أكّد ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»

قرقاش: زيارة محمد بن زايد للهند تعزّز التعاون تجارياً وسياسياً وأمنياً

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، إن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند، الأربعاء المقبل، والتي تستمر حتى 13 فبراير الجاري، تهدف إلى البناء على نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لدولة الإمارات في أغسطس الماضي، وتعزيز التعاون مع الهند بشأن مجموعة من القضايا التجارية والسياسية والأمنية.

وأضاف أن الإمارات ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب «داعش»، مشيراً إلى أنه لا يتحدث عن آلاف القوات، إنما عن قوات تقدم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض إن رأى التحالف الدولي، على أن تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً في ذلك.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد أمس في مقر وزارة الخارجية لإلقاء الضوء على برنامج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لنيودلهي، والتي يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال من مختلف القطاعات، وتشمل مدينتَي نيودلهي ومومباي.

الدكتور أنور قرقاش:

«الإمارات ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب (داعش)، لا أتحدث عن آلاف القوات، أتحدث عن قوات تقدّم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض».


توقيع اتفاقات

شدّد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، على أن الإمارات ترى في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند فرصة لتعزيز العلاقة الاقتصادية إلى مستوى أوسع وأكثر شمولية، حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقات في القطاعات ذات الأهمية لكلا البلدين، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة.


طرق صيد اللؤلؤ

ذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن علاقة الصداقة المتينة بين الإمارات والهند بُنيت على أُسس من الأهداف والقيم المشتركة وروابط من التاريخ المشترك تعود إلى الطرق القديمة لصيد اللؤلؤ، موضحاً أن المصالح الاقتصادية المشتركة بين الطرفين أصبحت اليوم أكثر فعالية وأهمية، حيث إن الهند تُعد أكبر شريك تجاري للإمارات، التي تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري للهند.


علاقات راسخة

أكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن العلاقة بين الإمارات والهند تتجاوز التعاون الاقتصادي والسياسي، فهي علاقات راسخة تعود إلى عقود ماضية من التبادل الثقافي والتجاري، موضحاً أن الجالية الهندية التي تعيش وتعمل في الإمارات تشكل أكبر جالية في الدولة، وتقوم بدور رئيس ضمن جميع الشرائح الاجتماعية في دولتنا. وأعرب عن أمل الإمارات في تسخير هذه العلاقات لتوسيع آفاق التبادل الثقافي والاجتماعي، وتطلّعها إلى مستقبل مزدهر لروابط الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل بين البلدين.

وتفصيلاً، أكد قرقاش أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الهند تؤكد عمق العلاقات (الإماراتية - الهندية) وآفاقها الواعدة، وتمنح البلدين الفرصة لمناقشة القضايا المشتركة ومجالات متقدمة وأكثر أهمية للتعاون، تتضمن التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية والطاقة وتداعيات تغير المناخ، والأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن زيارة سموّه تهدف إلى البناء على نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لدولة الإمارات في أغسطس الماضي، وتعزيز التعاون مع الهند بشأن مجموعة من القضايا التجارية والسياسية والأمنية.

وأعرب عن تطلّع دولة الإمارات للتعاون بشكل أوسع في العديد من القطاعات التي تشمل الطاقة والطيران والتكنولوجيا والبنية التحتية والشركات الصغيرة والمتوسطة، واصفاً الزيارة بأنها جزء من الجهود التي تبذلها الإمارات لمواصلة بناء العلاقات في جميع أنحاء آسيا، وتعزيز دورها كبوابة رئيسة للمنطقة، وجسر بين الأقطاب الاقتصادية العالمية من الشرق والغرب.

وتابع: «نحن في دولة الإمارات نؤسس لعلاقاتنا مع البلدان والثقافات الأخرى بالاعتماد على مبادئ السلام والرخاء والاستقرار والتسامح والوحدة، وهي المبادئ التي رسمت ملامح علاقاتنا الخارجية منذ أكثر من أربعة عقود، وستبقى الأساس في علاقاتنا مع الدول والشعوب الأخرى».

وأكد أن التبادل التجاري بين البلدين نما من 180 مليون دولار سنوياً في 1970 إلى 59 مليار دولار حالياً.

وقال إن دولة الإمارات تشعر بالثقة تجاه التنمية الاقتصادية في الهند، والتي جرى تعزيزها من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والتي مهّدت الطريق للنمو المستقبلي للبلاد. ونوّه برؤية مودي تجاه استراتيجية التنمية الاقتصادية الهندية، مؤكداً أن الإمارات ترى فيه شريكاً موثوقاً يمكن الاعتماد عليه لتوفير الدعم المستمر.

وأضاف قرقاش: «مع تفاؤلنا بالمستقبل فإن العلاقة بين الإمارات والهند ستواصل اكتساب المزيد من الزخم لما تتمتع به من أهمية استراتيجية».

وفي إطار دعم الاستقرار الإقليمي، عبّر عن تطلّع الإمارات إلى توسيع الحوار والتعاون مع الهند، في العديد من المجالات، منها توفير الأمن والحماية الإقليمية ومواجهة الإرهاب وأيديولوجيات التطرف، وتعزيز الأمن البحري والإلكتروني.

وفي مجال الطاقة والابتكار، أكد قرقاش أن الإمارات والهند تواصلان مناقشة الفرص التي تساعد على تطوير وتبادل التكنولوجيا، لتمكين البلدين من تحسين إمكانية الوصول إلى أمان موارد الطاقة مع توسيع مجال انتشار حلول الطاقة المتجددة.

إلى ذلك، أكد قرقاش ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش».وقال إن الإمارات مستمرة في دعمها لمساره، مشيراً إلى أن هناك تقدماً تحرزه القوات العراقية لدحر التنظيم، وعلى الحكومة في بغداد أن تزيد من جهدها وتعاونها لمواجهته.

وأضاف أن موقف الإمارات دائماً كان واضحاً في أن التصدي لـ«داعش» يحتاج إلى تحرك سياسي في بغداد، يضم ولا يهمش السنة، مع ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد التنظيم.

وتابع: «الإمارات ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب (داعش)، لا أتحدث عن آلاف القوات، أتحدث عن قوات تقدم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض إن رأى التحالف، على أن تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً في ذلك».

تويتر