مركز متكامل ينظّم الأعمال التطوعية على مستوى الدولة

4 لجان وطنية وخلوة.. أولى مبادرات «عام الخير»

صورة

أعلنت اللجنة الوطنية العليا لعام الخير، خلال أول اجتماع لها، أمس، عن تنظيم مبادرات، بناء على إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2017 عاماً للخير، وترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك بتنظيم أول خلوة للخير مطلع الشهر المقبل، لمناقشة استراتيجية الخير، ضمن التصورات التي طرحتها اللجنة، إضافة إلى مركز متكامل للتطوع يحوي بيانات المتطوعين.

كما أعلنت اللجنة تشكيل أربع لجان متخصصة: الأولى للمسؤولية المجتمعية، تحت رئاسة وزير الاقتصاد، سلطان المنصوري، ولجنة خاصة بالتطوع برئاسة وزيرة تنمية المجتمع، نجلاء العور، ولجنة خدمة الوطن، برئاسة وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما المزروعي، واللجنة الإعلامية برئاسة وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، الدكتور سلطان الجابر، إضافة إلى لجان فرعية في كل إمارة، لوضع أطر المبادرات الخاصة بعام الخير.

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ورئيس اللجنة الوطنية العليا لعام الخير، محمد عبدالله القرقاوي، إن عام الخير فرصة لترسيخ العطاء للوطن لدى الأجيال الشابة، مؤكداً أن اللجنة ستعمل على تحويل الرؤية التي وضعتها القيادة إلى برامج عمل، وستعمل على مأسسة قيمة الخير في المجتمع.

محمد عبدالله القرقاوي:

• «اللجنة» ستحول الرؤية التي وضعتها القيادة، إلى برامج عمل ومأسسة قيمة الخير في المجتمع.


منصة للتطوع

قالت وزيرة تنمية المجتمع، نجلاء محمد العور، إن اجتماع اللجنة الوطنية ناقش أهمية التطوع والمشاركة المجتمعية، وكيف يصبح أسلوب حياة للأفراد، سواء المواطنين أو المقيمين، مضيفة أن هدف الوزارة هو بناء منصة متكاملة للتطوع، لتوحيد الجهود المبذولة خلال «عام الخير»، وتشمل هذه المنصة البيانات والمعلومات الكاملة، التي تحقق مفهوم التطوع بشكل كامل ودقيق، وهي قائمة على التبادل والتفاعل، والتقييم الذي يتيح للجميع زيادة التواصل والترابط.

وأضافت أن المنصة ستضمن توحيد الجهود، وإتاحة الفرص أمام جميع الجهات والمؤسسات، سواء الحكومية أو الخاصة، التي ترغب في الحصول على الخدمات التطوعية أو توفيرها لمن يرغب، إضافة إلى توفير تدريب وتعليم مرئي، وتوفير الأدوات المتكاملة لعملية التدريب والتطوع، وغرس أخلاقيات التطوع في نفوس الأفراد، مضيفة أنه ستكون هناك شهادات خاصة للمتطوعين، ليتمكنوا من تقديمها للجهات التي تطلب وجود ساعات للتطوع، لإثراء السيرة الذاتية للمتطوع، وسيكون هناك الكثير من الامتيازات للمتطوع.

وأضاف أن «تعاون الحكومة والإعلام والقطاع الخاص، ومؤسسات النفع العام وقطاع العمل الإنساني سيولد مئات الأفكار، كما سيكون علامة بارزة في مسيرة الإمارات الإنسانية، وترسيخ ثقافة مجتمعية كاملة، قائمة على العطاء وعمل الخير».

وكشف القرقاوي، في تصريحات صحافية، عن تنظيم خلوة خاصة تحت اسم «خلوة الخير» بدايات الشهر المقبل، وستتم دعوة المؤسسات المعنية على مستوى الدولة لمناقشة الاستراتيجية التفصيلية لعام الخير، والتي ستضع الخطوط العريضة لعمل الخير ليس فقط خلال العام الجاري، وإنما خلال الأعوام المقبلة.

وأوضح خلال اجتماع اللجنة الوطنية العليا لـ«عام الخير»، أن اللجنة ناقشت التصور المبدئي للمبادرات خلال العام الجاري، إذ ستكون هناك لجان متخصصة في كل إمارة لعام الخير، مكونة من المجالس التنفيذية والمؤسسات المحلية والخاصة، لوضع التصورات لكيفية تنفيذ المبادرات المقترحة لكل إمارة.

وأكد أن اللجنة ستضع أطراً مؤسسية للمستقبل وللأجيال القادمة، سواء في القطاع الخاص، أو التطوع أو خدمة الوطن، تبقى لأكثر من 100 عام، تماماً كما حصل خلال عامي الابتكار والقراءة، إذ تم استحداث مبادرات وقوانين تدعم توجهات الدولة، وتنظم العمل، مضيفاً أن الهدف هو الإنسان المحب للخير الموجه للآخر، وللمنطقة وللعالم أجمع.

وأفاد بأنه من بين التصورات لعام الخير استحداث قانون خاص للخير، بحيث يشمل الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في ما يخص المسؤولية المجتمعية، متوقعاً إنشاء نظام متكامل للتطوع، ومن خلاله يكون هناك مركز خاص للتطوع فيه جميع بيانات المتطوعين، وتخصصاتهم، وساعات التطوع، مضيفاً أنه تم تشكيل فرق عمل لتغطية المحاور الأربعة لعام الخير، وهي مشاركة القطاع الخاص، والتطوع، وخدمة الوطن، ومشاركة الإعلام.

وناقشت اللجنة الوطنية العليا لعام الخير مستهدفات عام الخير وسبل تفعيل محاوره، حيث يستند «عام الخير» إلى ثلاثة محاور رئيسة، هي: تفعيل المسؤولية الاجتماعية على مستوى الدولة من تعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية والتصدي للتحديات المجتمعية؛ وتعزيز ثقافة التطوع في مجتمع دولة الإمارات وتعميمها عبر الاستفادة القصوى من كل أشكال التطوع في المبادرات المجتمعية المختلفة؛ وغرس ثقافة الإسهام في خدمة الوطن، من خلال ترسيخ حب الوطن لدى الأجيال الجديدة، وحثهم على أن يخدموا مجتمعهم دون مقابل.

واستناداً إلى هذه المحاور، تم تشكيل ثلاث لجان فرعية هي: لجنة خاصة بتفعيل محور المسؤولية الاجتماعية برئاسة وزير الاقتصاد سلطان المنصوري؛ ولجنة خاصة بتفعيل محور التطوع برئاسة وزيرة تنمية المجتمع نجلاء العور؛ ولجنة خاصة بتفعيل محور خدمة الوطن برئاسة وزيرة الدولة لشؤون الشباب شما المزروعي.

وتسعى اللجان إلى وضع خطط لخلق حالة مجتمعية ومؤسسية شاملة، وتكريس مفهوم تعزيز ثقافة الخير في الدولة، وتنفيذ مبادرات استراتيجية لعام الخير.

كذلك، تم تشكيل لجنة إعلامية برئاسة وزير الدولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، الدكتور سلطان الجابر، لتوفير الدعم الإعلامي للمبادرات والبرامج والمشروعات والحملات التي سيتم إطلاقها، وتسليط الضوء عليها وترويجها، مع الحرص على تشجيع كل وسائل الإعلام للتفاعل مع مشروعات ومبادرات عام الخير، واستثمار الإعلام الجديد كمنصة تفاعلية خلاقة، تضمن أكبر قدر من التواصل مع مختلف فئات المجتمع.

إلى ذلك، أوعزت اللجنة الوطنية العليا لعام الخير بالتحضير لخلوة الخير، وتشكيل لجان محلية في كل إمارة، بحيث تتولى تنسيق الجهود على المستوى المحلي، في ما يتعلق بتنفيذ المبادرات الاستراتيجية الخاصة بعام الخير. وأقرّت اللجنة تشكيل «سكرتارية عام الخير»، ضمن مكتب الدبلوماسية العامة بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل برئاسة مدير عام مكتب الدبلوماسية العامة ومقرر اللجنة الوطنية العليا لعام الخير سعيد العطر، حيث سيكون من مهام السكرتارية تقديم الدعم الإداري والفني للجنة الوطنية العليا لعام الخير، وتنسيق الفعاليات الرئيسة الخاصة بالخطة الاستراتيجية لعام الخير، ومتابعة عمل اللجان الفرعية المحلية، إلى جانب تقديم الدعم الفني والاستشاري واللوجستي.

وتضم اللجنة في عضويتها وزراء، بالإضافة إلى أمناء المجالس المحلية أو ممثلين عنهم، وهم: وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي رئيساً للجنة الوطنية العليا لعام الخير، ووزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ووزيرة تنمية المجتمع نجلاء بنت محمد العور، ووزير الدولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، ووزيرة الدولة للسعادة عهود بنت خلفان الرومي، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، والأمين العام للمجلس التنفيذي بإمارة أبوظبي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، والأمين العام للمجلس التنفيذي في دبي عبدالله عبدالرحمن الشيباني، وأمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة المستشار سلطان علي بن بطي المهيري، والأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان سعيد سيف المطروشي، والأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة رأس الخيمة الدكتور محمد عبداللطيف خليفة، والأمين العام للمجلس التنفيذي في أم القيوين حميد راشد الشامسي، ومدير الديوان الأميري بالفجيرة محمد سعيد الضنحاني، بالإضافة إلى مدير عام مكتب الدبلوماسية العامة بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل سعيد العطر، مقرراً للجنة.

وأفادت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، بأن المبادرة تركز على ثلاثة محاور، منها التطوع، ومشاركة القطاع الخاص في هذه المسيرة، وللأفراد سواء داخل أو خارج الدولة، وأن عام الخير لن يركز على النفقات المادية، وإنما كذلك على أي فعل يندرج تحت الخير، سواء كان في الزيارات المجتمعية، أو المبادرات الخيرية.

من جانبه، قال وزير الدولة، ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن دور الإعلام في «عام الخير» كبير في إيصال الرسالة كما هي، لإبراز أهم محطات المبادرة، وأبعادها الإنسانية والخيرية التي تخدم المجتمع، والمنطقة والعالم، مؤكداً «سنعمل معاً من خلال القطاعات والمؤسسات في تنفيذ الأهداف، والوصول إلى الطموحات التي وضعتها اللجنة لمبادرة عام الخير».

تويتر