طالب بإيقاف دعم الوقود الأحفوري والتوجه نحو الابتكار

كالديرون: ممارسات حكومية خاطئة تزيد انبعاثات الكربون

صورة

أكد رئيس المكسيك السابق، رئيس المفوضية العالمية للاقتصاد والمناخ، فيليبي كالديرون، خلال جلسة ضمن القمة العالمية للحكومات، تحت عنوان «التغير المناخي.. التحدي الأكبر للبشرية»، أن هناك ممارسات خاطئة من بعض الحكومات تتسبب في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مضيفاً أن «على الحكومات وضع خطط لمواجهة التلوث المتوقع حدوثه في الفترة المقبلة، أبرزها الانتقال الى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، والابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري (الفحم)».

وطالب كالديرون بإيقاف دعم الوقود الاحفوري، والتوجه نحو الابتكار، وتحديد أسعار مشتقات الكربون، ما يسهم في تغيير حياة ملايين من البشر، وتوفير الحوافز الاقتصادية الضرورية.

وشدد على ضرورة دعم البنوك الدولية لبرامج البيئة، إضافة إلى توفير بنية تحتية كاملة للمواصلات العامة، والاهتمام بقضية التصحر واللجوء إلى التشجير، وزيادة فاعلية الطاقة من خلال اللجوء للطاقة المتجددة.

وقال: «إننا نشاهد عدداً هائلاً من الكوارث الناتجة عن تغير المناخ في العالم، وهو ما سيؤثر سلباً في معدل إنتاج الغذاء في العالم»، لافتاً إلى أن «العقدين الأخيرين كانا الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة على الإطلاق في تاريخ هذا الكون، وشهدنا زيادة في العواصف التي ضربت العالم خلال القرن الأخير. ونرى أن هذه الزيادة مرتبطة بالتغير المناخي»، مؤكداً أن «الكثير من الدول استطاعت في العامين 2014 و2015 تحقيق النمو وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».

وأضاف كالديرون أن على الحكومات مكافحة التصحر وتجريف الأراضي ووقف استخدام الفحم، موضحاً أن تحدي تغير المناخ بحاجة إلى رأس مال كبير واستثمارات ضخمة، وهناك حكومات تسعى لتحقيق نمو اقتصادي سريع، ما يتسبب في تزايد الانبعاثات الكربونية، لافتاً إلى أن دراسات عدة خلصت إلى تغييرات مهمة يتعين على الدول القيام بها لتحقق نمواً اقتصادياً، مع تقليل انبعاثات الكربون، تتمثل ببساطة في تغيير نظام المدن، مضيفاً أن الثورة الصناعية انطلقت، وزاد إنتاج السيارات، فازداد انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وتالياً ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف: «لا يمكن لمدننا استيعاب أكثر من ثلاثة مليارات سيارة في عام 2050، وهذا الاكتظاظ سيعيق نمونا الاقتصادي»، مؤكداً أن «على الحكومات وضع خطط لمواجهة التلوث المتوقع حدوثه في خلال الفترة المقبلة».

وتابع كالديرون أن «ما نحتاج إليه هو مدن تقوم على شبكة مواصلات عامة، للحد من الانبعاثات الهائلة للكربون»، لافتاً إلى أن طريقة استخدام الأراضي ضرورية لتقليل انبعاثات الكربون، إذ يمكن استخدامها في زيادة الرقعة الخضراء (زراعة الأشجار)، ما سيعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ويحول دون وصوله للغلاف الجوي.

وأشار إلى أننا «نحتاج إلى تحقيق نمو اقتصادي يعتمد على تقليص نسبة استخدام الكربون»، مؤكداً أن الطاقة الشمسية والرياح أقل كلفة مما كانت عليه قبل 12 عاماً، ما يجعل الحكومات والأفراد والمؤسسات أمام تحدي كيفية استغلالها بشكل صحيح، موضحاً أن «تحقيق تغيير في مسار الطاقة يؤدي إلى نتائج إيجابية في كثير من المجالات الاقتصادية».

وأوضح كالديرون أنه «في حالة تعزيز كفاءة الطاقة المستخدمة لدى كل مستهلك في المنزل والعمل يمكنها أن تقلص شدة الطاقة المستخدمة، ما سيخفض فواتير الطاقة والتلوث الكربوني»، لافتاً إلى أن «النمو الاقتصادي تحركه محركات شديدة القوة، أبرزها زيادة إنتاحية الموارد الطبيعية، إذ تسهم في الحفاظ على البيئة. أما المحرك الثاني فهو الاستثمار في البنية التحتية من خلال بناء الخدمات الضرورية والبيئية، مثل بناء مجمع لتوليد الطاقة الشمسية بدل بناء مصنع للفحم الذي يولد انبعاثات للكربون. والمحرك الثالث هو التجديد والابتكار من خلال وضع آليات تشجع على تحسين الوضع البيئي وتسرع النمو الاقتصادي».

 

تويتر