت تحديات عدة تمثلت في اختزال الخبرات في محاضرات لا تتعدى ساعة واحدة، والتي قد يتطلب التحضير لها ستة أشهر، مضيفة: «إنهم واجهوا كذلك صعوبات في الحصول على الثقة اللازمة من المؤسسات الحكومية لتقديم المحاضرات». وأشارت إلى أن بعض المؤسسات تتجه إلى الشركات الأجنبية الأخرى، معتقدة أن الشركات الوطنية الصغيرة لا تمتلك الكفاءة اللازمة لتقديم هذه المحاضرات بالصورة الملائمة.


موقع إلكتروني

قالت الشريك المؤسس لـ«هارت ماسترز» للاستشارات والتدريب، منى كاظم، إن «المؤسسة تخطط لإنشاء موقع إلكتروني خاص، لنشر الدورات التدريبية التي ينظمونها سنوياً، باللغتين العربية والإنجليزية، وجدول خاص بالفعاليات التي تنظمها المؤسسة، إضافة إلى إمكانية التسجيل للأفراد والمؤسسات، وإطلاق الموقع نهاية الشهر الجاري».

وتابعت كاظم أن «القرار كان نقطة بداية التوجه إلى العمل في المجتمع، موضحة أنها بدأت بأبنائها الذين وصلوا إلى مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية، إضافة إلى ابنتها الصغرى، دانة، التي ولدت في تلك الفترة، وأرادت أن تركز عليهم، لذا أخذت استراحة لمدة عامين للاهتمام بأسرتها»، مضيفة: «خلال تلك الفترة فقدت أعز الناس، والدتي وشقيقي وزوجته، في حادث أليم»، لافتة إلى أن والدتها كانت الداعم الأول لها، وحفزتها على التعلم والعطاء، لذا احتاجت إلى فترة لتخطي هذه المحنة.

وأضافت أنها «توجهت إلى الكتابة لتتمكن من ترجمة مشاعرها إلى كلمات لها علاقة بالحياة، خصوصاً أنها تحب الكتابة منذ طفولتها، ونصحتها ابنتها بتوظيف هذه الهواية في أمور إيجابية»، موضحة: «جمعت القصص التي كنت أرويها لأطفالي في كتاب واحد، وأضفت إليها رسائل عن الشجاعة والبطولة وبر الوالدين، وحب العمل، ونشرت الكتاب في 2016، تحت عنوان (حكايات مع ماما منى) خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب».

وتابعت كاظم: «بعد نشر الكتاب بدأت دمج خبراتي مع خبرات ابنتي لافتتاح مؤسسة (هارت ماسترز) في مايو 2016، بعد تسجيلها في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والحصول على رخصة (انطلاق)، وأن تكون المؤسسة ذات رسالة وقيم مختلفة، وأن تسهم في مساعدة الآخرين في تغيير حياتهم».

إلى ذلك، قالت الشريك المؤسس لـ«هارت ماسترز»، حنان السماك، إن «المؤسسة تقدم خدمات تدريبية واستشارية للأفراد والمؤسسات، من خلال محاضرات وورش عمل يقدمونها للتغيير الإيجابي، وتمكين الأشخاص من تخطيط حياة سعيدة».

وأعربت عن رغبتها في جعل المؤسسة أفضل الجهات التدريبية في الشرق الأوسط، لمساعدة الأشخاص على اكتساب مهارة التفكير الإيجابي والتخطيط وتعزيز السعادة، والتطوير المستمر، ونشر ثقافة التسامح والاحترام، والأمانة العلمية.

وذكرت السماك: «لم أكن من الأشخاص المتمرسين في التغيير الإيجابي، إذ إنني تخرجت في كلية التسويق بالجامعة الأميركية في دبي عام 2013، وأردت أن أتوجه للعمل في هذا المجال، إلا أني لم أحصل على عمل لمدة عامين، ودخلت في مرحلة سيئة، خصوصاً أني أحب العمل والإنتاج، إضافة إلى وقوع حادث أليم لجدتي أدخلني في حالة نفسية سلبية».

وأوضحت أنها «حاولت التوجه إلى العمل التطوعي، ما دفعها إلى التسجيل مع مستشفى راشد في دبي، للعمل مع كبار السن والمرضى، ومركز النور لذوي الإعاقة، إضافة إلى مركز المشاعر لرعاية الاحتياجات الخاصة، وخلال وجودها معهم وجدت أنهم أشخاص إيجابيون، على الرغم من الأمراض والمصاعب التي تواجههم، لذا قررت التسجيل في دورات تدريبية والحصول على شهادات مدرب معتمد».

وأشارت إلى أنها بدأت العمل على تطوير الذات والإيجابية، وحب العمل، ونشرت مقالات عدة تهتم بالتنمية البشرية، لمساعدة من يقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت قبولاً حسناً من القرّاء، مضيفة: «أردت أن أجمع هذه المقالات وأنقحها في كتاب خاص، والذي احتوى قصتي الشخصية، وقصصاً أخرى، تحت عنوان (حياتك)، وحالياً أعمل على الطبعة الثالثة منه».

وأشارت إلى أنها بدأت بقناة خاصة في موقع «يوتيوب»، ومن خلال هذه القناة كانت تنشر نصائح عن تطوير الذات والإيجابية في الحياة، وكيف يمكن للأشخاص تحويل الأحداث السلبية في حياتهم إلى دافع للعمل، ومن خلال عملها في ديوان صاحب السمو حاكم دبي، تمكنت من اكتساب خبرات كثيرة ساعدتها في بدء «هارت ماسترز» مع والدتها، حتى تمكنتا من تقديم فقرات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاضرات في المؤسسات الحكومية في دبي، إضافة إلى نشر فقرة خاصة عن الإيجابية عبر برنامج البث المباشر الذي يذاع على «نور دبي».

تويتر