أكد بناء 8800 وحدة سكنية جديدة في الإمارة خلال 5 سنوات

حاكم الفجيرة: التهديد بإغلاق «هرمز» أصبح من الماضي

صورة

قال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، إن خط أنابيب النفط ـ الذي اكتمل إنشاؤه منطلقاً من حقول حبشان في أبوظبي إلى الفجيرة، ليصب في مينائها الاستراتيجي المتطور مباشرة إلى الناقلات ـ ينفي الحاجة إلى مرور النفط الإماراتي بمضيق هرمز، مضيفاً سموه «هذا الخط الذي دخل الخدمة، أخيراً، وأصبح جاهزاً لنقل نحو 70% من إنتاج الإمارات النفطي للأسواق العالمية، يبدو فكرة ممنهجة وعملية للغاية على المديين الآني والبعيد، ما يعني أن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي، ولا نكترث به كثيراً».

حاكم الفجيرة:

- «فوز الإمارات بـ(إكسبو) يعكس التنوع الثقافي وقيم التسامح والاعتدال واحترام حقوق الإنسان».

- «خط أنابيب النفط دخل الخدمة وجاهز لنقل 70% من إنتاجنا النفطي للأسواق العالمية».

- «خطط لزيادة المساحات المكتبية بنسبة 20%، وبناء 8800 وحدة سكنية جديدة».

- «الدولة تمتلك كفاءات أسست وأنجزت وضمت الإمارات إلى نادي الكبار».

وأكد سموه في حديث لـ«وام»، بمناسبة اليوم الوطني الـ45 للدولة، أن «المجتمع الإماراتي نسيج واحد وجسد واحد»، لافتاً إلى أن «التجاوب السريع لأهل الإمارات مع فكر قادتهم، هو ما جعل منهم شعباً بلا شقاق ولا فرقة، ولاؤه لله والعقيدة والوطن والقيادة، وليس لمذهب أو طائفة».

وكشف سموه عن بناء 8800 وحدة سكنية جديدة في الإمارة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتفصيلاً، قال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، إن «الاتحاد هو الإنجاز الأكبر والأقرب لقلبي، لأنه السبب المباشر للمنجزات التي تحققت بعده، وعلى الرغم من أن الإمارات تحقق إنجازات مبهرة يوماً تلو الآخر، إلا أن فوزها بتنظيم معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، يظل الأكثر حضوراً في القلب، لأنه إنجاز لم يسبقها إليه أي من دول المنطقة، بل والشرق الأوسط برمته».

وأكد سموه أن «الفوز يعكس التنوع الثقافي الكبير الذي تتمتع به الإمارات، وقيم التسامح والاعتدال واحترام حقوق الإنسان، وحسن الضيافة الذي تشتهر به، كما أنه يأتي تتويجاً لمرحلة التأسيس والبناء، التي دشنها الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولمرحلة التمكين التي قادها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

الصناعة والسياحة والزراعة

كشف صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم الفجيرة، عن وجود خطط مستقبلية لإيجاد ما يلزم من بنية تحتية من مصانع ومخازن وورش للصيانة داخل الإمارة، وأكد أن النفط والصناعات البتروكيماوية واللوجستية، كلها تشكل دلالات على مستقبل الإمارة الصناعي.

أما بخصوص السياحة، فقال إن لدى الفجيرة، جوهرة الإمارات السياحية، إمكانات كبيرة جداً، وتمثل السمات الطبيعية أحد أهم المقومات التي تعتمد عليها السياحة في الإمارة. كما تستقطب الفجيرة الزوار والسائحين، لما فيها من معالم تاريخية ومواقع أثرية إلى جانب العوامل المناخية المتمثلة في شمسها المشرقة على مدار العام، ولاتزال الفجيرة تختزن سمات سياحية أخرى في خزائنها ستكشف عنها مستقبلاً جذباً للسياح.

كما رأى سموه أن الزراعة ستشكل تحدياً كبيراً من ناحية التربة واستهلاك المياه، خصوصاً أن عدد المزارع بالإمارة يبلغ نحو 27 ألف مزرعة، معرباً عن أمله أن تتحول المحاصيل إلى محاصيل تحافظ على المياه والتربة، كما أن الفجيرة يمكن أن تنتج نباتات دوائية، وللزينة، وهناك سوق كبيرة للمنتجات المزروعة دون سماد صناعي، أو كيماويات، وللفجيرة إمكانات كبيرة في هذا الصدد.

ثاني أكبر ميناء عالمي

قال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، إن الفجيرة تنشط في مجال تقديم الخدمات اللوجستية لصناعة النفط المحلية والعالمية، وتحديداً كمركز عالمي لنقل وتخزين وتداول وتزويد وتصدير النفط ومشتقاته. وأضاف سموه: «موقعنا متقدم جداً على الخارطة العالمية، ونحتل مكانة اقتصادية بارزة كثاني أكبر ميناء عالمي في تزويد السفن بالوقود، بعد سنغافورة، والثالث لتخزين النفط والمشتقات البترولية في العالم، وقد دشنا، أخيراً، أول رصيف لناقلات النفط العملاقة في الإمارات، والأعمق عالمياً، بكلفة 650 مليون درهم، ما وضع اسم الإمارات على خارطة الطاقة الإقليمية والدولية وتجارة النفط العالمية». وأكد سموه أن «الإمارة تحولت إلى مدينة ملاحية عالمية، حيث يستقبل ميناء الفجيرة أكثر من 5500 سفينة سنوياً، إضافة إلى أضعاف هذا الرقم من السفن التي تقدم لها الخدمات اللوجستية في منطقة المخطاف المحاذية للميناء، التي تعبر فيها سفن الخطوط الملاحية العالمية، وتخدمها قرابة 120 قاطرة وسفينة متخصصة في خدمات تموين وصيانة وتزويد هذه السفن بالوقود، فيما يخدم الميناء 20 قاطرة متخصصة لقطر السفن العملاقة لداخل الميناء وخارجه».

وأضاف سموه: «آمنا بأن العنصر البشري هو الأساس في تحويل أحلامنا إلى واقع يعيشه البشر، ومن هنا كان بناء البشر هو هاجس الإمارات، خصوصاً أننا كنا فعلاً على مسافة طويلة من المعاصرة، وها نحن نجني ثمار بنائنا للبشر، فكان التعليم والتدريب والإعداد، وكانت العودة للمأثور، والتراث الذي أخذنا منه ما يفيد زماننا، واعتبرنا منه أيضاً بما يخدم توجهاتنا».

وتابع سموه أن «الطموحات لا حدود ولا سقف لها في الإمارات، وهي في مجملها طموحات تنموية مشروعة تخدم أبناء الإمارات وشعبها الوفي، وتصب في مصلحة البشرية جمعاء، فالإمارات قائمة على فلسفة الكبار، وهي التسامح مع الذات والإيمان بالقيم الإنسانية السامية والتفاني في خدمة الإنسان، بغض النظر عن الدين والعرق واللون».

وقال سموه إن «الأحلام في الإمارات ليست رهينة الكلمات، بل هي غرس واعد، ونحن بعد 45 عاماً نمتلك قواعد اقتصادية وبنية تحتية متكاملة، وكفاءات أسست وأنجزت وضمت الإمارات إلى نادي الكبار»، منوهاً سموه بقدرة الإمارات على المحافظة على أمنها، رغم ما يحيط بمنطقتنا من أزمات واحتقانات إقليمية عديدة»، مؤكداً أن «قادة الإمارات يتميزون ببعد رؤية، وحصافة في ترتيب الأمور، ومواجهة القضايا بعقل راجح ورأي مستنير يتعامل مع الوقائع بموضوعية، بحيث تكون مصلحة شعبهم الشغل الشاغل والاهتمام الأول».

وأضاف سموه: «يأتي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في طليعة القادة الذين شكلوا ملامح الاستقرار والتنمية والأمن، ليس في الإمارات وحدها، إنما على مستوى المنطقة، إيماناً منه بأن الإمارات بجغرافيتها وتاريخها وعناصر وحدتها الأخرى مفردات يمكن استثمارها على نحو أمثل، يصون مقدرات الدولة ويوفر الأمن والأمان ورغد العيش لمواطنيها، والشيء الآخر المهم أنه ليس لدينا خلافات مع دول الإقليم، ولا مع العالم، ونحن لا نصبّ الزيت على النار في أي اختلاف في وجهات النظر مع أحد، وعندما نختلف تكون لنا وجهة نظر لا نفرضها على الآخرين، ولا ننتقد كذلك الآخرين على اجتهاداتهم، ونترك للزمن الحكم على مرئياتنا ومرئيات غيرنا».

وحول المطالبات بأن تكون الفجيرة بديلاً استراتيجياً لمضيق هرمز، على الأقل في الإمارات، قال سموه إن «الإمارات تركز على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وليس لديها ما ترد به إلا المنجزات الاستراتيجية على أرض الواقع»، مضيفاً سموه أن «لدى الإمارات ما ترد به عملياً عبر إعلانها عن منجز استراتيجي أصبح موجوداً، ويتمثل في خط أنابيب اكتمل إنشاؤه منطلقاً من حقول حبشان في أبوظبي إلى الفجيرة، ليصب في مينائها الاستراتيجي المتطور مباشرة إلى الناقلات، ما ينفي الحاجة إلى مرور النفط الإماراتي بمضيق هرمز».

وأكد سموه أن «خط أنابيب النفط الذي دخل الخدمة أخيراً، وأصبح جاهزاً لنقل نحو 70% من إنتاج الإمارات النفطي للأسواق العالمية، يبدو فكرة ممنهجة وعملية للغاية على المديين الآني والبعيد، ما يعني أن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي ولا نكترث به كثيراً».

وقال سموه إن «نبأ الخط فاجأ العالم، لأن مضيق هرمز تعبره من 20 إلى 30 ناقلة عملاقة يومياً، وعلى متنها 40% من نفط الخليج، ويشرفنا أن نكون جزءاً من الحل لأي معضلة في المنطقة والعالم، وهذا فخر للإمارات أن نكون جاهزين ومستعدين لمساعدة الجار والصديق في أي أزمة تلوح بالأفق».

وتابع سموه: «دول الخليج تنتج 30% من النفط في العالم، وهي تستعد للربط عبر مشروع قطار الاتحاد، عندما أنظر إلى مسار القطار وهو يخترق كثبان الرمال أجد أنه معجزة وسط الصحراء التي كان لا يقوى على عبورها إلا الإبل، حتى وقت قريب، لكن الله وفق أبناء الإمارات والخليج لصنع كثير من المعجزات الحضارية بفضل القيادات، ولا أستبعد أن تفكر دول الخليج في مشروع أنبوب خليجي للنفط، وفي هذه الحال سيكون المشروع استراتيجياً، وله مزايا فنية وتشغيلية وأهمية كبيرة للاقتصاد الخليجي بشكل عام، ولا يخدم منطقة دون أخرى، ولكنه يخدم دول الخليج ككل».

وأعرب سموه عن أمله أن «يستوعب خط الأنابيب الإماراتي نفط الخليج المصدر بكامله، خصوصاً أن هذه الأمنية تدعمها المحفزات الواقعية من الناحيتين الاقتصادية والأمنية لملاحة النفط الخليجي المصدر، على اعتبار أن امتداد دول الخليج من الكويت إلى الفجيرة، مثلاً، يقدر بـ1480 كيلومتراً، أي أنه ليس امتداداً كبيراً، ما يدعم إمكانية بناء خط يشمل الخليج بكامله».

كما أكد سموه أن «لدى الفجيرة خططاً تركز على التنمية المستدامة»، وقال سموه: «على المدى القصير، هناك خطط لزيادة المساحات المكتبية بنسبة 20%، وبناء 8800 وحدة سكنية جديدة، و1500 غرفة فندقية خلال السنوات الخمس المقبلة، وتتضمن الخطط توسيع ساحة المطار والمدرج، ونقل محطة الشحن، وغيرها من المباني، وتطوير الأنشطة التجارية، في حين سيزود الميناء بمحطات جديدة للنفط وحاويات، وتحسين الخدمات البحرية الأخرى»، وأضاف سموه: «سنبدأ خطة تطوير القطاعات في الفجيرة انطلاقاً من القطاعات القائمة حالياً في الإمارة، مثل خدمات النفط والغاز وإنتاج الغذاء، في حين ستتبعها القطاعات التي بدأت أخيراً بالنمو والتأثير في الخدمات والاقتصاد، مثل السياحة والكيماويات بمجرد الانتهاء من الاستثمارات في البنى التحتية».

وقال سموه: «سنحرص على أن تكون عملية تنفيذ المبادرات في القطاعات الداعمة التي تركز على خدمة التعداد السكاني المتزايد، عملية متواصلة وتستهدف معالجة الفجوات القائمة وتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان الإمارة في المستقبل».

وأكد سموه حرصه على لقاء أبناء الإمارة «لأن الفجيرة وأهلها في القلب والخاطر، ومنصبي تكليف وليس تشريفاً، ونحن نرى في مثل هذه اللقاءات مصدراً للمعرفة والتواصل بيني وبين إخواني مواطني الإمارة وجهاً لوجه، وأنا مؤمن بالتواصل مع إخواني وأبنائي المواطنين بأي وسيلة كانت، وأرغب في أن أسمع وأتعلم من أهالي وأبناء الإمارة، ولا أكتفي بآراء كبار السن فقط، مع أنهم خير وبركة، لكن يهمني التركيز على تطلعات الأجيال الشابة.. مفاتيح المستقبل».

تويتر