اهتم ببناء الإنسان وتطور المجتمع

زايد راعي الثقافة وحامي التراث

صورة

لم يقتصر اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء الدولة بالعمران والاقتصاد والجوانب المادية فقط، فقد أولى اهتماماً كبيراً لبناء الإنسان، والتفت، رحمه الله، إلى أهمية العلم والثقافة والمعرفة كمكونات رئيسة للدولة القوية، والمجتمع الذي يمثل قاعدة قوية لنهوض وإعلاء الدولة، وهو ما مهد الطريق، في ظل مواصلة القيادة الانفتاح على الثقافة العالمية وإقامة العديد من المشروعات الثقافية الضخمة، لأن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً مركزاً ثقافياً على الساحة، وواحة للتسامح والتنوع الفكري والثقافي.

منذ توليه الحكم؛ حرص المغفور له الشيخ زايد على إطلاق المشروعات الثقافية وتشجيع الجمهور على التفاعل معها ومع ما تقدمه، ففي عام 1981 أمر بإقامة «معرض الكتاب الإسلامي» في مبنى المجمع الثقافي، على نفقته الخاصة، تشجيعاً للعلم وتأصيلاً للثقافة، وهو ما اعتبر الدورة الأولى لمعرض أبوظبي للكتاب. وشارك في المعرض وقتها ما يقرب من 50 ناشراً من مصر ولبنان، بالإضافة إلى المكتبات ودور النشر المحلية، ولم يقتصر اهتمام الشيخ زايد، رحمه الله، بالمعرض على قيامه بافتتاحه والاطلاع على معروضات الأجنحة فقط، بل أمر بشراء جميع ما تبقى من كتب المعرض، وتوزيعها على الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، لتكون تلك الكتب نواة لتكوين مكتبات في هذه المؤسسات، وكذلك نواة لدار الكتب الوطنية في الدولة. وفي ختام جولته بالمعرض أكد أن «الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون، وأن الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها، وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتاب هو أساس هذه الأصالة». فيما يعد «نهج زايد» هو الحافز لأن يصبح «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» أحد أسرع معارض الكتب نمواً في المنطقة في الوقت الحالي.

في عام 1981 أيضاً؛ أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في ذلك الوقت، قانون إنشاء المجمع الثقافي بساحة قصر الحصن، في قلب مدينة أبوظبي، واستطاع المجمع الثقافي في فترة قصيرة أن يتحول إلى مركز إشعاع فكري وثقافي، بفضل دعم ورعاية المغفور له الشيخ زايد، واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة.

وأولى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اهتماماً خاصاً بالتراث، باعتباره مكوناً رئيساً من مكونات الهوية الوطنية، وكذلك الشخصية الإماراتية، فكان حريصاً أشد الحرص على صون التراث وحفظ العادات والتقاليد والقيم المنبثقة منها، وإيصالها إلى الأجيال الجديدة، فأنشأ مؤسسات مختصة بهذه المهمة من بينها «نادي تراث الإمارات» في سبتمبر 1993، و«قرى التراث» التي تمثل متاحف مفتوحة لتعريف روادها بالتراث الإماراتي وشكل الحياة في الإمارات قديماً.

واحتلت الرياضات والمسابقات التراثية مكانة بارزة لدى الشيخ زايد، رحمه الله، فقد نشأ عليها، وأدرك أهميتها في بناء شخصية الإنسان، وإكسابه العديد من الصفات الحميدة، مثل القوة والصبر والجلد، والاعتماد على النفس وسعة الحيلة، لذلك حرص على ممارستها، رغم مشاغله وأعباء الحكم، وتشجيع أبناء الإمارات على ممارستها منذ الصغر.

ولأن الشعر عموماً، والشعر النبطي خصوصاً، يمثل إحدى دعائم الثقافة العربية والخليجية، اهتم به الشيخ زايد الذي لم يكن محباً للشعر والشعراء فقط، لكنه كان شاعراً وله الكثير من القصائد في مختلف أغراض الشعر، ودارت بينه وبين شعراء الدولة مساجلات شعرية. واهتم الشيخ زايد بإقامة مجالس الشعر في مختلف أنحاء الدولة، ورفع مكانة الشعراء وشجعهم. أيضاً لم تغب الفنون الشعبية والتقليدية عن اهتمام الراحل المؤسس، فوجدت فرق الفنون الشعبية دعماً واهتماماً واضحاً من الدولة والشيخ زايد، باعتبارها جزءاً من ثقافة المجتمع ومكونات هويته، لتظل حاضرة في مختلف المناسبات الرسمية والاجتماعية.

تويتر