أكبر مانح للمساعدات المقدمة إلى اليمن لعام 2015

أدوار إماراتية عسكرية وإنسـانية نبيلة في اليمن

محمد بن زايد يتلقى الشكر من وفد من زعماء القبائل اليمنية على الدور الاماراتي في اليمن. وام

لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة الماضية، أدواراً كبيرة وبارزة ومختلفة في ترجيح كفة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على حساب القوى الانقلابية ممثلة في جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في معركة تحرير اليمن، وإعادة الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، ومواصلة الطريق نحو حماية وتأمين اليمن ودول الخليج العربي من التوسع والمد الإيراني، بالاعتماد على أدواتها في المنطقة الحوثي وصالح، في خاصرة المنطقة العربية.

عبدالله بن زايد:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/417180.jpeg

• لا يمكن القبول بأي خطر استراتيجي على أمن الخليج من خلال الارتباطات الخارجية للميليشيات الحوثية، التي تعيث الفساد، وتتبع أجندة سياسية لا تعترف بمعنى حب الوطن والولاء له، وتهدد، عبر اتباعها أيديولوجيات متطرفة، البلدان المتسامحة والأمن والاستقرار الإقليميين.


فرق «الهلال» تنزل إلى الميدان

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/417175.jpeg

عقب أيام من إعلان الحكومة تحرير عدن من الميليشيات الانقلابية، باشرت فرق الهلال الأحمر الإماراتي نزولها الميداني إلى مديريات المحافظة، للاطلاع على الاحتياجات العاجلة، ورصد أضرار الحرب في مختلف القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه والصرف والشؤون الاجتماعية.

وفي قطاع الصحة، رصدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مبلغ 74 مليون و30 ألف درهم، لتأهيل وإعادة صيانة وتشغيل المشروعات الصحية والعلاجية في محافظة عدن، وتشمل هذه المشروعات إعادة تأهيل وأعمار مستشفيات الشيخ خليفة، ومستشفى باصهيب، ومستشفى الجمهورية، وتحضير وتشغيل مركز غسيل الكلى بمستشفى الجمهورية، بعد أن تم تزويده بأدوية غسيل الكلى والمحاليل المخبرية لفحص الأوبئة.

كما تشمل المشروعات إعادة تأهيل ثلاثة مراكز للصحة الإنجابية بكلفة أربعة ملايين درهم، وسيتم تجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية اللازمة، وإعادة تأهيل تسعة مراكز للرعاية الصحية وصيانتها بكلفة سبعة ملايين درهم وتجهيزها بالأثاث والمعدات الصحية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستودعات الطبية والمراكز الطبية في خور مكسر.وجرى خلال الأسابيع الماضية افتتاح عدد من المشروعات الصحية أبرزها تأهيل وترميم مستشفى الجمهورية العام في عدن.


جهود الإمارات في تطبيع الحياة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/417179.jpeg

بذلت الإمارات دوراً حيوياً في إعادة إعمار المدينة وتأهيل مرافقها ومؤسساتها الحيوية التي دمرها الحوثيون خلال الحرب.

ومع تحرير مطار عدن الدولي، وصل فريق فني إماراتي متخصص لإعادة تشغيل المطار خلال 24 ساعة، بعد أن تكفلت السعودية بتوفير برج مطار متحرك بديلاً للبرج التي جرى تدميره خلال الحرب، ليستأنف المطار عمله خلال ساعات.

كما شملت جهود الإمارات مشروع إعادة تأهيل مطار عدن، بما فيها المبنى الفني، وبرج المراقبة، ومبنى الترحيل والركاب، وصالتي المغادرة والوصول، إلى جانب تجهيز إضاءة المدرجات بمعداتها كاملة. كما قامت الإمارات بدور كبير في عودة النشاط التجاري لميناء عدن، بعد توقفه لأربعة أشهر، حيث أعادت تأهيل الميناء وإصلاح ما خلفته الميليشيات الانقلابية من أضرار جراء قصفها المتعمد لأرصفة الميناء.


تطوير التعليم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/417464.jpg

عملت الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تعزيز مسيرة العملية التعليمية في اليمن، لضمان عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، بعد أن هجروها بسبب الدمار والخراب الذي لحق بمدارسهم.

وبلغت كلفة المشروعات التنموية الخاصة بالتعليم 81 مليوناً و300 ألف درهم، وشملت إعادة تأهيل ‏‏154 مدرسة تكون جاهزة لاستقبال الطلاب في عامهم الدراسي المقبل، وإعادة بناء مبنى جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين.

وقبل أيام افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المرحلة الأولى من مشروع تأهيل وصيانة المدارس والمؤسسات التعليمية والتي شملت 123 مدرسة، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتعزيز خدمات القطاع التعليمي في حين يجري العمل حالياً في‏‏ 31 مدرسة أخرى، ضمن المرحلة الثانية من مشروع تأهيل المدارس.

كما وزعت الهيئة أكثر من 25 ألف حقيبة مدرسية للطلاب في محافظتي عدن والمهرة، إلى جانب تدشين مشروع «معلم الأجيال» بحضرموت، للتعاقد مع‏‏ 600 معلم ومعلمة لمدارس وادي وصحراء حضرموت، لحل مشكلة نقص الكادر التعليمي بمدارس وادي حضرموت، وهو ما يمثل خطوة متقدمة، ومبادرة نوعية ضمن جهود الهيئة لدعم العملية التعليمية في اليمن.

ولم تقتصر الأدوار الإماراتية في إنقاذ اليمن على تقديم مختلف أشكال الدعم لليمن واليمنيين عن بُعد، بل تعدته وصولاً إلى المشاركة في الحرب بالعتاد والأفراد، وتقديم التضحيات التي جسدها رجال الإمارات في ميادين الشرف والبطولة ضد الانقلابيين، وحصد الانتصارات المتتالية واحداً تلو الآخر عند تحرير عدن وغيرها من المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تقديم الدعم السخي واللامحدود على صعيد كل المحاور العسكرية واللوجستية والإنسانية والخدماتية والاقتصادية والتنموية بالعتاد العسكري والمعلومات والمساعدات الغذائية والطبية والصحية وأساسيات تشغيل المنشآت الحيوية ومستلزمات النهوض بالخدمات الأساسية المختلفة.

وشكلت مواقف وجهود ومساعدات دولة الإمارات خلال الأزمة والحرب في اليمن علامة فارقة في تاريخ المنطقة والعالم، على مستوى شتى مجالات الوقوف مع الحق ونصرة المظلوم ضد الظلم والطغيان وإغاثة المنكوبين، وتجسد ذلك جلياً من خلال احتلال الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن في عام 2015، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، وكذا ما حظيت به الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، من إشادة وتقدير وعرفان رسمي وشعبي من جانب الدولة والحكومة والمنظمات المختلفة وكل شرائح وفئات المجتمع، نظير الدعم المقدم لليمن واليمنيين من الإمارات.

بصمات إماراتية

ويؤكد العميد صالح الناخبي، الذي يعرف بقائد معركة تحرير مطار عدن لـ«الإمارات اليوم»، أن التواصل بين المقاومة الشعبية والقوات المسلحة الإماراتية بدأ منذ وقت مبكر، وقبل نزول القوات الإماراتية إلى الأرض، لافتاً إلى أنه كان يتواصل مع القيادات العسكرية الإماراتية وهم في وسط البحر، حيث كانوا يمدونهم بالعتاد والدعم اللازم لاستمرار النضال ضد الميليشيات الإنقلابية.

ففي 12 يوليو استطاعت المقاومة الشعبية وبدعم من الجيش الإماراتي السيطرة على منطقة رأس عمران المدخل الغربي لمدينة عدن، الأمر الذي يؤمن للمقاومة ووحدات جيش الشرعية الجبهة الغربية، وجانب من الجبهة الشمالية، وتعزيز خطوط المقاومة الأمامية في كل من البساتين، وبئر أحمد وبئر فضل، ومنطقة جعولة، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية إماراتية إلى منطقة رأس عمران، تمهيداً للانطلاق نحو بلدة الوهط التابعة لمحافظة لحج، التي يتمركز فيها الحوثيون وميليشيا صالح.

وبعد ذلك بيومين، تم تحرير مطار عدن، ومدينة خور مكسر التي تضم مواقع ومنشآت مدنية وعسكرية حيوية، في إطار خطة تحرير محافظة عدن بالكامل من ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، وذلك في إطار عملية برية وجوية وبحرية، شاركت فيها قوات يمنية مدربة في السعودية للقتال على الأرض، ومقاتلات وبوارج التحالف، أطلق عليها اسم «السهم الذهبي لتحرير عدن».

وكان للقوات المسلحة الإماراتية برفقة الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، الدور الأبرز في تحرير قاعدة العند العسكرية، ومن ثم تحرير محافظة لحج شمال العاصمة المؤقتة عدن من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بعد السيطرة على قاعدة العند في الرابع من أغسطس، وتمشيط مدينة الحوطة، مركز المحافظة من جيوب القوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.

وفي أواخر أغسطس، وبإسهام مميز من القوات المسلحة الإماراتية، دخلت قوات التحالف إلى محافظة مأرب في شمال اليمن، وشاركتها في ذلك قوات عسكرية قادمة من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، تضم مدرعات وآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة، منها راجمات صواريخ ومدافع، ومروحيات أباتشي.

مكاسب.. وشهداء

وحققت الإمارات من خلال مشاركتها في التحالف العربي بمأرب العديد من الإنجازات العسكرية، وقدمت عدداً من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نصرة الشعب اليمني الشقيق، فكان للقوات المسلحة الإماراتية الموجودة في اليمن دور أشاد به الجميع في تحرير مأرب، كما كان لها دورها في المساهمة في تحرير بقية المناطق التي تم طرد ميليشيا الحوثي ــ صالح منها، مثل باب المندب، وصولاً إلى تحرير 75% من أراضي اليمن.

ولأن هدف التحالف العربي في اليمن هو إنهاء الانقلاب وإعادة الاستقرار، فمازالت القوات المسلحة الإماراتية تواصل عمليات تحرير المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، لتبدأ بعد ذلك مهمة القضاء على آثار الحرب في المناطق التي تم تحريرها، وإعادة تهيئتها مرة أخرى للحياة.

وتقوم القوات المسلحة الإماراتية حالياً بدور ريادي في إطار عمليات إعادة الأمل والشرعية إلى اليمن التي تقودها السعودية بالمساهمة، وبشكل فاعل، في بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية اليمنية.

دعم عدن

دولة الإمارات العربية المتحدة وفي إطار مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كانت السباقة إلى تقديم المساعدات الإغاثية الإنسانية، حيث أكد وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني السابق، الدكتور رياض ياسين، مطلع أبريل المنقضي، أنه لا يمكن القبول بأي خطر استراتيجي على أمن الخليج من خلال الارتباطات الخارجية للميليشيات الحوثية، التي تعيث الفساد، وتتبع أجندة سياسية لا تعترف بمعنى حب الوطن والولاء له، وتهدد، عبر اتباعها أيديولوجيات متطرفة، البلدان المتسامحة والأمن والاستقرار الإقليميين.

كما أكد سموه أن «عاصفة الحزم» فزعة أخوية بقيادة سعودية استجابة لطلب من الحكومة اليمنية والرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وعلى اتفاق تام مع الشرعية الدولية للحفاظ على الشعب والدولة والنظام اليمني.

أروع صور الشجاعة

أثنى محافظ مأرب، سلطان العرادة، على الدور الحيوي والأساسي لدولة الإمارات في تحرير مأرب وبقية المناطق اليمنية، مؤكداً أن أبطال الإمارات سطّروا أروع صور الشجاعة في المعارك ضد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.

مساعدات غذائية وطبية

في أواخر شهر أبريل خصصت الإمارات 100 مليون درهم دعماً للجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية، التي تم الإعلان عنها برئاسة نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة، خالد بحاح، والتي تتولى كل قضايا الإغاثة للشعب اليمني الشقيق للتخفيف من محنته جرّاء الحرب. وضمن هذا الإطار، أسقطت القوات الجوية بدولة الإمارات في الـ10 من مايو، 55 طناً من المساعدات الإغاثية في عدن، وتضمنت هذه المواد 36 طناً من المواد الغذائية، و19 طناً من المواد الطبية.

وأوجدت الإمارات حلولاً سريعة وعاجلة لمشكلة انقطاع الكهرباء في معظم مناطق عدن، وبعض مديريات لحج وأبين بكلفة تزيد على 220 مليون درهم شملت تأهيل الشبكة الكهربائية ومحطات التوليد الحالية وشراء مولدات جديدة لمشروع كهرباء عدن.

تويتر