المغفور له حرص على الالتقاء مباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم

المزروعي: زايد اعتمد نهج الشورى أساساً للعمل البرلماني الإماراتي

الشيخ زايد كان حريصاً جداً على حضور افتتاح أدوار الانعقاد العادية للبرلمان. أرشيفية

اعتبر أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور محمد سالم المزروعي، أن «مؤسس الدولة وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان يعتمد نهج الشورى دائماً في قراراته ومواقفه، الإنسانية منها والاقتصادية والاجتماعية، وهو الذي دعم المجلس الوطني الاتحادي في بدايات تأسيسه على هذا النحو، فقد حظي المجلس، كونه إحدى السلطات الدستورية الخمس منذ تأسيسه باهتمام ودعم غير محدود، ما مكن البرلمان الإماراتي من متابعة مسيرة التنمية ومناقشة المشكلات ووضع حلول عملية لها».

مقولة شهيرة تدعم الرأي والمشورة

لفت الدكتور محمد سالم المزروعي إلى مقولة شهيرة للمغفور له الشيخ زايد، عندما خاطب الأعضاء في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث منتصف السبعينات: «إن مسؤولية بناء النهضة في هذا البلد لا تقع على الحكومة وحدها، ولكن الشعب الذي تمثلونه يشارك في هذه المسؤولية، يشارك بالرأي والفكر والمشورة، وبالعمل الدائب والجهد الخلاق». ورصد المزروعي ما سماه «أول مظاهر اهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بدور المجلس الوطني الاتحادي حرصه على حضور المناقشات والمداولات التي تعنى بقضايا وشؤون الدولة والمواطنين، فقد شارك بنفسه في عام 1975 في جلسة تاريخية، شارك فيها بنفسه ضمن مناقشات برلمانية حول دور وواجبات الأعضاء في التعامل مع قضايا المواطنين».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/335171.jpeg


«جماهير الشعب تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وتتطلع إلى مجلسكم لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر.. لنا وللأجيال الصاعدة».

من خطاب للشيخ زايد عام 1972

وروى المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، تفاصيل تتعلق بنهج الشورى الذي اتبعه وأرسى دعائمه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائلاً إن «المغفور له بإذن الله بلور، من خلال المجلس الوطني الاتحادي، قناعاته بجدوى مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، انطلاقاً من قناعته الشخصية بأن البرلمان الوطني بمثابة إحدى المؤسسات السياسية، التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية التنمية».

وأشار أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، الذي كان عضواً في المجلس نفسه قبل 31 عاماً، لثلاثة فصول تشريعية عام 1984 وحتى 1991، إلى أن «المجلس الوطني منذ انطلاق عمله، وحتى الآن، مارس دوره بجدية في ما يتعلق بترسيخ مبادئ الممارسة السياسية من منطلق فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وشارك البرلمان الإماراتي، كما رآه زايد، في كل قضايا المجتمع، منذ بدايات تأسيس الدولة، وصولاً إلى مرحلة التنمية والازدهار التي نعيشها حالياً، وهو الذي كان يرى في المجلس عوناً للحكومة على القيام بواجباتها وشريكاً لها في المسؤولية الوطنية، وعاملاً على تحقيق التوازن بين السلطات المختلفة في الدولة»

مسيرة البناء

وتذكر أمين عام المجلس الوطني الاتحادي مواكبة المجلس مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات، منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972، مع انطلاق تجربة الاتحاد، وأسهم بتوجيه منه وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات حينذاك في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب، وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع، عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية، وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي، ما مكن المجلس من أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية».

وأكد المزروعي أن «الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، آمن بالشورى منهجاً له في قيادته للعمل الوطني، كما ينبع من عقيدته في الحياة التي ترتكز على الإيمان بالله وبالاعتماد عليه سبحانه وتعالى في كل خطواته».

لقاءات المواطنين

وأضاف المزروعي، العضو المؤسس في اجتماعات الأمناء العامين في المجالس الخليجية، أن «المغفور له وطّد واتبع نهج الشورى، وتمثل ذلك بوضوح في حرصه البالغ على اللقاءات المفتوحة المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم، من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، من عمق التلاحم الصادق بين القيادة والشعب، حيث كان يؤكد رحمه الله هذا النهج الذي يرتكز على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية بقوله: «إن بابنا مفتوح، وسيظل كذلك دائماً».

وتابع: «كان للمغفور له بإذن الله مواقف كثيرة في إطار فلسفة الحاكم، ونهج الشورى، فقد كان طيب الله ثراه يقول: (إن الحاكم، أي حاكم، ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم، ومن أجل هذا الهدف يجب أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشكلاته، ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم)، كما عهدناه دائماً حريصاً على إتاحة الفرص الواسعة أمام أبنائه المواطنين، ليشاركوا في مسؤوليات العمل الوطني، وأذكر له مقولة في هذا الصدد حينما قال: (إن الحاكم حينما يكون مطمئناً وواثقاً يوكل إلى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته، للوصول إلى ما هو أفضل للوطن)».

وحسب المزروعي، فإن «حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نهج الشورى لم يكن فقط عند تجربة البرلمان، فقد كان يجوب المدن والمناطق على مستوى الدولة، يتابع يوماً بعد يوم مواقع العمل والإنتاج، ويعزز التلاحم مع المواطنين، ويتلمس رغباتهم واحتياجاتهم ويلبيها، وكان حريصاً على أن يراه المسؤولون بأعينهم في المواقع المختلفة، ومن دون سابق تحضير، سعياً منه إلى ترسيخ المثل الذي يحتذى من قِبَل المسؤولين في قضاء حاجات الناس والوطن».

البدايات الأولى

وتطرق المزروعي إلى البدايات الأولى، حينما تسلم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم، وهو طيب الله ثراه «الذي أدرك أهمية الشورى وتبادل الرأي في كل ما يتعلق بالوطن والمواطنة، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقله وقلبه، وهو نهج ارتضاه، وأسلوب طبقه في إدارة شؤون البلاد، ووضع نصب عينيه قضية تلمس احتياجات المواطنين».

وكان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان كلمة مهمة جداً في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس الوطني الاتحادي، وتحديداً في 12 فبراير 1972، حينما قال: «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا، وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدي دوراً مهماً في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية».

وتابع: «آمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته 45 على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة، من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور، وهي: «المجلس الأعلى للاتحاد، رئيس الاتحاد ونائبه، مجلس وزراء الاتحاد، المجلس الوطني الاتحادي، القضاء الاتحادي».

ويتذكر المزروعي، أنه «كان حريصاً جداً على حضور افتتاح أدوار الانعقاد العادية للبرلمان، وحريصاً أيضاً على الالتقاء الدوري مع أعضاء المجلس الوطني، يستمع إليهم، ويشاركهم بعض الجلسات، ويتناقش ويتحاور معهم، كما كان يستقبل لجان المجلس ومن يصحبها من وفود برلمانية عربية ودولية».

تويتر