«دبي الذكية» تضع «عِلم السعادة» بحثاً عن راحة المراجع

يقضي المراجع ساعات عدة يرتب فيها أوراقه ومستنداته ليتمكن من زيارة الجهة الحكومية التي تنهي معاملة واحدة، وقد ينهي المراجع طلبه في لحظة قصيرة يقضيها أمام كاونتر المراجعين، ومن ثم يعود إلى منزله متفاخراً بأن مهمته انتهت، إلا أنه يفاجأ بعد انقضاء أشهر عدة بأنه بحاجة إلى هذه الأوراق التي أهملها في لحظة فرح، ويحاول مجدداً أن يجمعها، وقد يفاجأ كذلك بأنه يحتاج إلى إيصال الدفع الذي أهمله فور الحصول عليه.

هذه «المفاجآت» التي تقف عقبة في وجه المراجعين قد تصبح تاريخاً سيئ الذكر فور إطلاق منصة دبي الذكية، وفق مدير مكتب مدينة دبي الذكية، الدكتورة عائشة بن بشر، التي أشارت لـ«الإمارات اليوم» إلى أن المنصة تضمن تحقيق أساسيات السعادة للسكان ومساعدتهم للوصول إلى بياناتهم كافة، عبر نافذة واحدة في الهاتف الذكي.

بعد إطلاق مؤشر السعادة، الذي يقيس مدى رضا المتعاملين عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، سواء في مراكز الخدمات أو عبر المواقع الإلكترونية أو التطبيقات الذكية، وأعلنت نتائجه خلال الشهر الماضي، طالب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مكتب مدينة دبي الذكية بالتوسع إلى وضع عِلم كامل للسعادة، وتطبيق مزيد من أساسيات هذا العلم على أرض الواقع.

«ما الذي يمكن أن يسعد الفرد أكثر من قدرته على الوصول لسجل معاملاته وبياناته كافة، التي تعامل بها مع مؤسسات الإمارة بالكامل من مستشفيات، ودوائر اقتصادية، وترخيص مركبات، وشرطة، وجنسية وإقامة، وكهرباء ومياه، وغيرها من المؤسسات، وحتى بعض شركات القطاع الخاص كمزودي الاتصالات، عبر نافذه إلكترونية واحدة».

وأوضحت بن بشر أن منصة دبي الذكية، التي ستُطلق نهاية العام الجاري، ستوفر قاعدة كبيرة من البيانات، جزء كبير منها مفتوح والآخر مشترك بين المؤسسات المقدمة للخدمات.

وتابعت: “هذا النوع من النوافذ مطبق بشكل جزئي وتجريبي لدى هيئة كهرباء ومياه دبي في الوقت الحالي، عبر لوحة ذكية موجودة في بعض مراكز الخدمة التابعة لها؛ يمكن للعميل أن يدخل رقم حسابه فتظهر له معاملاته كافة منذ لحظة فتح حسابه وحتى لحظة استخدامه للوحة، والأوراق والمستندات الموجودة في حسابة، والملاحظات والتعليقات”.

وشرحت بن بشر أن كثيرا من الأفراد يعانون تشعب الإجراءات بين الجهات المختلفة، وحاجة كل منها إلى أوراق ومستندات منفصلة، وأحياناً يجري شخص معاملة أو يسلم مستنداً ما إلى جهة وينسى الأمر، لتظهر له حاجة ملحة بعد فترة لهذا المستند.

وتقول بن بشر إنه يمكن جلب السعادة من خلال استخدام نافذة الجهة المعنية. فإذا كانت طبية، فستضمن النافذة وجود ملف متكامل للمريض، يمكنه تقديمه لها عند الحاجة.

وحول عِلم السعادة، المطلوب من مكتب مدينة دبي الذكية العمل عليه، قالت بن بشر إن فريق العمل المختص بهذه المبادرة بدأ فعلياً في مناقشة بعض المؤسسات التعليمية العالمية، ودور الخبرة والمختصين في هذا النوع من العلوم، كما تُراجع بعض التجارب العالمية في هذا الخصوص، للوقوف على أسس هذا النوع من العلوم بشكليه الأكاديمي والتطبيقي.

أحمد الأنصاري

ahmed.abdalla@emaratalyoum.com