موظفون في «الشرطة والجمارك والبلدية والصحة» شاركوا في التصويت

النقل الجماعي للناخبين سمة اليوم الأخير من «التصويت المبكر» في دبي

صورة

شهد اليوم الثالث والأخير من فعاليات التصويت المبكر في الانتخابات البرلمانية، تدفق مئات من الناخبين الذين استقلوا سيارات للنقل الجماعي وفرتها لهم اللجنة الفرعية للانتخابات في دبي، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، في مسعى وصفه مسؤولون بأنه «يدعم العملية الانتخابية عبر مساعدة الناخبين على التصويت والمشاركة السياسية في الحدث المهم».

ورصدت «الإمارات اليوم» توافد ناخبين ينتمون إلى جهات حكومية مختلفة في دبي، أبرزها هيئة الصحة والشرطة والجمارك والبلدية، التي وفرت مواصلات جماعية مجانية لموظفيها، وأرسلت إدارات بعض هذه الدوائر رسائل وتعميمات لحث موظفيها على المشاركة في مرحلة التصويت المبكر في الانتخابات.

رحلة تصويت

أدلى أعضاء الهيئة الانتخابية في إمارة دبي، أمس، بأصواتهم في ختام أيام «التصويت المبكر» الثلاث، والتي كان مقر مركزها الانتخابي في مركز دبي التجاري العالمي، إضافة إلى ثمانية مراكز أخرى موزعة على مستوى الدولة، سبقها توزيع أكثر من 100 شعار «صوت للإمارات» على مستوى دوائر حكومة دبي.

وعلى الرغم من بروز تجربة سيارات النقل الجماعي لتوصيل الناخبين من مركز الاقتراع في دبي وإليه، إلا أن بعض المرشحين حذروا من إمكانية أن يفرز ذلك حالة استقطاب لموظفي دائرة بعينها لأجل التصويت في مصلحة مرشح معين يعمل في الجهة الحكومية ذاتها، وما قد يسببه ذلك من تأثير سلبي في التجربة التي اتسمت بالنزاهة والشفافية منذ بدأت.

من جهتها، أكدت رئيس لجنة الانتخابات في دبي، عفراء البسطي، لـ«الإمارات اليوم»، أنها «أصدرت تعليمات للجنة بألا تتدفق أفواج الناخبين الآتين معاً في صورة جماعية للتصويت، أو يدلون بأصواتهم في أجهزة إلكترونية متجاورة، حتى لا يؤثر أحدهم في الآخر، لضمان استقلالية ونزاهة عملية الإدلاء بالصوت أمام الجهاز».

واعتبرت أن «تدفق أعداد كبيرة من الناخبين خلال اليوم الأخير لمرحلة التصويت المبكر، يعد نتيجة منطقية، فهناك ناخبون من أصحاب الفرص الأخيرة في التصويت خلال أيام العمل الرسمية، إذ إن يوم الانتخاب الرئيس المقرر في الثالث من أكتوبر المقبل سيصادف يوم السبت، وهو يوم إجازة رسمية للقطاع الحكومي، وتالياً شهدت اللجنة اليوم حضوراً كثيفاً من موظفي القطاع الحكومي».

وقللت البسطي من تأثير وجود مرشح معين يعمل في دائرة حكومية طلب إلى موظفيه الحضور والتصويت في لجنة دبي، قائلة «تدفق إلينا في اللجنة ناخبون كثيرون من قطاع الأمن والشرطة مثلاً، على الرغم من عدم وجود مرشحين من شرطة دبي».

وتابعت: «توجد حواجز بين أجهزة التصويت وحول الشاشات، وتجري العملية بسرية كاملة، ونضمن لكل ناخب حرية اختيار المرشح أمام الجهاز، وأستطيع أن أؤكد نجاح تجربة الانتخابات عن طريق التصويت المبكر وما أعطته للناخبين من فرص إضافية بالتواجد في أوقات مختلفة بعيداً عن الزحام في يوم الانتخاب العام».

وأشارت إلى أن «إقبال الشباب في اليوم الأخير للتصويت المبكر كان لافتاً، ما يعني أن رسالة اللجنة الوطنية للانتخابات بضرورة المشاركة السياسية لهذه الفئة وصلتهم ولبوا النداء، كما لاحظنا فرحة الناخبين الشباب بمشاركتهم، وورود أسمائهم ضمن الهيئة الانتخابية، وإحساسهم بأنهم يصوتون إلى الوطن، ما ترك بصمة إيجابية داخلهم».

 

نقل الموظفين

وكان نائب المدير العام لديوان صاحب السمو حاكم دبي، رئيس لجنة الإمارة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، أحمد بن حميدان، قال لـ«الإمارات اليوم»، قبل أيام، إن «اللجنة نسقت مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، لتوفير خدمة النقل المجاني من وإلى مركز الاقتراع، لنقل موظفي حكومة دبي الراغبين في المشاركة بالتصويت المبكر من أعضاء الهيئة الانتخابية للإمارة، وتم توزيع الموظفين على الأيام الثلاثة المقررة لعملية التصويت المبكر».

وشرح بن حميدان حينها أن «اللجنة الفرعية في دبي توفر هذه الميزة للمرة الأولى للتسهيل على أعضاء الهيئات الانتخابية، وفي سبيل ذلك تم التنسيق مع دوائر الإمارة لاستخدام هذه الخدمة خلال الأيام الثلاثة، فمنهم من اختار المشاركة في اليوم الأول، ومنهم من اختارها في الثاني، ومنهم من فضل اليوم الثالث، حتى نضمن مشاركة سلسة في التصويت، دون أي معوقات أو ازدحامات متوقعة».

 

مرشحو الشرطة

وبين أبرز الناخبين الذين حضروا بصورة جماعية، وفد من مرشحي ضباط وصف ضباط من أكاديمية شرطة دبي، إذ تجاوز عدد الناخبين 160 مواطناً، تم إحضارهم في سيارات نقل جماعي تابعة للأكاديمية، لأجل المشاركة في التصويت مع ورود أسمائهم في أعضاء الهيئة الانتخابية للإمارة.

من ناحيته، قال مدير أكاديمية شرطة دبي، العميد غيث غانم سيف السويدي، إنه «بناءً على توجيهات القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، حرصنا على مشاركة الطلبة المرشحين في يوم العرس الانتخابي بهدف مواكبة ما يدرس في الأكاديمية من علوم نظرية ودمجها بالواقع، فنحن ندرّس القانون والأنظمة السياسية والدستورية، وكان ينبغي أن نشارك في الانتخابات ليكون ذلك بمثابة تجربة عملية للطلاب، إذ يدرس الطلبة في مادة النظم السياسية، الديمقراطية وأسسها، ويشارك الطلاب حالياً في تجربة عملية، إذ حضر فعلياً 160 طالباً كلهم يدرسون الدراسات القانونية والشرطية في الأكاديمية، فيما حرصنا على أن يدلوا بأصواتهم بأمانة بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات».

في سياق موازٍ، أفاد مدير جمارك دبي، أحمد محبوب مصبح، بأن «المشاركة في الانتخابات واجب وطني يعكس مدى شفافية الدولة والتلاحم المجتمعي مع القيادة، إذ نودي في المواطنين بالمشاركة والتفاعل مع الانتخابات، وها هم يلبون النداء، ويشاركون بكثافة في العملية الانتخابية».

ووفرت «جمارك دبي» مواصلات مجانية لموظفيها من الراغبين في الانتخاب خلال مرحلة التصويت المبكر، وقال مصبح إنه أرسل تعميماً على مستوى الدائرة لحث الموظفين على المشاركة والذهاب إلى الانتخابات، بعد تنسيق مسبق مع اللجنة الوطنية للانتخابات، وتم توفير سيارات نقل جماعي فعلياً لنقل الموظفين للإدلاء بأصواتهم.

ونوه مدير جمارك دبي بتفاعل دوائر حكومة الإمارة مع مرحلة التصويت المبكر، ودور اللجنة الفرعية في دبي بتوفير سيارات نقل جماعي بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، لافتاً إلى أن ذلك «ينعكس إيجاباً على سمعة الدولة وأدائها وتصنيفها عالمياً، ويضمن استدامة التطور الذي تحقق في الإمارات، وينعكس بصورة بارزة على حياة المواطنين والمقيمين كذلك».

تويتر