خلال حضوره جلسة الاعتماد المبدئي لمنهج «التربية الأخلاقية»

محمد بن زايد: أخلاقيات أبنائنا تحدّد معالم قيم المجتمع في المستقبل

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن أمانة تربية أبنائنا، وتعليمهم، وما يحملونه من قيم وأخلاقيات، هي التي تحدد معالم قيم مجتمعنا في المستقبل، ومكانة وموقع بلادنا على خارطة التنافسية الدولية.

- الإمارات تعتزّ بهويتها وأصالتها العريقة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف والموروث الثقافي لآبائنا وعادات أجدادنا.

- لا يجوز أن ننتظر ونتفرج.. بل علينا أن نسابق الضوء بدلاً من الريح لإعداد أجيالنا لمزيد من الإنجاز والتقدم.

- نتطلع إلى دعم أولياء الأمور ومساندتهم.. فمهمتهم محورية وهم المثل الأعلى الذي يقتدي به الأبناء.

- البيت والأسرة هما اللبنة الأولى والرئيسة في إعداد وتربية الطفل نفسياً وذهنياً وتربوياً.

وقال سموه، خلال حضوره، أمس، في أبوظبي جلسة الاعتماد المبدئي لتطبيق منهج «التربية الأخلاقية» في مدارس الدولة، إن «الإمارات تعتز بهويتها، وأصالتها العريقة، المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، والموروث الثقافي لآبائنا وعادات وتقاليد أجدادنا، بما تجسده من قيم إنسانية وأخلاقية نبيلة، وسلوكيات حضارية رفيعة».

وشارك في جلسة الاعتماد عدد من الوزراء والهيئات الحكومية والتعليمية، ومجموعة من أولياء الأمور، تمهيداً للشروع في تطبيق منهج «التربية الأخلاقية» الذي أطلقه سموه، ليكون رافداً وداعماً لأسس ومبادئ التربية والتعليم، ومسيرة تطورهما وتحديثهما.

وعرضت «لجنة التربية الأخلاقية» على سموه الاعتماد المبدئي لتفاصيل وخطة تنفيذ المنهج الذي سيدرج ويدرس رسمياً في سبتمبر 2017، من خلال المناهج التعليمية لمدارس الدولة، على أن يبدأ تطبيقه تجريبياً في يناير المقبل، في 20 مدرسة حكومية وخاصة، في الحلقتين الأولى والثانية، على مستوى الدولة.

كما قدم القائمون على إعداد المنهج لسموه لمحة تعريفية عن المشروع، منذ انطلاق المبادرة بتوجيهاته في يوليو الماضي، حيث تشكلت فرق العمل وعقدت الاجتماعات لصياغة المسودة الأولى، واختيار المدارس التجريبية، ووضعت التصورات لبدء البرنامج التدريبي للمعلمين.

وتعرف سموه على ركائز ووحدات منهج التربية الأخلاقية، التي انقسمت إلى أربع ركائز رئيسة، هي «الشخصية والأخلاق» و«الفرد والمجتمع» و«التربية المدنية» و«التربية الثقافية».

وتضم هذه الركائز أكثر من 65 وحدة، تدرّس كل منها على مدار ستة أسابيع، من خلال حصص مستقلة تدمج ضمن الأنشطة والفعاليات، والثقافة المدرسية بشكل عام.

وجاء المنهج ثمرة تنسيق وثيق بين ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

والتقى سموه جمعاً من أولياء أمور الطلبة، الذين حرصت اللجنة على إشراكهم لتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل السبل التي من شأنها تحقيق أعلى درجات الاستفادة، وباعتبارهم شركاء أساسيين في إنجاح تطبيق المنهج، ولهم دورهم الحيوي في دعم المبادرة ومساندتها.

وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال حديثه لفريق العمل، إلى أن التحديات الراهنة والمستقبلية والطفرات التقنية المتوالية، تفرض علينا المسارعة والمبادرة إلى مضاعفة الجهود لتطوير منظومة التعليم، وتعزيز مهارات وقدرات أبنائنا العلمية والمعرفية ببرامج ومناهج عصرية تلبي توجهاتنا المستقبلية، مصحوبة بقاعدة صلبة من القيم الأخلاقية والآداب الحميدة.

وقال سموه: «أبناؤنا يعيشون ويواجهون تحديات صعبة، وهم أمانة في أعناقنا، ومسؤولية إعدادهم وتحصينهم تقع علينا جميعاً، ولا يجوز أن ننتظر ونتفرج، بل علينا أن نسابق الضوء بدلاً من الريح لإعداد أجيالنا لمزيد من الإنجاز والتقدم، لأن التاريخ سيحكم علينا.. ماذا قدمنا لبلدنا وأبنائنا وأهلنا وأجيالنا»، وأضاف: «ثروة الوطن هم أهله وشبابه».

وأضاف سموه: «إنني على ثقة واطمئنان بأن المعلمين يدركون أهمية دورهم ورسالتهم السامية، فهم قدوة للطلاب في اتباع السلوكيات الأخلاقية، وهم المنارات التي تلهم خيالهم، ليس فقط في تعلم وفهم القيم والمهارات الإدراكية والسلوكية والوجدانية، بل في اتباعها وترسيخها في سلوكياتهم ومواقفهم أيضاً».

وخاطب سموه أولياء الأمور قائلاً: «أما أولياء الأمور، فنتطلع إلى دعمهم ومساندتهم، فمهمتهم محورية، هم المثل الأعلى الذي يقتدي به الأبناء في تبني السلوكيات والمواقف الإيجابية، وعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام أبنائهم، والمساهمة في غرس القيم والمهارات الأخلاقية والشخصية في تفاصيل الحياة اليومية للأبناء.. لأن البيت والأسرة هما اللبنة الأولى والرئيسة في إعداد وتربية الطفل نفسياً وذهنياً وتربوياً»، مشيراً سموه إلى أن «منهج التربية الأخلاقية هو عامل مساعد يعزز دور المدرسة في تربية أبنائنا وتهذيبهم».

وأوضح سموه أن «نجاح هذه المبادرة هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، سواء كان المدرسة أو البيت أو المجتمع أو المؤسسات والهيئات الاجتماعية في الدولة».

وأضاف: «إننا نتطلع لأن تكون التربية الأخلاقية وما تحتويه من مفاهيم ومضامين حثت عليها شريعتنا السمحاء ودعت إليها تقاليدنا وعاداتنا وتراثنا وهويتنا الأصيلة، وما يجمعنا بالإنسانية من قواسم مشتركة، منهجاً مكملاً يعزز ويرسخ القيم النبيلة والفضائل العليا في نفوس أطفالنا وطلبتنا بشكل مدروس ومنهجي، بما يمكنهم من الإلمام بمضمونها، معرفةً وعلماً وممارسةً في الحياة المجتمعية وفي معاملاتهم اليومية، ليصبحوا أجيالاً واعدة تعتز بقيمها وثوابتها، وتفتخر بماضيها وحاضرها، وقادرة على تحقيق الريادة لوطنها ورفع رايته في كل المحافل والميادين».

يذكر أن منهج «التربية الأخلاقية» يعد شاملاً لبناء الشخصية، وإيجاد جيل من الأبناء يجسد القيم الأخلاقية التي تتلخص في التسامح وإدراك أهمية تراث وثقافة الوطن، وتقديرها، والتمسك بها، والتسلح بالمعرفة، والموارد التي تتيح اتخاذ القرارات المستنيرة والمسؤولة بشأن القضايا الملحّة ذات الأهمية الأخلاقية، وفهم الأنظمة والحقوق والمسؤوليات المدنية، وإدراك الدور المطلوب منهم من أجل دعم الجهود التنموية للدولة، والمضي قدماً بها استشرافاً للمستقبل.

وصممت مواد «منهج التربية الأخلاقية» لتدرس من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، مع مراعاة المراحل العمرية للطلاب وقدراتهم الاستيعابية.

وسيطلق البرنامج التجريبي «لمنهج التربية الأخلاقية» في يناير 2017، بهدف توظيف مخرجاته لإعادة صياغة وتحسين المنهج، تمهيداً لإطلاقه رسمياً في سبتمبر 2017.

تويتر