بعد 25 سنة أصبح لها 10 أفرع في دبي

5 طلبة يؤسسون مكتبة على نفقتهم الخاصة لدعم العملية التعلــيمية

صورة

عندما قرر خمسة طلبة من أبناء حي واحد، افتتاح مكتبة الفرقان قبل 25 عاماً، لم يكن هدفهم جني الأرباح إنما كانوا يسعون إلى تزويد المدارس والجهات الحكومية وأهالي الطلبة بالقرطاسية والكتب بأسعار مناسبة لتطوير العملية التعليمية، بحسب ما روى الشريك المؤسس والمدير العام لمكتبة الفرقان، عبدالله المرزوقي، الذي أوضح أنهم استغلوا مكافأة التطوع التي حصلوا عليها من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليفتحوا بها أول فرع لهم في دبي ثم تطورت المكتبة وتوسعت وبات لها 10 أفرع على مستوى دبي.

المعيشة الذكية

قال الشريك المؤسس والمدير العام لمكتبة «الفرقان»، عبدالله المرزوقي، إنه لم يركز فقط على العمل في المكتبة، إذ إنه تخصص في الهندسة الكهربائية وعمل في إحدى الشركات الوطنية ومن خلال خبرته في مجال الهندسة تمكن من افتتاح مؤسسة خاصة منذ ثلاث سنوات تحت اسم «سمارت ليفينج» متخصصة في ما أسماه «المعيشة الذكية».

وأوضح أن المؤسسة تركز على عيش الأشخاص بطريقة ذكية في مدينة تتجه إلى الحياة الذكية، إذ إن المؤسسة تعنى بصنع أجهزة للتحكم الذكي في المنزل، بحيث يستطيع الشخص السفر ومعرفة ما يجري في منزله من خلال كاميرات المراقبة، أو أجهزة أخرى مبرمجة للتعرف إلى صاحب المنزل عند وصوله وفتح الباب له تلقائياً، وتشغيل المصابيح المناسبة في الغرفة التي سيتوجه إليها أولاً، ومعرفة اهتماماته فور عودته.

وأضاف أن المنزل الذكي يمكن التحكم فيه حتى أثناء السفر، سواء في الإضاءة، أو مراقبة المنزل من خلال الهاتف، وتكوين نظام حماية متخصص بحسب احتياجات العميل، بإرسال رسائل نصية قصيرة أو إنذار خاص لصاحب المنزل بوجود أي خطأ أو عطب في الأجهزة، مفيداً بأنه يمكن توفير الطاقة من خلال استخدام الطاقة الشمسية في المنزل.

ولفت إلى أنه عقد شراكات مع عدد من الشركات في الصين لتصنيع الأجهزة اللازمة باستخدام تقنيات طورها بنفسه، واستخدامها في المنازل الذكية، مضيفاً أنه يخطط لتدريب الموزعين في الدولة ليتمكنوا من استخدام الأجهزة بالطريقة الصحيحة.

ومكتبة الفرقان، تركز على توفير أفضل القرطاسية، والمنشورات التعليمية والكتب للطلبة، ليصبح عدد المتعاملين الدائمين من الهيئات والمؤسسات الحكومية 14 مؤسسة، كما توفر هذه الأدوات لأكثر من 270 مؤسسة أخرى.

وروى المرزوقي قصة تأسيس مكتبة «الفرقان» لـ«الإمارات اليوم» قائلاً إنهم أسسوا المكتبة في 1990، بعد أن حصل الشركاء، الذين كانوا طلبة في السنة الدراسية الأخيرة من الثانوية في ذلك الوقت، على مكافأة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد أن تطوعوا أثناء الغزو العراقي لدولة الكويت، مضيفاً «جمعنا أموالنا التي بلغت في ذلك الوقت 65 ألف درهم وافتتحنا الفرع الأول في منطقة هور العنز في دبي».

وتابع أنهم افتتحوا الفرع الأول بإدارتهم الشخصية، وبمجهودهم في استخراج الرخصة وتعيين موظف للعمل في الصباح إلى حين عودتهم من المدرسة ومعرفة كيفية إدارتها بالطريقة الصحيحة، موضحاً «كنا نشتري بضاعتنا من السوق المحلية، ونستورد القليل من المملكة العربية السعودية لأنها كانت الأفضل في تزويدنا بالقرطاسية التي تتناسب ومتطلبات الزبائن، إلا أننا أردنا التوسع بسرعة أكبر، وبدأنا التخطيط لذلك».

وأوضح أنهم أنشأوا في ما بعد قسماً خاصاً للكتب الإسلامية وقصص الأطفال والمصاحف، مضيفاً أنهم بعد الحصول على الثانوية تخصصوا في مجالات علمية مختلفة، واستمروا في دعم مشروعهم التجاري، مضيفاً «أصبحنا نبيع الكتيبات ونشرات التوعية بمختلف اللغات لتثقيف الجاليات الكثيرة في دبي».

وأضاف المرزوقي «نحن الخمسة زملاء دراسة وأبناء حي واحد، عملنا معاً منذ كنا صغاراً، سواء في ارتياد مدرسة واحدة وفي التطوع وحتى إدارة المكتبة، وكنا نتناوب على إدارة المكتبة في السنة الأولى، مضيفاً أنهم قرروا تعيين شخص من بينهم لإدارة المكتبة أثناء دراستهم الجامعية، لأنهم لم يتمكنوا من التوفيق بين الدراسة والعمل».

وأوضح أنه تسلم إدارة المكتبة في 1994، بعد أن قرر شريكه أن يهتم بعمله أكثر، مضيفاً «كنا نحاول ألا يطغى عملنا في المكتبة على دراستنا وأعمالنا الأخرى، لأننا أردنا النجاح في الاتجاهين»، موضحاً أنهم كافحوا سنوات طويلة لإنجاح العمل في المكتبة إلى أن أصبحوا يملكون 10 فروع للمكتبة في مختلف أنحاء دبي.

وذكر المرزوقي أنهم عملوا في دعم مكتبتهم نحو 15 عاماً قبل التوجه إلى طلب دعم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مضيفاً «كانت المؤسسة في بدايتها عندما توجهنا إليها طالبين دعمها في التراخيص بافتتاح الفروع الأخرى، إذ إننا تلقينا مساعدة كبيرة، وتمكنا من خفض شراء البضائع والإيجارات، وعقد شراكة مع (أسواق) من خلال المؤسسة لافتتاح فروع في أفضل المواقع».

وأضاف أنهم واجهوا تحديات عدة في افتتاح الفروع الأخرى، إذ إنهم ركزوا على أن تكون البضاعة بسعر مناسب للطلبة على مستوى الدولة، مقارنة بالمكتبات الأخرى التي تقدم الخدمة ذاتها، قائلاً «لم نأخذ حتى الآن أرباح المكتبة بل نحاول تدويرها في العمل لنستغني عن هامش الربح الكبير، بل نركز على نجاحنا في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأشخاص». وأشار المرزوقي إلى أنهم تمكنوا خلال 25 عاماً من افتتاح المكتبة في الوصول إلى 14 جهة حكومية وخاصة، التي تعتمد اعتماداً كلياً على بضاعة الفرقان، إضافة إلى 270 متعاملاً يثقون ببضاعتهم، موضحاً «نحن مؤسسة متوسطة ونعتمد على توكيلات من شركات أخرى، أو تمويل من المصارف العاملة في الدولة، لكن بحكم ثقة المؤسسات الحكومية بعملنا فإنهم يتعاملون معنا بشكل دائم».

وأوضح أنهم بصدد إضافة خدمات جديدة في المكتبة (مركز للتصوير)، بحيث يقدم خدمات للشركات والجهات الحكومية في الدولة ومواكبة التطور الهائل الذي سيجلبه فوز دبي باستضافة «اكسبو 2020»، مضيفاً أنه سيتخصص في التصوير الدعائي.

وأفاد بأنهم يريدون التركيز على البيع بالجملة، بحيث يصبحون من الموردين الأساسيين للقرطاسية والكتب، بدلاً من الاعتماد على شركات أخرى، موضحاً «لدينا قسم خاص لتوريد القرطاسية من الصين وكوريا الجنوبية، والفلبين، وسنتعاقد مع المصانع في بلد المنشأ لنحصل على أفضل المنتجات بأسعار مقبولة».

تويتر