مشاركون أكدوا أن مفاتيح التنوير بأيدي المؤسسات الإعلامية

«الفجيرة الإعلامي»: الازدواجية الفكرية أسهمت في نشأة الإرهاب

مشاركون في «الفجيرة الإعلامي» طالبوا بخطاب تنويري جديد. من المصدر

أكد مختصون على وجود مفاتيح للتنوير يجب على المؤسسات الإعلامية الالتزام بها، باعتبارها مداخل للوصول إلى التنوير الإيجابي في الإعلام، مشيرين إلى أن التصدي للفساد والظلم والأنظمة القمعية، أهم خطوات تحقيق التنوير.

ربط الاستبداد بالتنوير

استبعد رئيس تحرير تلفزيون «فرانس 24»، عثمان تزغارت، ربط الاستبداد بالتنوير، لأنهما مختلفا القطب، لا يمكن أن يلتقيا، مشدداً على تجديد مفاهيمنا التي رسخت الفكر الصحيح الذي يقوم على العدل والمساواة وعدم نبذ الآخر، واحترام الرأي الآخر، وعدم الابتعاد إلى مفاهيم ضيقة لا تكرس إلا التطرف والاستبداد.

وانتقد تزغارت التجارب العربية الحديثة في الإطار التنويري، التي أنجرت وراء التكنولوجيا الحديثة للغرب، ونسيت تطوير العقل العربي والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن فكرة التنوير تتعارض مع الفكر الديني المتطرف.

 

وأفادوا، خلال جلسات اليوم الثاني من ملتقى الفجيرة الإعلامي، أمس، بأن الازدواجية الفكرية أسهمت في نشأة الإرهاب على مستوى العالم، عن طريق تنظيم «داعش»، إذ يحوي هذا التنظيم عدداً كبيراً من فئة الشباب أصحاب الشهادات والمستويات العلمية العليا، الذين عايشوا الفكرين العربي والأوروبي.

وأشاروا إلى أنه يجب ترسيخ خطاب تنويري جديد يهدف إلى التحرّر من الظلام الذي يشيعه ويشعله تجّار الدين، يتأسس على المُنجز المعرفي الذي خلفته وراكمته الأمَّة على مدار تاريخها، وصياغة الخطاب القديم بعد استئصال زوائده التي لا لزوم لها.

وأدار الباحث العراقي، الدكتور ياس البياتي، الجلسة الثالثة من الملتقى التي حملت عنوان «التنوير في الإعلام المرئي»، وأكد دور الصحافة في نشر الوعي بين الجمهور، مشيراً إلى اتخاذ بعض وسائل الإعلام اتجاهات خطرة لم تخدم المجتمع بل سعت إلى تهديمه.

واستعرض الشاعر المصري، أحمد الشهاوي، ورقة عمل، حول دور صحيفة الأهرام في عملية التنوير منذ تأسيسها، واضعاً مقارنة بين الدور التنوير الكبير الذي أقيم في فترة الستينات من القرن الماضي، والوقت الجاري.

وعرض رئيس تحرير صحيفة «الخبر» العراقية، الدكتور فاضل البدراني، في ورقة عمله، التجربة العراقية ودور الإعلام العراقي في مستقبل التنوير، مؤكداً وجود سياسة تلغيم إعلامي وفكري واسعة النطاق منذ عقود من الزمن، كما أسهمت الجهات الخارجية في رسم سيناريوهات إعلامية خطرة، الهدف منها إيجاد حالة من التشظي والتفكيك والتجزئة لمكوناته، وإثارة فكرة المطالبة بحقوق الطائفة، أو العرقيات أو المجموعات أو العشائرية، على حساب ضياع الهوية الوطنية العراقية الجامعة.

تويتر