تقضي مع المصابين وذويهم 10 ساعات يومياً

سارة باقر.. 12 عاماً من العمل التطوعي لخدمة مصابي التوحّد

سارة أحمد باقر، اسم يعرفه جيداً مصابو التوحد في دبي والدولة، ويعرفه أيضاً ذوو المصابين منذ ما يزيد على 12 عاماً.

سارة تعمل متطوعة في مركز دبي للتوحد منذ عام 2003 وحتى اليوم، وتدرّجت في عملها التطوعي من مساعدة للمدرسين في المركز، حتى وصلت إلى رئيس وحدة التوحد.

وبدأت رحلة المواطنة سارة في مجال العمل التطوعي منذ عام 1989، بعد أن حصلت على شهادة علم النفس والتربية، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في دراسات حول تخصصها، وهناك اطّلعت على نشاطات تتعلق بمصابي التوحد، ووقتها كان هذا التخصص مجهولاً عالمياً.

سارة باقر:

«الدولة قدّمت لنا الكثير، من تعليم وصحة ورفاهية، والتطوع لخدمة فئة من المجتمع، هو أمر يسير، لردّ جميل الوطن علينا».

وتقول لـ«الإمارات اليوم»: «جذبني تخصص التوحد، كونه يمثل عَرَضاً غامضاً، ويحتاج إلى قدرات خاصة للتعامل مع المصابين به»، وتضيف: «عدت إلى الدولة، ووقتها لم يكن هناك مركز لمصابي التوحد، فاتجهت إلى التطوع في مجالات صحية واجتماعية، منها التطوع لتوفير الدعم الاجتماعي والنفسي لمرضى السرطان في مستشفى توام في العين، ثم التطوع في مركز راشد للمعاقين»، وتكمل «في عام 2003، تطوعت للعمل في مركز دبي للتوحد، فور افتتاحه، وكانت مهمتي مساعدة المدرسين في التعامل مع الطلاب، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لأسرهم».

واستمرت سارة في عملها التطوعي، حتى تدرّجت إلى رئيس وحدة خدمة المجتمع في المركز، ثم اتجهت لتشخيص الحالات المصابة، وتقديم الاستشارات للأسر.

وبعد 12 عاماً، أصبحت باقر مسؤولة برنامج التوحد، الذي يضم تخصصات عدة، منها التربية الخاصة وعلاج النطق، والعلاج الحركي والوظيفي والعلاج المبتكر.

وتقضي سارة مع المصابين وذويهم نحو 10 ساعات يومياً، وإلى جانب مهامها في المركز، تشارك في محاضرات تعريفية بعَرَض التوحد خلال إجازات نهاية الأسبوع في مراكز اجتماعية، ونوادٍ رياضية، ومؤسسات مختلفة، لتوضح للأسر كيفية تشخيص العرض، وسبل التعامل مع المصابين به.

ولا تَعتبر سارة العمل التطوعي، طوال كل هذه السنوات، أمراً غريباً، فعلى حد قولها «الدولة قدّمت لنا الكثير، من تعليم وصحة ورفاهية، والتطوع لخدمة فئة من المجتمع، هو أمر يسير، لردّ جميل الوطن علينا»، وتضيف «أدين بالفضل لأهلي، الذين زرعوا في نفوسنا حب التطوع دون مقابل، لخدمة الوطن».

ودعت سارة أبناء المجتمع إلى التطوع في المجالات كافة، مشيرة إلى أن مركز دبي للتوحد يرحب بالراغبين في التطوع لمساعدة المصابين بالعَرَض على مدار العام، وتضيف: «يجري العمل حالياً على الانتهاء من المقر الجديد لمركز دبي للتوحد في منطقة القرهود، الذي سيكون الأكبر والأهم من نوعه في المنطقة، وسيقلل قوائم الانتظار للأطفال المصابين».

وتتمنّى باقر أن يعي المجتمع أهمية التطوع، وأن يحفز الشباب القادرين على التطوع في مجالات عدة تخدم المجتمع.

تويتر