المرشد الأسري

■يقول قارئ إنه غالباً ما تحدث خلافات زوجية قبل العيد بأيام، وتزداد أكثر في ليلة العيد، ولا أدري ما أسبابها، فما نصيحتكم لتجنب هذه الخلافات التي تكدّر صفو العيد علينا؟

■يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن رمضان فرصة للتفاهم والتقارب، ومحطة لتقوية العلاقات وتصفية النفوس، تفتح أبواب الجنة فيُقبل القلب إلى الخير، وتغلق أبواب النيران فتبتعد النفس عن الشر، وتصفد الشياطين فيزداد بذلك حب الناس إلى التنافس والمسارعة إلى البذل والجود والإحسان.

أما عن المشكلات التي تحدث قبل العيد، أو ليلة العيد، فإنها تعود إلى أسباب عدة، أهمها الإجهاد الذي يصاحب الزوج أو الزوجة خلال الـ10 الأواخر بسبب قلة النوم والسهر، والاهتمام المفرط بتحضير مستلزمات العيد، والتجول في الأسواق في هذه الليالي المباركة من أجل شراء متطلبات العيد، وكان في السابق ثوب واحد يكفي للعيد، لكن اليوم كل فرد يعد حقيبة مضغوطة بالثياب كأنها للزفاف، وعندما يأتي ذلك اليوم تقضي الأسرة صباحها في النوم لا تستيقظ إلا في الظهيرة.

كما أن الواجبات المتراكمة خلال شهر رمضان قد تترك آثاراً سلبية في الأيام الأخيرة منه، والضغوط في الإعداد اليومي للإفطار، مع المبالغة في التحضير من كل صنف ولون، قد تؤدي إلى ظهور بعض المشكلات أو النزاعات، فأكثر ما يرهق ميزانية الأسرة اليوم سوء الإدارة المالية، تبذير في المأكل والمشرب، وإسراف في مستلزمات العيد، كل ذلك يقع على عاتق الزوج الذي قد يقترض من أجل توفير هذه المستلزمات، كما أن الزوجة يقع على عاتقها إعداد الفطور وقضاء كل وقتها في الأسواق من أجل شراء ملابس ومستلزمات العيد.

إن من مقاصد الـ10 الأواخر التي تأتي قبل العيد التفرغ للعبادة، فرسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الـ10 الأواخر كان يعتكف، ويعتزل النساء، ويوقظ أهله من أجل التهجد والقيام، فالأسرة التي تجعل من اهتماماتها التقرب إلى الله تبقى أسرة سعيدة، لا تعتريها النزاعات ولا المشكلات الزوجية.

هناك أسباب تحدث بسبب سوء التفاهم، مثل أن يصر أحد الزوجين أن يقضيا العيد عند أهله، أو العكس، فعدم وضع برنامج للعيد من حيث الوجهة والزيارات والأنشطة للأطفال يضيع العيد بين الجدل والخلاف، لم يعد العيد مثل السابق صلة للأرحام وزيارة الأقارب والأصحاب، فبعض الأسرة تستعد قبل العيد بأيام للسفر، وهذا بحد ذاته عبء لميزانية الأسرة.

من أفضل التوجيهات قبل العيد، شراء كل مستلزمات العيد قبل رمضان، حيث الأسعار منخفضة والأسواق غير مزدحمة، كما أن رمضان فرصة لتخفيف الوزن بتقليل الإفطار، فيقل بذلك الجهد، وتتفرغ الأسرة للعبادة.