«التنظيم» يملك 90 ألف صفحة عربية على «فيس بوك» و«تويتر»

ضاحي خلفان يطالب بتحليل «محادثـات داعش» عبر الإنترنت لإنقاذ الشباب من الإرهـاب

ضاحي خلفان عقد ندوة رمضانية حول الجرائم الإلكترونية. من المصدر

طالب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، بتشكيل فريق من الخبراء الأمنيين المختصين في علم النفس والاجتماع لتحليل المحادثات التي تدور عبر الإنترنت بين الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم «داعش» الإرهابي ومن يتم تجنيدهم، والتوصل إلى وسيلة لإنقاذ الشباب من فخ الإرهاب.

وقال خلفان، خلال ندوة رمضانية عقدت بمجلسه حول «الجرائم الإلكترونية»: إن «(داعش) يملك بنية تحتية تقنية ومواقع إلكترونية بلغات مختلفة تفوق دولاً، وإذا كان قادراً على غسل أدمغة الشباب وإقناعهم بالموت من خلال تفجير أنفسهم، فمن الأسهل علينا أن نقنعهم بالحياة».

وكشفت دراسة أعدتها مؤسسة وطني الإمارات، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، وخدمة الأمين، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، أن معظم عمليات التجنيد التي يقوم بها «داعش» تتم عبر مواقع التواصل الإلكتروني، وتطبيقات الألعاب المدعومة بخدمة الدردشة، مبينة أن التنظيم يملك أكثر من 90 ألف صفحة على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» باللغة العربية، و40 ألفاً بلغات أخرى، ويسعى لتأسيس شبكة تواصل خاصة به لتفادي حجب صفحاته يطلق عليها «خلافة بوك».

وتفصيلاً، أكد مشاركون في ندوة حول الجرائم الإلكترونية، أن هناك ثغرات كثيرة في الإنترنت يتسلل منها هذا النوع من المجرمين، وكذلك التنظيمات الإرهابية، مثل «داعش»، التي تملك القدرة على غسل أدمغة شباب يعيشون في دول متقدمة ومستوى اجتماعي جيد، وإقناعم بالسفر إلى العراق وسورية وتنفيذ عمليات إرهابية.

وقال الفريق ضاحي خلفان، إن التجنيد الإلكتروني من جانب «داعش» يُعد أخطر هذه الجرائم، خصوصاً في ظل امتلاك هذا التنظيم عشرات المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي على «فيس بوك» و«تويتر» بلغات مختلفة، مشيراً إلى ضرورة فهم وتحليل المحادثات التي تدور مع الشباب المستهدفين ومعرفة كيفية إقناع شاب أو شابة في دولة أوروبية بالسفر آلاف الأميال للعيش في خرابات وتنفيذ عمليات إرهابية.

وأضاف: «من الواضح أن هذا التنظيم المتطرف لديه خبراء في إعادة برمجة عقول هؤلاء الشباب، وزرع أهدافه ورؤيته بها، وظهر هذا جلياً في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، إذ نفذه شاب سعودي ليس له أي سجل إرهابي، ولم يكن على قائمة المشتبهين أو المطلوبين»، مؤكداً ضرورة وجود فريق من المحللين المختصين لدى الأجهزة الأمنية لدراسة هذه الظاهرة، والتوصل إلى اللغة التي تستخدم في تجنيد هؤلاء الشباب، وإذا كان «داعش» يقنعهم بالانتحار بتفجير أنفسهم، فيجب أن نجد الطريقة لإقناعهم بالحياة وحمايتهم من هذا التهديد.

إلى ذلك، قال المدير العام لمؤسسة وطني الإمارات، ضرار بالهول الفلاسي، في إطار دراسة عرضها بالندوة، إن هناك أربعة أشكال رئيسة للإرهاب الرقمي، حسب تحليل الخبراء الأمنيين وهي، التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجمع التبرعات المالية، وتسويق التحركات العسكرية للتنظيم، والأنشطة التي تسعى لنشر فكر التنظيم بين زوار مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف أن تلك الجماعات الإرهابية تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف ابتزاز الشباب والفتيات عاطفياً، لضمهم إليهم أو تمويلهم، ما يستدعي سرعة التحرك للتصدي لها من خلال إغلاق حسابات أصحابها وتعطيل خوادم المنتديات الإرهابية بشكل نهائي، موضحاً أن «داعش» ينشط على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» وشبكات أخرى مستهدفاً المسلمات القاصرات، ونجح في ضم 50 فتاة وامرأة بريطانية تراوح أعمارهم من 16 إلى 24 عاماً، و10% منهن توجهن إلى سورية للقتال.

ولفت الفلاسي إلى أن حسب دراسة أعدتها المؤسسة، فإن 3400 شاب ينضمون إلى «داعش» شهرياً عن طريق حملات التنظيم الإلكتروني، التي تتم عبر نحو 90 ألف صفحة باللغة العربية على «فيس بوك» و40 ألف صفحة أخرى بلغات مختلفة، لافتاً إلى أن التنظيم يسعى لإنشاء شبكة تواصل تسمى «خلافة بوك» لتفادي حجب صحفاته من قبل إدارات شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن كثيراً من عمليات التجنيد تتم ــ وفق الدراسة ــ عبر مواقع وتطبيقات الألعاب الإلكترونية، خصوصاً تلك التي تتسم بالعنف، وتزود بغرف دردشة يتم من خلالها التواصل مع الشباب ثم إقناعهم بأفكار هذه الجماعات المتطرفة.

وأضاف أن الطفل أو المراهق يمارس هذه الألعاب العنيفة بشكل افتراضي وبعد سنوات قليلة يصبح لديه الاستعداد لتطبيقها في الواقع، لذا تحرص الدولة على منع الألعاب التي تؤثر نفسياً في النشء وتجعله عرضة للاستغلال.

وذكر أن الدولة بحكم موقعها الجغرافي ووضعها الاقتصادي والتجاري المتقدم عرضة للهجمات الإلكترونية، حتى إنها احتلت المرتبة الثانية في قائمة أكثر الدول تعرضاً لهذا النوع من الجرائم في الشرق الأوسط، بواقع 4.3 ملايين هجمة، منها 2.5 مليون عبر الشبكات، لكن التصدي لها يتم بقوة.

وأوضح الفلاسي أن شركات نظم الحماية ربما تبالغ أحياناً في الإحصاءات والأرقام، لبيع منتجاتها، لكن الجريمة الإلكترونية تمثل خطراً عالمياً، لافتاً إلى أن الإشكالية تتمثل في الإبلاغ فقط عن قرابة 20% من الجرائم.

وأشار إلى أن الابتزاز يُعد من الصور الشائعة للجريمة الإلكترونية، وتلقت خدمة الأمين التابعة لأمن الدولة 412 بلاغاً من مختلف إمارات الدولة خلال العام الماضي. إلى ذلك، قال مدير خدمات جودة أمن المعلومات بالإنابة في الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، المهندس غيث المزينة، إن الهيئة من جانبها تحرص على توفير الحماية من خلال نظام رصد مبكر، فضلاً عن إطلاق حملة موسعة بالتعاون مع خدمة الأمين لمكافحة جرائم الابتزاز.

وأضاف أن الإشكالية التي رصدتها الهيئة عبر الحملة، جهل كثير من المستخدمين بطبيعة التطبيقات الذكية التي يحملونها على هواتفهم، نتيجة عدم قراءة شروط وأحكام تنزيلها، ما يعرض بياناتهم الشخصية للاختراق والسرقة.

تويتر