أكد أننا متأهبون وجاهزون قيادة وحكومة وشعباً لكل التحديات والأخطار

محمد بن راشد: ماضون بوعي وعزم لإحباط الأخطار المهددة لمنطقتنا

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على المضي بوعي وعزم وتصميم في العمل مع أشقائنا لإحباط الأخطار التي تهدد أمن منطقتنا وعالمنا العربي، مضيفاً أننا «أدركنا في وقت مبكر مثلما أدرك كثيرون غيرنا أهمية الشمولية في مواجهة الإرهاب، وحرصنا على إدراج مقتضيات هذا الإدراك في سياساتنا وخططنا وبرامج عملنا، فكتبنا النجاح لجهودنا وظلت بلادنا واحة للأمن والاستقرار تبني وتنجز، وتتقدم وفي الوقت نفسه نظل متأهبين وجاهزين، قيادة وحكومة وشعباً لكل التحديات والأخطار مهما كان نوعها وأياً كان مصدرها».

نائب رئيس الدولة:

- تحية إكبار وعرفان للبنائين الكبار الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح قواتنا المسلحة العالي.

- مواجهة الإرهاب وتطوير وسائل مكافحته فرضت نفسها في مقدم أولويات الدول العربية والإسلامية.

- الشواهد على كفاءة قواتنا المسلحة وعنفوانها وجاهزيتها وتميزها تملأ نفسي بالرضا والطمأنينة والغبطة.

- التدخلات الأجنبية مازالت تغذي الصراعات الدموية في الدول العربية المنكوبة.

الصرح العالي

وجاء في نص كلمة وجهها سموه عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة الذكرى الـ40 لتوحيد القوات المسلحة: «أتوجه بالاكبار والعرفان إلى البنائين الكبار، الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح قواتنا المسلحة العالي، خالد الذكر الحاضرة روحه بيننا أبداً الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه وولي عهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».

وأضاف سموه «أحيي في هذه الذكرى منسوبي قواتنا المسلحة قادة وضباطاً وجنوداً، وإخوانهم في أجهزتنا الأمنية وزملاءهم الذين سبقوهم في شرف الخدمة في السلكين العسكري والأمني، وأقف معهم ومع كل أبناء وبنات الإمارات تقديراً واعتزازاً وفخراً بشهدائنا الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم في معركة الدفاع عن الحق، وإحباط الشر قبل أن يستفحل وينتشر ويهدد أمن واستقرار وطننا ومنطقتنا».

وتابع سموه: «ونحن نحتفل بيوم قواتنا المسلحة الـ40 يحضر في وعينا الوقع الخاص لسن الأربعين التي يبلغ فيها الإنسان أشده مصداقاً للآية الكريمة: ﴿إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة﴾، والآية الكريمة: ﴿ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً﴾، كما أن الأربعين هي السن التي بعث فيها الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وهادياً للبشرية جمعاء، وقد استقر في تراثنا أن الأربعين هي سن النضوج التام للعقل والمشاعر التي تمنح الإنسان فرصة إجراء تقييم موضوعي لمسيرة حياته وأعماله، لينتفع بالنتائج في حاضره ومستقبله».

وواصل سموه: «إذ أمعن النظر اليوم في مسيرة توحيد وبناء قواتنا المسلحة على مدار السنوات الأربعين الأولى من عمرها المديد وقد رافقتها منذ يومها الأول، فإن الشواهد على كفاءتها وقدراتها وعنفوانها وجاهزيتها وتميزها تملأ نفسي بالرضا والطمأنينة والغبطة، وتزيدني يقيناً بنموذجنا الإماراتي، وثقة بقدرته على اقتحام المستقبل وتحقيق غاياتنا الكبرى، ويتعزز هذا اليقين بحقيقة أن إنجازنا في بناء قواتنا المسلحة تواكب وتكامل مع إنجازات مماثلة في كافة حقول التنمية الشاملة المستدامة».

تحديات الأمن والاستقرار

وزاد سموه: «مازالت تحديات الأمن والاستقرار تفرض نفسها بقوة على منطقتنا وعالمنا العربي، ما يستدعي منا أن نظل على أعلى درجات اليقظة والتأهب والجاهزية، ونحن لا نتحاشى التحديات، ولا نتردد في التعامل معها، وندرك أنها حاضرة منذ بداية الخليقة في حياة الأفراد والمجتمعات والدول، وأنها لصيقة بكل عمل ونشاط إنساني، وفي خضمها تولد الاختراعات، وينمو الإبداع والابتكار، وفي كيفية التعامل معها يكتب تاريخ النجاح والفشل وتاريخ التقدم والتأخر، وقد واجهنا وأسلافنا التحديات صغيرها وكبيرها، ونجحنا في التغلب عليها وراكمنا خبرة ثرية أسهمت في توسيع معارفنا، وترشيد خططنا وسياساتنا، وتعظيم قدرنا على التكيف مع المتغيرات واتقاء آثارها السلبية المحتملة، واغتنام الفرص السانحة المصاحبة لها. وكما انتصرنا على التحديات التي واجهتنا في الماضي، سننتصر في الحاضر والمستقبل، هذا عهدنا قيادة وشعباً، وهذا التزام حكومتنا وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية».

وقال سموه «إذ يظل اعتمادنا دائماً بعد الله على أنفسنا وقدراتنا الذاتية، فإننا ماضون بوعي وعزم وتصميم في العمل مع أشقائنا لإحباط الأخطار التي تهدد أمن منطقتنا وعالمنا العربي».

وأضاف سموه «لم تعد الليلة شبيهة بالبارحة، البارحة شيء وما بعد التحالف العربي شيء مختلف تماماً، هذا ما يقوله الواقع وتؤكده خبراتنا الذاتية، فأحد ثوابتنا منذ قيام دولتنا هو الإصرار على صنع مستقبلنا بأيدينا، وهو ما مكننا من تحقيق التنمية المستدامة وبناء النهضة واكتساب الفاعلية الحضارية، هذا الثابت كسب ويكسب مساحات جديدة في عالمنا العربي، وقد تجلى في بناء وأداء التحالف العربي، وفي خطط وتوجهات دول عربية عدة، وفي سياساتها الداخلية والخارجية».

روح جديدة

وزاد سموه «أنا متفائل بأن هذه الروح الجديدة تسري اليوم في أوصال علاقات الدول العربية الثنائية والجماعية، وتدفع نحو بناء نظام أمن عربي يحفظ للعرب وجودهم، ويدفع عنهم غائلة التدخلات الأجنبية في شؤون دولهم، ويوفر مظلة أمنية لطموحاتهم في التنمية والاستقرار والتقدم. وقد اكتسبت هذه الروح الجديدة زخماً وقوة دفع من إنجازات التحالف العربي في اليمن، حيث تم إحباط مخططات تحويله إلى بؤرة تهديد دائم لدول مجلس التعاون والعالم العربي بأسره، وتم إلحاق الهزيمة بمشروع الانقلابيين وإرغامهم على قبول قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216، مما فتح أفقاً لحل سياسي يحفظ لليمن وحدته وهويته العربية، ويمكن شرعيته من استكمال سيطرتها والنهوض بمسؤولياتها في إعادة بناء مؤسساتها ونشر الأمن وإطلاق التنمية وإعمار ما تسبب الانقلابيون بتدميره وتخريبه».

وقال سموه «من مفاعيل هذه الروح الجديدة أنها أسهمت في تكثيف الجهود العربية والدولية الساعية لإنضاج إطار لتسوية الأزمة السورية سلمياً، وأملنا أن تنجح الأطراف السورية المتنازعة في تحقيق هدنة دائمة وصولاً لطي صفحة الحرب الأهلية واستئصال الإرهاب، وتمكين الشعب السوري من تقرير مستقبله».

وهذه الروح الجديدة أسهمت أيضاً في وضع ليبيا على سكة الخلاص من الفوضى والعنف والإرهاب». وقال سموه إن «الروح التي أطلقها التحالف العربي لا تملك قوة دفع ذاتية، قوة الدفع كامنة في عملنا وإنجازاتنا ووعينا وإدراكنا أن المتضررين من انبعاث هذه الروح يسعون بكل يملكون من إمكانات ووسائل لإخمادها، وفي الحد الأدنى تحجيمها وحصارها للحيلولة دون تراكم مفاعليها الإيجابية في الحياة العربية، وعلينا أن ننتبه إلى هذه المساعي وأن نتصدى لها ونفشلها، فالطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية طويل وحافل بالأشواك والمطبات والتعقيدات، لقد قطعنا شوطاً مؤسساً لما بعده في هذا الطريق، لكن مازالت أمامنا أشواط أخرى لنقطعها، فالتدخلات الأجنبية مازالت تغذي الصراعات الدموية في الدول العربية المنكوبة بحروبها وانقساماتها، ومازالت تضع العصي في دواليب الجهود العربية والدولية لإنهاء هذه الصراعات، والجماعات الإرهابية مازالت تنشط في مناطق الصراعات والانقسامات وتسعى للتمدد إلى مناطق أخرى، وترتكب أبشع الجرائم وتواصل إلحاق الأذى بديننا الحنيف وتعرضه للتشويه وتضعه وأتباعه في مرمى أحقاد المتطرفين والمتعصبين والعنصريين في العالم أجمع».

مسؤولية مضاعفة

وأضاف سموه «إذا كان من الثابت أن الإرهاب ظاهرة عالمية، ولا دين له ولا وطن، وأن خطره المعولم لا يعرف الحدود ولا المسافات ولا تمنعه أشد الإجراءات الأمنية احترازاً، وأن العالم بأسره يتحمل مسؤولية مواجهته فإن الواقع الراهن للإرهاب يلقي على العالم الإسلامي وفي القلب منه العالم العربي مسؤولية مضاعفة، ويضعهما في الخط الأمامي للمواجهة، فجماعات التطرف والإرهاب في غالبيتها العظمى تنسب نفسها ودعواها وممارستها البشعة للإسلام، وتكفر معظم المسلمين وترتكب جل جرائمها في ديارهم وتزرع الشقاق والانقسام في مجتمعاتهم، وتستعدي عظيمهم، وتؤلب أتباع الديانات والعقائد الأخرى وقطاعات عريضة في الرأي العام العالمي».

وأشار سموه إلى أنه «من هنا فإن مواجهة الإرهاب وتطوير وسائل مكافحته فرضت نفسها في مقدم أولويات الدول العربية والإسلامية، وبات مستقراً في وعي جميع المعنيين أن النجاحات التي تحققها المعالجات الأمنية للإرهاب على أهميتها الكبيرة لا تكفي وحدها لخلع جذوره، فظواهر الإرهاب ليست نبتاً شيطانياً يظهر فجأة وينتهي خطره بمجرد قطعه، بل نبت له جذور غائرة عميقاً في تربة مسمومة وتظل كامنة بانتظار متغيرات مواتية، وفرص سانحة لطرح نبتها من جديد، لذلك يجب تكثيف الجهود لفهم وتحليل هذه التربة المسمومة، وتعيين مكوناتها وتفكيك عناصرها ليتسنى علاجها بفاعلية تجتث الإرهاب وتجفف منابعه المادية والفكرية وتنهي دورات توالده وتكاثره».

وتابع سموه: «بالنسبة لنا، فقد أدركنا في وقت مبكر مثلما أدرك كثيرون غيرنا أهمية الشمولية في مواجهة الإرهاب، وحرصنا على إدراج مقتضيات هذا الإدراك في سياساتنا وخططنا وبرامج عملنا، فكتبنا النجاح لجهودنا وظلت بلادنا واحة للأمن والاستقرار تبني وتنجز وتتقدم وفي الوقت نفسه نظل متأهبين وجاهزين، قيادة وحكومة وشعباً، لكل التحديات والأخطار مهما كان نوعها وأياً كان مصدرها».
 

تويتر