الغفلي: لا ينبغي إهمال «الوسائط» في مجتمع يحمل فيه 70% من السكان هواتف ذكية

تفاعل ضعيف بين المرشحــين والناخبين على الشبكات الاجتماعية

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في لفت أنظار الناخبين إلى المرشح أمر حيوي. أرشيفية

شهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات، خلال الأيام الأولى لبدء الحملات الدعائية والإعلامية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي، ضعفاً في التفاعل بين جمهور المواطنين والمرشحين من حيث طرح المطالب والموضوعات ذات الأولوية، ومناقشة البرامج الانتخابية، فيما اكتفى معظم أصحاب الحسابات بنشر صورة ورقم المرشح الذي يدعمه صاحب الحساب، وذكر بعض التفاصيل الخاصة بمسيرته المهنية وخبراته.

وعزا مرشحون هذا الضعف إلى انشغال النسبة الأكبر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية في متابعة أخبار شهداء الوطن، والتفاعل القوي للحكومة مع الأمر، وكون أغلب الناخبين مازالوا حالياً في مرحلة الاطلاع الأولى على البرامج التي يطرحها المرشحون والمفاضلة بينها، متوقعين أن يشهد الأسبوع الثاني من فترة الدعاية الانتخابية زيادة تدريجية للتفاعل.

تكتيك التواصل

واعتبر الوكيل المساعد لوزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات، الدكتور سعيد محمد الغفلي، أنه من الضروري جداً تفاعل المرشحين بكل الطرق والوسائل الممكنة لنشر أفكارهم وبرامجهم الانتخابية بين أعضاء الهيئات الانتخابية.

وقال إن «تكتيك التواصل مع الناخبين يختلف من مرشح إلى آخر، وهناك بعض الحالات لمرشحين لم يهتموا فعلاً بشبكات التواصل الاجتماعي في التفاعل مع القواعد الشعبية التي ينوون تمثيلها في البرلمان، بينما في المقابل هناك نماذج أكثر جدية في هذا الأمر، اقتناعاً منهم بالدور الحيوي والتأثير القوي لوسائط التواصل الاجتماعي».

ولفت إلى أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في لفت أنظار الناخبين إلى المرشح أمر حيوي، إذ يخاطب فئة من المرشحين (المتلقين للمعلومة) من غير الفئات المتعارف عليها والتي تستقي معلوماتها من وسائل الإعلام التقليدية (صحف، إذاعة، تلفزيون)، وتالياً ينبغي على المرشح أن يطرق هذا الباب أيضاً للتواصل مع تلك الشريحة.

وتابع: «بعض المرشحين يظنون أن وجودهم التقليدي في إعلانات الطرق والإذاعة والصحف والتلفزيون هو الأكثر تأثيراً، ويهملون وسائط التواصل الاجتماعي، في مجتمع يحمل فيه نحو 70% من السكان هواتف ذكية، وهنا يستطيع المرشح الوصول إلى هذه الشريحة بسهولة عبر التطبيقات الموجودة أصلاً على الهواتف، ما يسهم في تعزيز الحراك الشعبي والتشجيع على الذهاب إلى مقار الانتخابات والتصويت والتفاعل».

وقال العضو السابق في المجلس والمرشح للدورة المقبلة، حمد الرحومي، إن الأيام الأولى للحملات الدعائية تمثل مرحلة المفاضلة لدى جمهور الناخبين بين المرشحين، فهم يطالعون حالياً البرامج الانتخابية المطروحة ويفاضلون بينها، وتتم عملية تصفية تدريجية يستقر فيها الناخب على مرشحين أو ثلاثة يبدأ وقتها في التفاعل معهم، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو التواصل المباشر، لمناقشتهم في برامجهم، وطرح مطالبه عليهم.

وأشار إلى أن النسبة الأكبر من المرشحين للدورة المقبلة من الوجوه الجديدة في العمل البرلماني، لذا لا يوجد لدى الجمهور معرفة سابقة بما يمكن أن يقدموه، لذا تستغرق عملية التفاعل معهم وقتاً أطول حتى يتم المفاضلة بينهم في المقام الأول، فالناخب لن يناقش عشرات المرشحين على إمارة دبي، على سبيل المثال، في برامجهم، وانما ينتقي ويستبعد منهم من يراه قريباً من اتجاهه، وحين يصل إلى عدد معين يبدأ التفاعل.

ولفت إلى أن طبيعة المجتمع الإماراتي تجعل مسألة القرابة والعلاقات الشخصية ذات تأثير قوي في التفاعل مع المرشح.

وأشار المرشح الإعلامي مصطفى الزرعوني إلى أن معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدولة انشغلوا خلال الفترة الماضية بمتابعة أخبار شهداء الوطن في اليمن، ومتابعة الحكومة لهم، وزيارات الشيوخ لأسر الشهداء، الأمر الذي لم يترك مجالاً كبيراً للتفاعل مع مرشحي المجلس الوطني، خصوصاً أن الهيئة الوطنية للانتخابات أرجأت بدء الحملات الدعائية لمدة يومين حداداً على الشهداء.

وقال إن عملية التمكين السياسي في الدولة لاتزال في مرحلة النمو، ولايزال وعي النسبة الأغلب من الجمهور بطبيعة صلاحيات المجلس وأعضائه محدودة، الأمر الذي بدوره يؤثر في إمكانية وجود تفاعل قوي ومناقشات موسعة سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو بالاتصال المباشر بين الجمهور والمرشحين.

ولفت إلى أن طبيعة المجتمع الاماراتي، والعربي بشكل عام، تمنع أشخاصاً كثيرين من طرح أسئلة على الصفحات العامة، إذ يعتقدون أن هذا الأمر انتقاص لهم، كون الآخرين سيرونهم ضعاف المعرفة، لذا يفضلون التواصل الشخصي مع المرشح، وفي مجتمع معظم مواطنيه يعرفون بعضهم بعضاً مثل الإمارات، الاتصال المباشر لا يشكل أزمة أو صعوبة.

الصوت الواحد

وأرجع المرشح سلطان الشامسي هذا الضعف إلى عوامل عدة تقع المسؤولية فيها على اللجنة الوطنية للانتخابات، ومنها اعتماد نظام الصوت الواحد، والتصويت المبكر، موضحاً أن المجتمع الإماراتي تحكم مواطنيه العلاقات الشخصية والقرابة أكثر من الاعتبارات الأخرى، لذا فإن انحصار مجال الاختيار أمام الناخب على شخص واحد يضعه في حرج تام، ما يدفعه إلى تفضيل عدم التصويت أو الابتعاد عن النقاش بدلاً من اختيار شخص واحد من أصل ثلاثة أو أربعة مرشحين تربطهم به علاقات صداقة أو قرابة.

وأضاف: «عملية التصويت المبكر سيكون لها تأثير واضح في تفاعل الناخبين مع المرشحين، فمن خلال الايام الماضية اهتمت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار شهداء الوطن وزيارات الشيوخ، وتم تأجيل الحملات الدعائية للمرشحين، واعتباراً من الاسبوع المقبل سيبدأ المرشحون في الوجود بقوة أكبر على مواقع التواصل، ما يعني أن التفاعل سيزداد خلال الفترة المقبلة، في وقت سيأتي موعد التصويت المبكر أثناء استمرار الحملات الدعائية ليضيق المساحة الزمنية المتاحة للتفاعل بين طرفي العملية».

للمزيد من التفاصيل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر