مبتعث إلى الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا

الفزاري ينظم حياته الجامعية بدقة جرّاح

عبدالله الفزاري: عشت محنة عائلية جرّاء إصابة والدي بالشلل النصفي، ولم يتجاوز عمري 12 عاماً، وقد جعلت مني، رغم صغر سني، شخصاً مسؤولاً يدرك معنى الواجبات، وضرورة العمل على إنجازها.

حفّزت المحنة العائلية للمواطن الشاب عبدالله محمد الفزاري (20 عاماً)، التي حدثت إثر إصابة والده بشلل نصفي أقعده عن الحركة، على دراسة تخصص الطب البشري الذي يراه «عملاً إنسانياً ومهنة أخلاقية تجمع بين العلم والأخلاق، وليست عملاً تجارياً»، ويقول إن الدراسة في كلية الجراحة «علمته أن ينظم حياته بدقة الجراحين وصبرهم».

التحق عبدالله، المبتعث من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالكلية الملكية للجراحين في أيرلندا لدراسة الطب، بعد أن انتهى من المرحلة التأسيسية التي مهدت الطريق نحو «سنة أولى طب»، شكلت، كما أكد عبدالله، «تحدياً كبيراً تمثل في التأقلم مع نظام جديد في التدريس يختلف بشكل كبير عن ذلك الذي عرفه في مراحل دراسته السابقة، كما هي الحال بالنسبة للاعتماد الكلي على اللغة الإنجليزية، إلى جانب صعوبة القدرة على التركيز والمتابعة في فصول دراسية مكتظة يصل عدد الطلاب في بعضها إلى مئات من مختلف الجنسيات».

نجح عبدالله في تحدي عامه الأول، الذي سينتهي منه قريباً، «بالاجتهاد والإصرار على المثابرة والانضباط، والحرص في الوقت نفسه على الاندماج مع الطلاب الذين تختلف جنسياتهم وتتعدد خلفياتهم الثقافية والاجتماعية»، الأمر الذي حرص على تطبيقه كذلك خارج الحرم الجامعي، ليتكيف مع الحياة في الغربة التي اختارها لتحقيق طموحه بأن يصبح «طبيباً إنسانياً من الدرجة الأولى».

حصد عبدالله حتى عامه الثالث، حالياً، في الغربة الكثير الذي أضافه إلى خبرته البسيطة في الحياة والدروس القيّمة التي خرج منها، وتحديداً من المحنة العائلية جراء إصابة والده بالشلل النصفي، فقد «جعلت مني، رغم صغر سني آنذاك، التي لم تتجاوز 12 عاماً، شخصاً مسؤولاً يعي معنى الواجبات وضرورة العمل على إنجازها، حتى وإن كان حجمها يفوق عمري بمراحل. وبدأت أرى الحياة من زوايا مختلفة وبإمعان أكبر لا يحتمل الوقوع في الخطأ ولا يقبله»، ويضيف عبدالله «في المقابل، حظيت بالكثير من الاهتمام والرعاية الكافية من عائلتي، وأسعى إلى جعلها فخورة بي دائماً».

ورغم حصاد الغربة الوفير، الذي نجح عبدالله في قطفه خلال فترة وجيزة، يظل الشوق للوطن والأهل حاضراً معه بقوة «فلا بديل عن الوطن والأهل مهما كانت طبيعة الظروف المحيطة ممتازة».

يحرص عبدالله، الذي يعيش في العاصمة دبلن، على التواصل مع زملائه من الطلاب الإماراتيين المبتعثين للدراسة وقضاء أوقات الفراغ من الدراسة لممارسة هواية كرة القدم، وأيضاً السفر إلى مناطق قريبة للتعرف إلى طبيعة سكانها وخلفيات ثقافتهم. كما يشارك عبدالله في الفعاليات التي تنظمها سفارة الدولة في أيرلندا. وقد شارك، أخيراً، زملاءه الإماراتيين في الكلية الملكية للجراحين في تنظيم حفلة للاحتفاء باليوم الوطني.

يدرك عبدالله أن المشوار مازال طويلاً أمام حصوله على شهادة البكالوريوس في الطب البشري، إلا أن إيمانه بطموحه كفيل بدعمه لمواصلة المشوار، إضافة إلى تقييمه الإيجابي للغربة.

تويتر