الشرطة تحفظت على خادمتين وقريب للأسرة: المنزل تعرض للاحتراق قبل عامين

تشييع جثامين فقيدات بن كرم

صورة

شيعت بعد ظهر أمس جثامين الفقيدة رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، مديرة القافلة الوردية، أميرة بن كرم، ووالدتها وشقيقتها، اللاتي توفين اختناقاً إثر اندلاع حريق في منزلهن بمنطقة القادسية، في الشارقة، مساء أول من أمس، بينما أصيب شقيق الفقيدتين باختناق وصعوبة في التنفس نقل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى القاسمي.

وفيما أكد مصدر شرطي التحفظ على خادمتين لاستكمال التحقيق، كشف قريب للأسرة أن المنزل كان قد تعرض لحريق قبل نحو عامين، من دون أن يخلف إصابات بين أفراد الأسرة، أو المقيمين في المنزل.

ورصدت «الإمارات اليوم» حضور المئات من المشيعين وذوي الضحايا، تقدمهم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وجمع من المسؤولين ورؤساء ومديري الدوائر الحكومية في الإمارة، الذين توافدوا على مسجد الصحابة في الشارقة، ظهر أمس، لأداء صلاة الجنازة، وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الفقيدات الثلاث قبل دفنهن في مقبرة الشارقة.

وواسى الشيخ نهيان بن مبارك، عبدالرحيم بن كرم، والد الفقيدة أميرة، الذي كان في حالة صدمة وصمت وحسرة على فقدان ثلاثة من أفراد عائلته، إذ لم يعرف لسانه طريق الكلمات إلا بصعوبة وأسى عميقين.

وقال مصدر بالإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة لـ«الإمارات اليوم» إن النيران اندلعت في البداية في غرفة المجلس في الطابق الأول من المنزل، ثم انتقل الدخان بكثافة إلى الطابق الثاني، حيث كانت الفقيدات الثلاث نائمات في غرفهن، أما الأخ المصاب فكان في دورة المياه، لافتاً إلى أن الضحايا توفين بسبب الاختناق، ولم يتعرضن لأي حروق.

وأكد المصدر أنه بعد تبريد موقع الحريق، مساء أول من أمس، تم تسليمه إلى الشرطة لرفع الآثار والأدلة لمعرفة أسباب الحريق وكشف غموضه، موضحاً أن رجال الدفاع المدني لم يقصروا في محاولة إنقاذ الضحايا، إذ وصلوا إلى موقع الحادث بعد أربع دقائق فقط من ورود البلاغ.

وأكد مصدر في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أن الشرطة تسلمت موقع الحادث من الدفاع المدني ليل أول من أمس، وطوقته، لكن خبراء المختبر الجنائي لم يرفعوا الأدلة والآثار من الموقع إلا صباح أمس، بعد التأكد من تبريد المكان بشكل كامل، مضيفاً أنه لا يمكن التكهن بأسباب اندلاع النيران إلا بعد تحليل الآثار والأدلة، محذراً من إطلاق الشائعات والتكهنات حول أسباب الحريق.

وتابع المصدر أن الشرطة تحفظت على الخادمتين الموجودتين في المنزل وقت نشوب الحريق، لاستكمال التحقيق معهما.

من جانبه، أكد «أبوعبدالله»، أحد أقارب الأسرة، أن منزل الأسرة الذي يعود تأسيسه الى السبعينات، تعرض للاحتراق سابقاً قبل عامين بسبب ماس كهربائي، إلا أن أحداً من أفراد الأسرة لم يتضرر وقتها.

وأفاد بأن الأسرة مكونة من الأب والأم وأربعة أبناء (ثلاث إناث وذكر)، هم سما، وأميرة، وريم، وخالد. وكانت ريم وقت اندلاع الحريق في بيت الأسرة الواقع في منطقة الحمرية في دبي، مع خالها. أما سائق الأسرة والعمال فيقيمون في غرف خارجية منفصلة عن المنزل، بينما تقيم الخادمات في كرفانات على سطح المنزل.

ووصف المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي، الدكتور عارف النورياني، حالة شقيق الفقيدة أميرة بن كرم (خالد ــ 32 عاماً)، بأنها مستقرة بشكل كبير، لافتاً الى أن «مرحلة الخطر بدأت تزول تدريجياً، لكن تأكيد ذلك يستدعي إبقاء المصاب تحت الملاحظة لمدة 48 ساعة مقبلة».

وأفاد النورياني بأن المصاب تعرض لاستنشاق كمية غاز من أول أكسيد الكربون كادت تودي بحياته، لافتاً إلى أن الغاز معروف بأن لديه قدرة كبيرة على منع وصول الأوكسجين إلى الجسم، شارحاً أن قدرة الأشخاص على تحمل غاز أول أكسيد الكربون تختلف من شخص الى آخر، كما أنها تعتمد على كمية الدخان التي يتعرض لها.

وتابع أنه إذا كان المكان مغلقاً فدرجة الخطورة من التسمم كبيرة جداً، على عكس الأماكن المفتوحة، ولذلك ينصح بأنه في حال التعرض لحريق في المنزل باللجوء سريعاً إلى فتح النوافذ ووضع قماش مبلل في أماكن تسرب الدخان، وقطعة قماش مبللة على الوجه.

تويتر