دعت المزارعين للتحول إلى نظام الري الحديث لتجنب انتقال المرض إلى الأشجار السليمة

«البيئة» تعالج 54 ألف شجرة مانجو «متدهورة»

الوزارة تبنت خططاً وبرامج عدة للحفاظ على النباتات المحلية. الإمارات اليوم

عالجت وزارة التغير المناخي والبيئة نحو 54 ألف شجرة مانجو في المنطقتين الوسطى والشرقية، من مرض «التدهور السريع»، وقدمت خدمات الإرشاد الزراعي لأصحاب مزارع المانجو، بهدف تعزيز وعيهم بالمرض، ومساعدتهم على تمييز أعراضه في المراحل الأولى من الإصابة.

الحياة الفطرية

قالت مدير إدارة الصحة والتنمية الزراعية بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، فاطمة عبيد الكلباني، إن الوزارة تعمل على تنفيذ البرنامج الوطني لاستدامة الحياة الفطرية. وهو إحدى مبادرات مختبر الإبداع الحكومي التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، موضحة أن البرنامج يهدف إلى حماية الحياة الفطرية في الدولة عبر حزمة متكاملة من السياسات والإجراءات والأبحاث والمبادرات المتعلقة بحماية الأنواع المحلية، وتنظيم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية، وتحديد الأنواع الدخيلة (الغازية)، والسيطرة عليها، والحد من انتشارها، ومنع استيرادها، وإحكام الرقابة على قطاع تجارة الأنواع الحيوانية والنباتية في الدولة، بما ينسجم مع الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية.

وأضافت أن الوزارة ستعمل، في إطار البرنامج، على إعداد قائمة للأنواع المحلية.

وقدرت مدير إدارة الصحة والتنمية الزراعية بالوكالة، في الوزارة، فاطمة عبيد الكلباني، عدد أشجار المانجو في الدولة بنحو 100 ألف شجرة، مضيفة أن خدمات الإرشاد الزراعي التي تقدمها الوزارة للمزارعين تمثلت في العناية بأشجار المانجو المصابة، وتعريفهم بطرق إزالة الأطراف والأفرع التي تظهر عليها أعراض المرض، والتحول إلى نظام الري الحديث بدلاً من النظام التقليدي، الذي يسهم في انتقال المرض من الأشجار المصابة إلى السليمة من خلال مياه «الأفلاج»، لافتة إلى عقد كثير من ورش العمل والدورات التدريبية، وإصدار نشرات توعية لزيادة قدرة الجهاز الإرشادي في الوزارة على التعامل مع المرض.

وتابعت الكلباني أن «الوزارة أجرت دراسة ميدانية في المنطقة الشرقية، بالتعاون مع خبير زائر من سلطنة عمان ومع جامعة الإمارات العربية المتحدة، لتحديد الأنواع المقاومة للمرض، إضافة إلى الطرق الناجعة لعلاج أعراضه. وتضمنت الدراسة إجراءات عدة، مثل عزل الفطر الرئيس والثانوي المسبب للمرض، واختبار فعالية المبيدات الفطرية عليه، الأمر الذي أعطى نتائج جيدة، ضمنتها الوزارة في عمليات علاج الأشجار المصابة».

وأكدت إجراء دراسة في محطات التجارب في منطقة دبا، لانتخاب الأصناف الأكثر قدرة على مقاومة مرض التدهور السريع للمانجو، تمهيداً لتوزيعها على المزارعين.

وشرحت الكلباني أن أشجار المانجو تعتبر من أهم أشجار الفاكهة في الإمارات، وهناك أصناف عدة، منها: زبدية ودبشة وتيمور والفونسو وسافيدا وزعفران ولانجرا وتوتابوري، مضيفة أن كل أجزاء شجرة المانجو، الساق والأفرع والأغصان، يمكن أن تصاب بالأمراض الفطرية والبكتيرية. أما أكثر أنواع الأمراض التي تصيبها شيوعاً في دولة الإمارات فهو مرض «التدهور» بنوعيه البطيء والسريع. وهناك عوامل تجعل أشجار المانجو ميالة لتطور المرض، مثل إدارة العمليات الحقلية الضعيفة (كالري غير المناسب)، وإصابة الجذور والساق بالجروح الميكانيكية، سواء الناتجة عن عملية الحراثة أو غيرها.

وقالت إن الوزارة أطلقت البرنامج الوطني لمكافحة مرض التدهور السريع لشجر المانجو، لافتة إلى تبني خطط وبرامج عدة ترمي للحفاظ على النباتات المحلية، مثل أسبوع التشجير الذي يقام سنوياً على مستوى الدولة، ويهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية استدامة الغطاء النباتي، والمحافظة على نباتات البيئة المحلية في موائلها الطبيعية، وتشجيع استخدامها في مشروعات التشجير وإدارتها بكفاءة وفعالية.

ويعد مرض التدهور السريع، الذي يسببه نوع من الفطريات يدعى «سيراتوسيستيس فيمبرياتا» من أخطر الآفات التي تصيب أشجار المانجو. ويمكن تمييز أعراض المرض من خلال ملاحظة ذبول أوراق وأفرع الشجرة. كما تظهر الأعراض على شكل إفرازات صمغية على جذوع الأشجار. وقد تظهر الأعراض على جانب واحد من الشجرة قبل أن تنتشر لتشمل الشجرة بأكملها. وفي حال استفحاله، يتسبب المرض في موت الأشجار المصابة.

تويتر