أكّدوا أهمية تقديم أفكار تقلل الكلفة وتوفر خدمات بقيمة مضافة

مسؤولون: نجاح قطاع السياحة يتوقف على ابتكاره في الخدمات

صورة

دعا مسؤولو سياحة واقتصاد إلى انتهاج استراتيجيات مطورة في القطاع السياحي، تركز بشكل أساسي على الإبداع والابتكار، لافتين إلى أن حكومة الإمارات مهتمة بدمج الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة، وفي مقدمتها القطاع السياحي.

وأكدوا، خلال مشاركتهم في «منتدى الابتكار والتحول السياحي»، الذي انطلق في دبي أمس، ضمن «أسبوع الإمارات للابتكار 2016»، أن نجاح قطاع السياحة يتوقف على نجاحه في اتخاذ خطوات في مجال الابتكار في مجال الخدمات، وتقديم أفكار مبتكرة تقلل كلفة الإنتاج، وتوفر خدمات ذات قيمة مضافة للسياح.

وشددوا على أن الثورة التكنولوجية، وما تقدمه من حلول إبداعية ومبتكرة، تمثل أساساً لا بديل عنه لإحداث تحول سياحي، والانتقال إلى مرحلة جديدة ومختلفة من أساليب جذب السياح.

دمج الابتكار

• أسبوع الابتكار له دوره في توحيد الجهود، وبناء القدرات، ونشر ثقافة الابتكار على مستوى الدولة.

%8.7 إسهام السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، عام 2015

370 مليون فرصة عمل، من المتوقع أن يدعمها قطاع السياحة والسفر عالمياً، بحلول عام 2026.

وتفصيلاً، قال وزير الاقتصاد، المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، إن حكومة الإمارات مهتمة بدمج الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة، وفي مقدمتها القطاع السياحي، لافتاً إلى أن لدى وزارة الاقتصاد أجندة واضحة، تركز على كيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في دعم هذا القطاع الحيوي.

وأكد أن القطاع السياحي يعد أحد أهم القطاعات، التي تدعم منظومة التنويع الاقتصادي في الدولة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لاسيما في ظل ما تتمتع به الدولة من فرص استثمارية كبيرة في مجال السياحة.

منصة حيوية

من جانبه، قال وكيل وزارة الاقتصاد، محمد خميس المهيري، إن «منتدى الابتكار والتحول السياحي» يوفر منصة حيوية مهمة، لمناقشة أفضل السبل لتطوير القطاع السياحي في المرحلة المقبلة، اعتماداً على تفعيل الممارسات الابتكارية والحلول الإبداعية.

وأكد، في كلمة له خلال المنتدى، أن تطوير المرافق والبنى التحتية والخدمات في القطاع السياحي، شرط أساسي لتحقيق التقدم المنشود، إذ أثبتت الدراسات أن السائح يفضّل دوماً وجهات سياحية تنتهج أساليب مبتكرة في توفير احتياجاته، ليحظى بتجربة سياحية متميزة، في وقت لم يعد فيه الإرث التاريخي والمقومات الطبيعية وحدها كافية لتحقيق الازدهار، دون بذل جهود مستمرة لتنمية مقومات الإبداع والتميز في هذا القطاع الذي يتصف بديناميكية عالية.

الإبداع والابتكار

وشدد المهيري على أن توجيهات القيادة ومحددات «رؤية الإمارات 2021»، أكدت أن الابتكار والإبداع هما أسلوب حياة لا غنى عنه، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة قدماً، وأن السياحة في الإمارات، ومنذ أن تم وضعها ضمن أولويات اهتمامات الحكومة في مطلع هذا القرن، تشهد ازدهاراً لا مثيل له، مدفوعة بشكل رئيس بالبيئة الداعمة التي وفرتها الحكومة لكل ما هو مبتكَر ومتميز.

وتابع: «الزائر لدولة الإمارات يلمس ذلك جلياً، منذ وصوله إلى بوابات الدخول الإلكترونية في مطارات الدولة، ومعايشته لوسائل الراحة والرفاهية وتوفير الجهد والوقت، ما يجعل من ذلك تجربة فريدة ليس من السهل أن تنسى، وقد انعكس هذا الأمر في المراتب المتقدمة التي حققتها الدولة في التنافسية السياحية، وفي أولويات الحكومة لخدمة هذا القطاع الحيوي المهم».

ولفت المهيري إلى أن قطاع السياحة في دولة الإمارات مرشح بقوة لأن يشهد نقلات نوعية في توسعه وازدهاره، في ظل ما توليه له القيادة من دعم واهتمام وتنمية، وأنه من المرتقب ازدياد أعداد السياح، انسجاماً مع توسع الطاقة الاستيعابية لقطاعي الطيران والفنادق، ما يحتم انتهاج استراتيجيات مطورة تركز بشكل أساسي على الإبداع والابتكار، سعياً لتوفير تناغم بين مُعزِّزات النمو ومتطلبات السائح، ولضمان زيادة معدلات الإقامة، وبالتالي رفد الاقتصاد الوطني بإيرادات سياحية مهمة.

وقال المهيري للصحافيين، على هامش المنتدى، إن أسبوع الابتكار يستقطب كفاءات في مشروعات سياحية عالمية، مؤكداً أن نجاح قطاع السياحة يتوقف على نجاحه في اتخاذ خطوات في مجال الابتكار في مجال الخدمات، وتقديم أفكار مبتكرة تقلل كلفة الإنتاج، وتوفر الخدمات ذات القيمة المضافة للسياح.

الناتج المحلي

وأفاد المهيري بأن قطاع السياحة رفد الناتج المحلي الإماراتي بنحو 134 مليار درهم في عام 2015، ما يشكل 8.7% من الناتج المحلي، متوقعاً أن تزداد مساهمة القطاع السياحي بنسبة 5.4% سنوياً، خلال السنوات الـ10 المقبلة، لتصل إلى 236.8 مليار درهم بحلول عام 2026، وبحصة تبلغ 11.2% من الناتج المحلي الإجمالي، كما توقع أن يدعم قطاع السياحة والسفر أكثر من 370 مليون فرصة عمل عالمياً، بحلول عام 2026.

ثورة التكنولوجيا

بدوره، قال المدير الإقليمي للشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، عمرو عبدالغفار، إن صناعة السياحة على الصعيد العالمي تشهد نمواً سنوياً بمعدل يصل إلى 5%، رغم كل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، فيما تمثل السياحة حالياً نحو 10% من الناتج الإجمالي العالمي.

وأشار إلى أن الثورة التكنولوجية، وما تقدمه من حلول إبداعية ومبتكرة، تمثل أساساً لا بديل عنه لإحداث تحول سياحي، والانتقال إلى مرحلة جديدة ومختلفة من أساليب جذب السياح، وتقديم الخدمات وتطوير المرافق في القطاع السياحي بمختلف دول العالم.

وأوضح أن مجتمع الـ«أونلاين» يمثل اليوم بيئة خصبة لزيادة أعداد السياح، وتنشيط حركة السياحة حول العالم، ما يؤكد ضرورة تبني الابتكار بفاعلية وكفاءة عاليتين من قبل المسؤولين عن القطاعات السياحية في مختلف البلدان، والتوجه نحو مختلف الفئات بتقنيات وحلول جديدة.

تويتر