توتر بالحديدة ينذر بمواجهات بين الميليشيات.. والتحالف يقصف مواقع الحوثيين في الضالع وصنعاء

القـوات السودانية تدخــــل معـــركة تحرير تعز.. والانقلابيون يرتكبون مجــزرة فــي المدينة

قوات التحالف دفعت بتعزيزات من القوات السودانية إلى جبهة الشريجة ــ الراهدة لفك الحصار عن مدينة تعز. أ.ف.ب

أعلن المجلس العسكري بمحافظة تعز، أمس، بدء المرحلة الثانية من عملية تحرير المناطق الغربية للمدينة من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وذلك بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية من قوات التحالف، تضم قوات سودانية إلى الجبهة. وفيما ارتكبت ميليشيا الحوثي مجزرة جديدة في المدينة، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع وتجمعات وآليات الانقلابيين في محافظات يمنية مختلفة، لاسيما صنعاء والضالع.

وتفصيلاً، ذكر المجلس العسكري في تعز أن المرحلة الثانية من العمليات العسكرية في الجبهة الغربية للمدينة، بدأت أمس، لاستكمال تحرير المناطق الغربية والشمالية الغربية، في سبيل فك الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر، وفتح الطريق باتجاه منطقة الضباب وهجدة والبرح وصولاً إلى مدينة المخا الواقعة على الساحل الغربي للمدينة.

ووصلت الدفعة الثانية من القوات السودانية، أمس، إلى جبهة الشريجة ــ الراهدة، للمشاركة في المعركة الرامية إلى فك الحصار عن مدينة تعز، وسط استمرار غارات التحالف العربي على المتمردين، فيما كانت الدفعة الأولى وصلت الاثنين الماضي إلى المنطقة.

في الأثناء، تواصلت المواجهات العنيفة في جميع جبهات المدينة الغربية والشرقية، كان أشدها في منطقة الحصب التي حاول الانقلابيون من خلالها التقدم لاستعادة المواقع التي سيطر عليها رجال المقاومة وقوات الشرعية في عملية فك الحصار عبر الجبهة الغربية للمدينة.

وفي الساعات الأولى من صباح أمس، اندلعت معارك ضارية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية، في جبهة كرش ـــ الراهدة، وذلك بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية من قوات التحالف تضم القوات السودانية إلى الجبهة.

وأشارت مصادر عسكرية ميدانية إلى أن طائرات التحالف قصفت مواقع للميليشيات ودمرت عدداً من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات في منطقة الشريجة جنوب مدينة الراهدة، التي تبعد عن مدينة تعز نحو 60 كيلومتراً.

أما المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف فقصفت موقعاً وتحصينات للميليشيات شمال منطقة الشريجة بالمدفعية والصواريخ، وتمكنت بعدها من استعادة بعض المواقع التي كانت الميليشيات تتمركز فيها.

وأكد مصدر في المقاومة الشعبية، جنوب محافظة تعز، أن المقاومة والجيش الوطني تلقيا مزيداً من التعزيزات العسكرية خلال الساعات الماضية، في جبهات القتال الممتدة من شمال باب المندب إلى منطقة الشريجة جنوب شرقي تعز. وأشار إلى أن أعداداً كبيرة من مقاتلي المقاومة التحقوا بجبهات القتال.

وأكد قائد جبهة الضباب، العميد عدنان الحمادي، استمرار المواجهات وتطهير منطقة نجد قسيم وانضمام المزيد من المواطنين للقتال في صفوف المقاومة الشعبية في منطقة قراضة والمسراخ لطرد الميليشيات. من جهته، قال مسؤول في المقاومة الشعبية في جبهة الوازعية، إن اشتباكات عنيفة دارت في منطقة الجنشية شمال معسكر العمري في مديرية ذباب على الشريط الساحلي غرب تعز، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

من جهته، ذكر الناشط حامد علي، من أبناء مدينة الدمنة، لـ«الإمارات اليوم»، أن رجال المقاومة استهدفوا، أمس، تجمعاً للانقلابيين في هجوم نوعي بالقنابل اليدوية في منطقة الصرام على الطريق الواصل بين المسراخ ودمنة خدير، لقي خلاله ثمانية من الانقلابيين مصرعهم، وأصيب عدد آخر منهم.

وذكر مصدر في المقاومة أن معارك اندلعت بين الجانبين بالقرب من جبل حمالة، الذي تسيطر عليه قوات الشرعية والمقاومة، أثناء محاولة الانقلابيين التقدم نحوه.

في الأثناء، شنّت مقاتلات التحالف أمس، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع وتجمعات الانقلابيين وقوات المخلوع صالح في عدد من المحافظات، حيث استهدفت في محافظة الضالع (وسط اليمن) تجمعات للانقلابيين في مدينة دمت ومنطقة مريس، أدت إلى تدمير آليات عسكرية وسقوط قتلى وجرحى، وفقاً لمصدر بالمنطقة.

وفي العاصمة صنعاء، جدّدت مقاتلات التحالف قصفها على جبل النهدين المطل على دار الرئاسة جنوب صنعاء بثلاث غارات جوية، كما استهدفت معسكر ألوية الصواريخ بفج عطان غرب العاصمة.

واعترفت ميليشيات الحوثي بتعرض مواقع تابعة لها في منطقة صرواح غرب مأرب، وفي مفرق الجوف شمال محافظة مأرب لغارات عدة من طائرات التحالف، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وتدمير آليات وعتاد حربي تابع للميليشيات في تلك المناطق.

وفي محافظة الحديدة، ذكر سكان محليون في المدينة أن المقاومة في إقليم تهامة استهدفت تجمعاً لعناصر الميليشيا في شارع الميناء، بعبوات ناسفة أسفر عن مقتل العشرات من الانقلابيين، الذين كانوا يقومون بجولات ميدانية بالمنطقة، كما نفذت هجوماً آخر بقنبلة يدوية على تجمع للميليشيا أمام مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في شارع زايد، وفقاً لسكان محليين.

في الأثناء، ذكر الرائد يوسف التعزي، أن معسكر القتال التابع للواء العاشر حرس جمهوري الموالي للمخلوع صالح، يشهد توتراً شديداً بين ميليشيا الانقلاب ومنتسبي المعسكر، نتيجة خلافات حول نهب أسلحة ومعدات عسكرية.

وقال الرائد التعزي لـ«الإمارات اليوم» إن المعسكر الواقع في كيلو 16 بالحديدة، يشهد توتراً ينذر بتجدد المواجهات بين الطرفين نتيجة الخلافات التي أدت سابقاً إلى اشتباكات بين الجانبين، بسبب كمية أسلحة ومعدات يسعى كل طرف للاستيلاء عليها.

وأضاف أن هناك عناصر مسلحة بالزي المدني تنتمي للانقلابيين الحوثيين تفرض شبه طوق أو حصار على المعسكر، وتنتشر بين الأشجار والمزارع والقرى المحيطة بالمعسكر، وأن الوضع يشهد توتراً كبيراً قد يتسبب في تجدد الاشتباكات.

في الأثناء، ارتكبت ميليشيات الانقلاب، أمس، مجزرة بشعة في مدينة تعز، باستهدافها تجمعاً لمواطنين حول برميل مياه جوار جامع الكويت في حوض الأشرف وسط المدينة بقذائف المدفعية، وذكر الطبيب توفيق عبدالمجيد، لـ«الإمارات اليوم» أن ثلاثة أطفال توفوا نتيجة القصف فيما أصيب 14 مدنياً بجروح متفاوتة. وأشار عبدالمجيد إلى أن المدينة تعاني نقصاً كبيراً في الأدوية، بشكل عام، فيما انعدمت أدوية السرطان والحروق ومتطلبات أمراض الكلى، وقال: إننا في تعز مقبلون على كارثة مفجعة نتيجة نقص الأدوية، ونتيجة إغلاق الشركات الموردة لها، والحصار الذي تفرضه ميليشيا الانقلاب على المدينة منذ أشهر.

وأضاف أن مستشفيات المدينة لم تتمكن خلال الفترة القليلة الماضية من استقبال حالات مرضية، والمصابين في جبهات المعارك، لنقص الأدوية وعدم توافر الخدمات الطبية، نتيجة الحصار وانقطاع الكهرباء والمياه عن المرافق الصحية، فضلاً عن استهداف المراكز والمستشفيات الطبية بالمدينة من قبل الانقلابيين بشكل مباشر. ورغم إيجاد الحلول البسيطة لاستقبال بعض الحالات من قبل أطقم طبية متطوعة من أبناء المدينة، إلا أن مشكلة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية تقف عائقاً أمام نجاح تلك المبادرات.

وكان الانقلابيون قصفوا، فجر أمس، أحياء متفرقة في المدينة، بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، مستهدفين جبل الشماسي وحارة الزهراء والروضة وسط المدينة والعديد من الأحياء السكنية.

تويتر